بمشاركة الرئيس الأسد.. انعقاد أعمال الدورة الـ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة
جدّة – سانا
بمشاركة السيد الرئيس بشار الأسد، انعقدت اليوم أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في مدينة جدة السعودية.
وأكد رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن خلال افتتاح أعمال الدورة الحالية، الذي كانت بلاده ترأس القمّة العربية السابقة أن شعار القمة الـ31 التي استضافتها الجزائر “لمّ الشمل” تجسّد باستعادة سورية الشقيقة مكانها الطبيعي في جامعة الدول العربية بفضل الجهود الدؤوبة التي بُذلت، وأرحب عالياً بعودة سورية إلى مقعدها بين أشقائها، مع توجيه الشكر إلى كل الدول العربية الشقيقة التي ساندت مسعى الجزائر، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وقال بن عبد الرحمن: العالم يمرّ بحالة استقطاب متزايد ويقف أمام تحدّيات جديدة متمثلة خاصة في الأمن الغذائي والطاقوي، ولهذا نجدّد الدعوة لتعبئة الطاقات التمويلية العربية ولا سيما صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة لمساعدة الدول الأعضاء التي هي بأمس الحاجة لهذه المساعدات لتمكينها من تجاوز هذه الظروف الدولية العصيبة، مشدّداً على ضرورة تعزيز التضامن العربي ليكون للعرب دور فاعل في التوازنات الدولية الجديدة، ولنا من القدرات والإمكانيات ما يمكّننا من رسم معالم مستقبل أفضل لشعوبنا.
وأشار رئيس الوزراء الجزائري إلى أن الشعب الفلسطيني الشقيق يتعرّض يومياً لممارسات إجرامية من الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى توسيع عمليات الاستيطان الممنهج وسط صمت دولي رهيب وعجز تام عن ضمان الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني ومقدساته، مجدّداً مطالبة الجزائر للمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني ليس فقط لوضع حدّ لتعنّت الاحتلال ورفضه الالتزام بالقرارات الدولية، وإنما لاتخاذ إجراءات كفيلة بوضع حدّ لسياسة الاستيطان التي تمارسها سلطات الاحتلال ووقف جميع جرائمه.
وأعرب بن عبد الرحمن عن إدانة الجزائر للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وتضامنها الكامل والدائم مع الشعب الفلسطيني ودعوتها المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية المتكررة والممنهجة وضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من استرجاع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي ختام كلمته أعلن بن عبد الرحمن تسليم رئاسة الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة إلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
وقال ولي العهد السعودي في كلمة نيابة عن جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: يسرّنا اليوم حضور فخامة الرئيس بشار الأسد لهذه القمّة وصدور قرار جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، ونأمل أن يسهم ذلك في دعم استقرار سورية وعودة الأمور إلى طبيعتها واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي بما يحقق الخير لشعبها وبما يدعم تطلّعنا جميعاً نحو مستقبل أفضل لمنطقتنا.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان: نؤكّد لدول الجوار وللأصدقاء في الغرب والشرق أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء بما يحقق مصالح شعوبنا ويصون حقوق أمتنا، وأننا لن نسمح بأن تتحوّل منطقتنا إلى ميادين للصراعات ويكفينا مع طيّ صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة وعانت منها شعوبها وتعثّرت بسببها مسيرة التنمية.
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت هي قضية العرب والمسلمين المحورية، وتأتي على رأس أولويات سياسة المملكة الخارجية التي لم تتوانَ أو تتأخر في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لاسترجاع أراضيه واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على خط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
ولفت إلى أن المملكة تسخّر جهودها لدعم القضايا العربية كما تعمل على مساعدة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية، وفيما يخصّ السودان تأمل المملكة أن تكون لغة الحوار هي الأساس للحفاظ على وحدة السودان وأمن شعبه ومقدّراته، معرباً عن ترحيب السعودية بتوقيع طرفي النزاع على إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني وأملها في التركيز خلال المحادثات على وقف فعّال لإطلاق النار.
وقال ولي العهد السعودي: إن وطننا العربي يملك من المقومات الحضارية والثقافية والموارد البشرية والطبيعية ما يؤهّله لتبوّؤ مكانة متقدّمة وقيادية وتحقيق نهضة شاملة لدولنا وشعوبنا في جميع المجالات.
من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: أرحّب بالرئيس بشار الأسد بعد أن عادت سورية إلى مقعدها في هذا المجلس الموقر، هناك فرصة لا ينبغي تفويتها لمعالجة الأزمة التي تعاني منها البلاد لما يزيد على العقد سواء في أسبابها وأصولها التي يظل الحل السياسي السبيل الوحيد لتسويتها أم في تبعاتها التي تجاوزت حدود الوطن السوري، ويحدونا الأمل في أن يكون للعرب إسهامهم في إيجاد الحلول الناجعة للأوجاع السورية العديدة.
وبيّن أبو الغيط أن المشهد الدولي يمرّ بواحدة من أشدّ الفترات خطورة في التاريخ المعاصر، فهو زمن استقطاب وتنافس هائل بين القوى الكبرى على حساب القوى الأصغر أو المنفردة، ولذلك فليس أمام الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة سوى أن تتمسك بالمصالح العربية معياراً أساسياً للمواقف الدولية، وتلتزم بالتنسيق فيما بينها، وبالعمل الجماعي سبيلاً أكيداً لتعزيز الكتلة العربية في مواجهة ضغوط الاستقطاب.
وأضاف أبو الغيط: إن فلسطين الغالية همّ لا يحمله أهلها وحدهم حيث أدّت الممارسات الرعناء لحكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى تصعيد مروّع في منسوب القتل في الأشهر الأخيرة، وإننا نحيي صمود الفلسطينيين في كل مكان، ونؤكد أن ممارسات الاحتلال العدوانية لا بد أن تواجه بتصدّ حازم من المجتمع الدولي.
وأشار أبو الغيط إلى أن أزمات المنطقة العربية لم تجد طريقاً للحل بعد عقد وأكثر من المعاناة والدماء والآلام، فملايين العرب ما زالوا لاجئين ونازحين، واليوم أضيف إلى أحزان هذه الأمة حزن جديد في السودان، داعياً إلى أن تكون قمة جدة علامة بدء لتفعيل حل عربي يوقف نزيف الدم في السودان ويصحّح أخطاء ارتكبت في الماضي ويتوخّى المصلحة العليا للدولة السودانية وليس المصالح الضيقة لفئات أو أشخاص.
بدوره، الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين رحّب بعودة سورية إلى الجامعة العربية، معتبراً إياها خطوة مهمّة تسهم في جهود إنهاء الأزمة فيها، ومشدّداً على أهمية تعزيز المسار السياسي الذي انطلق من اجتماع عمان وبُني على المبادرة الأردنية والجهود السعودية والعربية لإنهاء الأزمة ومعالجة تداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية لكي يعود اللاجئون إلى وطنهم.
ولفت الملك عبد الله الثاني إلى أن منظومة العمل العربي المشترك بحاجة دوماً إلى التطوير والتجديد، وهنا يأتي دور جامعة الدول العربية في العمل على تعزيز التعاون وخاصة الاقتصادي بين دولنا لمواجهة تحدّيات الأزمات الدولية.
وأكّد الملك الأردني أن القضية الفلسطينية لا تزال محور الاهتمام، ولا يمكن التخلّي عن السعي لتحقيق الحل العادل والشامل الذي لن يتحقق إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى أنه لا يمكن للاستقرار والأمن أن يتحقّقا مع استمرار إقامة المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتدمير فرص منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
من جانبه، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكّد أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية تعدّ بمنزلة التفعيل العملي للدور العربي وبدء مسيرة عربية لتسوية الأزمة في سورية استناداً إلى المرجعيات الدولية للحل وقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأشار السيسي إلى أن المنطقة العربية مرت خلال السنوات الأخيرة بظروف استثنائية قاسية هدّدت على نحو غير مسبوق أمن وسلامة الشعوب العربية الأمر الذي يستلزم تعزيز التعاون العربي لمواجهة هذه التحدّيات، مؤكداً أن الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها ضـرورة لضمان مسـتقبل الشـعوب فلا يستقيم أبداً أن تظل آمال الشعوب رهينة للفوضى والتدخلات الخارجية التي تفاقم الاضطرابات وتصيب جهود تسوية الأزمات بالجمود، كما أن الاعتماد على الجهود المشتركة والقدرات الذاتية والتكامل فيما بين الجميع لصياغة حلول حاسمة للقضايا أصبح واجباً ومسؤولية.
وحذّر السيسي من أن استمرار تصعيد الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الشعب الفلسطيني سيؤدّي إلى عواقب وخيمة، مشدّداً على ضرورة تحقيق السلام الشامل والعادل من خلال مبادرة السلام العربية وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية بما يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت السيسي إلى أن أزمة السودان تنذر إذا لم يتم التعاون لاحتوائها بصراع طويل وتبعات كارثية على السودان والمنطقة، كما تستمرّ الأزمات في ليبيا واليمن بما يفرض تفعيل التحرك العربي المشترك لتسوية تلك الأزمات على نحو أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
بدوره، ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أعرب عن ترحيب بلاده بالعودة الحميدة للشقيقة سورية إلى بيت العرب الكبير وبالمساعي العربية الجادة التي تظهر فيها بوادر مبشرة لبلورة نظام إقليمي متجدّد ومتوازن والمتمثلة في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكّد الملك حمد بن عيسى أن اجتماع القمّة اليوم يعقد لتجديد العزم لمواصلة مسيرة العمل العربي المشترك بإرادة حرة وتصميم ذاتي وبروح التضامن الجماعي المخلص لتأسيس الاستقرار والرخاء والوئام الذي لا بد أن تنعم به شعوب المنطقة، مشيراً إلى أن الأمة العربية بتاريخها العريق وقيمها الحضارية وما تتمتع به من ثروات بشرية وكفاءات مبدعة وموقع استراتيجي مميّز وموارد طبيعية متنوعة قادرة على النهوض والتقدّم لمواكبة حركة العصر عبر تعزيز التكامل العربي وبتجديد شراكاتها الإستراتيجية مع الدول الحليفة والصديقة القائمة على حفظ المصالح المشتركة وبرؤية توافقية وسياسات أكثر فاعلية للتصدي للإرهاب ووقف الحروب وتهديدات أسلحة الدمار الشامل، وصولاً لمنطقة مستقرة تزدهر في محيطها قيم التعايش الإنساني والتقارب الديني والحضاري.
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: نرحب بسيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية أخاً عزيزاً بين أهله وإخوانه، كما أتوجّه بالتحية لأشقائنا قادة الدول العربية وشعوبها على مواقفهم الثابتة تجاه شعبنا الذي لا يزال يعاني من مأساة مستمرة منذ النكبة عام 1948 فالاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه، وتوسيع عمليات الاستيطان، الأمر الذي يستلزم من المجتمع الدولي محاسبة الاحتلال على جرائمه وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وأعرب عباس عن ثقته بأن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ستكون في صلب اهتمامات القمة العربية من أجل إيجاد حل عادل وشامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على خطوط عام 1967 ويضمن عودة اللاجئين، وتحرير الأسرى، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
بدوره، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحّب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد بين أشقائه.
وأشار ولد الشيخ الغزواني إلى أن ما يلوح في خضم الأزمات التي تجتاح العالم من تغيّرات جيواستراتيجية عميقة يدعو إلى رص الصفوف، وتجاوز الخلافات وأهمية تطوير العمل العربي المشترك الذي يقوى ويتعزّز به الحضور على الساحة الدولية، لافتاً إلى أنه بقدر ما يتعزّز هذا العمل تتحسّن القدرة الجماعية على الصمود في وجه مختلف التحدّيات وتحقيق التنمية والاستقرار.
وبيّن الرئيس الموريتاني أن الوضع الراهن في فلسطين المحتلة، وما يشهده العالم العربي من نزاعات وتحدّيات مصيرية يؤكد ضرورة تطوير العمل المشترك، معرباً عن إدانة بلاده للاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، ومؤكداً في الوقت ذاته دعم موريتانيا لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
الرئيس التونسي قيس سعيد قال: نحمد الله تعالى على عودة الجمهورية العربية السورية إلى أحضان جامعة الدول العربية، بعد أن تم إحباط المؤامرة التي كانت تهدف إلى تفتيتها وتقسيمها ودفع الشعب العربي السوري الثمن باهظاً حتى تبقى سورية دولة واحدة.
وأشار سعيد إلى أن التحدّيات التي تواجهها الدول العربية كبيرة، وهي تشترك في الإرادة نفسها من أجل تجاوزها، وأول هذه التحديات هو الحفاظ على دولنا لأن هناك من يعمل على إسقاطها حتى تغيب المؤسسات وتعم الفوضى، موضحاً أن العالم بصدد التشكل من جديد، ولا يجب أن يتشكّل على حساب الأمة العربية التي لديها من الإمكانية ما يكفي لتحقيق مصالح شعوبها، بعيداً عن أي إملاءات من الخارج.
وبيّن الرئيس التونسي أن الأشقاء في فلسطين يقدّمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرّر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن ملايين اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة.
بدوره، رحّب رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله بعودة سورية إلى الجامعة العربية، وقال: إن عودة هذا البلد العزيز إلى الحضن العربي خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك، ونثمن الجهود العربية المكثفة التي بذلت بهذا الخصوص لمساعدة سورية على الخروج من أزمتها، وإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق التي امتدّت على مدى الأعوام الماضية.
وأكّد رئيس جيبوتي أنه لا سبيل إلى مواجهة التحدّيات الراهنة إلا من خلال مواقف عربية موحّدة ومتماسكة، ترتكز على استراتيجيات وآليات عمل جديدة جدية وفعّالة، لافتاً إلى أن المواقف العربية الموحّدة ستمكّن من تلبية تطلعات الشعوب العربية المؤدّية إلى الوحدة والتكامل على جميع الأصعدة، وتسهم في إيجاد حلول عملية للصراعات التي تعصف ببعض الدول العربية التي يدفع ثمنها الأبرياء.
وجدّد دعم جيبوتي للشعب الفلسطيني، مطالباً المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية له، وإلزام “إسرائيل” بوقف جرائم الحرب التي ترتكبها، ووجوب تحشيد الطاقات العربية، وتكثيف الجهود من أجل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
كذلك أعرب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عن ترحيب بلاده وسعادتها بعودة سورية إلى الجامعة العربية، لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية.
وأوضح شيخ محمود أن الجيش الصومالي استطاع تحرير أكثر من 80 مدينة، وحقق تقدّماً كبيراً في جهوده للقضاء على الإرهاب، لافتاً إلى أنه بحلول عام 2024 سيتمكّن الصومال من إعلان خلو مدنه من حركة الشباب الإرهابية.
وأشار الرئيس الصومالي إلى أن بلاده قلقة من الأوضاع في السودان، داعياً أطراف الصراع إلى وقف الاشتباكات وبذل الجهود لوضع حل لهذه الأحداث التي تقوّض آمال السلام لدى الشعب السوداني.
من جهته، رحّب ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بعودة سورية إلى الجامعة، وقال: إن دولة الكويت تجدّد تأييدها لقرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 8914 باستئناف مشاركة وفود سورية باجتماعات مجلس الجامعة، وترحيبها كذلك بالبيان الصادر في ختام اجتماع جدة، والبيان الصادر عن اجتماع عمان، وكلّنا أمل بأن تكون عودة سورية إلى بيت العرب منطلقاً لانتهاء الأزمة ومعاناة الشعب السوري الشقيق، وفي هذا الشأن تؤكد دولة الكويت موقفها المبدئي الثابت الداعي إلى الحفاظ على وحدة وسيادة سورية وسلامة أراضيها، ورفض أيّ تدخل في شؤونها الداخلية وموقفنا المستمر منذ بداية الأحداث بتقديم الدعم الإنساني لكل أطياف الشعب السوري، مشيراً إلى أهمية عودة سورية لممارسة دورها الطبيعي والمؤثر في محيطها العربي والإقليمي والدولي.
ولفت الشيخ مشعل إلى أنه أمام الدول العربية مسؤوليات وتحدّيات جسام تتطلّب بذل المزيد من الجهود وتنسيق المواقف لضمان مستقبل آمن مستقر في ربوع الوطن العربي كافة، معرباً عن تفاؤل الكويت ببوادر الانفراجات الحاصلة في المنطقة، ومنها البيان المشترك بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برعاية الصين، وتأكيدها أن هذه التفاهمات ستنعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وازدهارها وتحقيق تطلعات شعوبها.
وأضاف ولي العهد الكويتي: نرفض أي تدخّل خارجي في شؤون سورية الداخلية ونؤكّد موقفنا بضرورة الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
كذلك رحّب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بعودة سورية إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية، مبيّناً أن العراق دعم هذه الخطوة منذ البداية لأهميتها على طريق الاستقرار في المنطقة ومن منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه كل الأشقاء في البلدان العربية.
وشدّد السوداني على موقف العراق الثابت والمبدئي إزاء الحق الفلسطيني في الأرض والسيادة وبإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، داعياً في الوقت ذاته الجامعة العربية إلى تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير نهجها نحو بناء تكتل اقتصادي من شأنه تعزيز اقتصادات الدول العربية واستثمار مواردها المختلفة على أفضل وجه، ومعرباً عن ترحيب بلاده بالاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لكونه يخدم الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وثمّن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي عودة سورية الشقيقة إلى القيام بدورها كاملاً في جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن حل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان لا يمكن أن يتحقّق إذا لم تتضافر الجهود العربية مع مؤازرة من المجتمع الدولي وبالتواصل والحوار مع الشقيقة سورية في إطار موقف عربي جامع عبر مشاريع بناء وإنعاش للمناطق المهدّمة لوضع خريطة طريق لعودة الإخوة السوريين إلى ديارهم.
وأوضح ميقاتي أن لبنان يعاني من أزمات متعدّدة أرخت بثقلها على الشعب اللبناني الذي يعيش سنواتٍ عجافاً نتيجة فقدان المقوّمات الأساسية التي تمكّنه من الصمود وازدادت هذه الحالة تعقيداً بشغور منصب رئاسة الجمهورية وتعذر انتخاب رئيس جديد داعياً إلى مساعدة لبنان للنهوض من جديد وتجاوز أزمته.
وجدّد نائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق آل سعيد ترحيب بلاده باستئناف مشاركة سورية الفاعلة في أعمال جامعة الدول العربية، معرباً عن ارتياح عُمان لحضور ومشاركة فخامة الرئيس بشار الأسد في هذه القمّة مع اليقين التام بأن سورية الشقيقة ستستعيد بعون الله وبهمّة رجالها ونسائها وشبابها مكانتها كحاضرة تاريخية ومنارة عربية مشهود لها بذلك.
ولفت آل سعيد إلى أن عجز المجتمع الدولي عن إيجاد التسوية العادلة والمنصفة لمعاناة الشعب الفلسطيني هو منبع التوترات التي تعصف من حين إلى آخر بالمنطقة والعالم، مؤكداً أنه يجب تطبيق معايير القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وأكّد نائب رئيس الوزراء العماني أن الحفاظ على الجامعة العربية سيعزّز التعاون والتكامل وتبادل المنافع بين الدول العربية وكل دول العالم، مبيّناً أن الدول العربية قادرة على أن تخطو إلى آفاق أرحب ازدهاراً ونماء وتمضي في مكانتها بين الأمم.
وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يوسف المنفي في كلمته: ضرورة تنفيذ خريطة طريق لحل الأزمة في ليبيا عبر الحوار وإنهاء الانقسام بما يحافظ على مؤسسات الدولة.
وقال المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السوداني السفير دفع الله الحاج علي في كلمته: نرحّب بعودة سورية إلى الجامعة العربية، والسودان ظل يدعو لعودة سورية إلى بيت العرب وحرص على استمرار علاقته الدبلوماسية معها.
بدوره أشاد رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي بجهود الدول الأعضاء والأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي أفضت إلى استئناف مشاركة سورية في اجتماعات مجلس الجامعة على طريق حل الأزمة في سورية بما يضمن وحدة وسلامة البلد الشقيق واستعادة دوره التاريخي في العمل العربي المشترك.
ودعا العليمي إلى تحرك عربي جماعي لدعم جهود اليمن لإنعاش الاقتصاد وتحسين الخدمات الأساسية والتدخلات الإنسانية المنقذة للحياة وضرورة استئناف العملية السياسية.
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أكد حرص المنظمة على دعم كل الجهود لإزالة أسباب التوتر وتجاوز عقبات الماضي وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في سورية واليمن وليبيا، داعياً إلى تعزيز التضامن مع الأشقاء في الصومال لمساعدتهم على تجاوز الصعاب وتعزيز أواصر الإخاء والتعاون بين الدول العربية كافة.
وبشأن الأزمة في السودان رحب طه بالمبادرة السعودية وتوقيع ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على إعلان جدة بشأن الالتزام بحماية المدنيين، مناشداً السودانيين العمل على تغليب المصلحة الوطنية العليا، بما يحافظ على وحدة السودان ومؤسساته ويحقق طموحات شعبه في الأمن والسلام والاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية.
بدوره أوضح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد أن القمة العربية تأتي في ظرف بالغ الدقة إقليمياً وعالمياً في ظل تصاعد حدة التوترات والنزاعات، لافتاً إلى أنه على الساحة العربية يتواصل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني كما يطول صمت العالم المريب على مأساته المستمرة في ظل حرمانه من حقه في الحرية وتأسيس دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي بادر منذ الشرارة الأولى للاقتتال الراهن في السودان بالدعوة إلى توحيد جهود المنظومة الدولية من أجل وقف نزيف الدم، محذراً من أن بعثرة جهود هذه المنظومة قد تكون من مسببات إطالة الصراع في السودان.
واختتمت أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة وتم اعتماد قراراتها.
وكان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود استقبل الرئيس الأسد وقادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة خلال وصولهم إلى قاعة الاجتماع.
كذلك اجتمع الرؤساء والملوك والقادة العرب لالتقاط الصورة الجماعية قبل انعقاد اجتماع القمة العربية.