الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

إدانات فلسطينية وعربية لانتهاك حكومة الاحتلال وبن غفير حرمة المسجد الأقصى

الأرض المحتلة – تقارير:

تتواصل الاستفزازات الصهيونية في محاولة مستمرّة لتغيير الوضع القائم في القدس المحتلة، حيث عقدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليوم اجتماعها الأسبوعي في المدينة بأحد الأنفاق التي حفرها الاحتلال تحت أساسات الأقصى في منطقة ساحة البراق الملاصقة لأسوار المسجد من الجهة الغربية، بينما اقتحم الوزير في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير على رأس مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال.

وقوبلت الأفعال الصهيونية بإدانات فلسطينية وعربية، فقد اعتبرت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن الهدف من اجتماع حكومة الاحتلال هو تكريس ضمّ القدس وتهويدها وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني لإغلاق الباب نهائياً أمام أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس.

وأكّدت خارجية السلطة أن كل إجراءات الاحتلال وسياساته تجاه القدس باطلة وغير شرعية، ولا تعطي الحق له بضمّ القدس أو السيادة عليها، مطالبةً بموقف دولي واضح يدين هذا الاجتماع باعتبار أن القدس جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومشيرة إلى أن إفلات “إسرائيل” المستمر من العقاب يشجّعها على ارتكاب المزيد من الاعتداءات والجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني عامة والقدس بشكل خاص.

كذلك أدانت الوزارة الاقتحام الاستفزازي الذي نفّذه بن غفير لباحات الأقصى، معتبرةً أنه يعدّ مؤشراً خطيراً لمخططات حكومة الاحتلال الاستعمارية الرامية إلى ضم مدينة القدس المحتلة ومقدّساتها وتهويدها، امتداداً لحملات التصعيد التي تمارسها لخلق الفوضى، والتوترات، والعنف في ساحة الصراع.

وطالبت الخارجية بموقف دولي فاعل ضد الاحتلال لوقف اعتداءاته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساته.

من جانبه، حذّر المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من أن اقتحام بن غفير للأقصى يعدّ أمراً خطيراً ويستدعي من المجتمع الدولي وتحديداً الإدارة الأميركية التحرّك الفوري لأن المساس بالمسجد لعب بالنار، وسيدفع المنطقة إلى حرب لا تُحمد عقباها.

من جهته، بيّن مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب أن عقد الاحتلال لهذا الاجتماع أسفل ساحة البراق، الذي جاء بالتزامن مع اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى برفقة مجموعة من المستوطنين، وتنفيذ طقوس استفزازية فيها، يأتي في سياق الحرب الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساته، مؤكداً أن استمرار المقاومة ضد المحتل هي السبيل الوحيد أمام الشعب الفلسطيني لإفشال مخططاته التهويدية والاستعمارية.

بدورها استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية اقتحام بن غفير للأقصى، معتبرةً أنه جريمة نكراء واعتداء على المقدّسات وأماكن العبادة.

وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية بالتحرّك العاجل للدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعرّض لهجمة إسرائيلية شرسة، كما طالبت الفلسطينيين بالرباط فيه للدفاع عنه والتصدّي لمحاولات الاحتلال اقتلاعهم من مدينتهم.

من جانبها، قالت وزارة شؤون القدس: إن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى انتهاك خطير لحرمته وللوضع التاريخي والقانوني القائم فيه واستهتار بالعالم أجمع، داعيةً المجتمع الدولي إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال في التعامل مع انتهاكات الاحتلال المستمرة للمقدّسات في القدس قبل فوات الأوان.

من جهته، أكّد رئيس المجلس الوطني روحي فتوح أن اقتحام بن غفير للأقصى لن يغيّر من هوية القدس بحضارتها وثقافتها ومساجدها وكنائسها وأزقتها التي تشهد على عمقها التاريخي العربي الإسلامي.

بدورها، أشارت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اكتمال حمد، إلى أن اجتماع حكومة الاحتلال يأتي في إطار سياسة الإجرام المستمرة التي ترتكبها قواته بحق الشعب الفلسطيني ومقدّساته، بهدف تهويدها ومحو طابعها العربي، وما يجري من حفريات بآليات ثقيلة في ساحة البراق ومنطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى خير شاهد على ذلك.

عربياً، جدّدت وزارة الخارجية الأردنية مطالبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف انتهاكاتها بحق المقدسات في مدينة القدس المحتلة، مشدّدةً على ضرورة وقف جميع محاولاته لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها وتهويدها.

وأدان المتحدث الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى واصفاً ذلك بأنه خطوة استفزازية مدانة وتصعيد خطير ومرفوض، ويمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي.

وأكّد المجالي أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة للاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بالتزامن مع استمراره بمخططاته الاستيطانية واقتحامات قواته المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة تنذر بمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً.

كذلك شدّد المجالي على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه.

من جانبها، أدانت جمهورية مصر العربية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، وأكّدت في بيان أن اقتحامات الاحتلال المتتالية للمسجد الأقصى، الرامية لتهويده لن تغيّر من الوضع القانوني والتاريخي القائم، الذي يعدّ فيه الأقصى وقفاً إسلامياً خالصاً.

ودعت الخارجية الاحتلال إلى التوقّف بشكل فوري عن ممارساته التصعيدية التي تؤدّي إلى تأجيج التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من جهتها، أعربت الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى.

وأكدت الوزارة في بيان لها، أن “هذه الممارسات الممنهجة تعدّ تعدّياً صارخا على كل الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازاً لمشاعر المسلمين حول العالم”.

وحمّلت الوزارة قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه التجاوزات.

بدورها، جدّدت وزارة الخارجية الإماراتية تأكيد موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية.

الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أدانت بدورها اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، وعقد حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي داخل أنفاق ساحة البراق بالمسجد، وأكّد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة سعيد أبو علي أن هذا الاقتحام الذي يرتكبه بن غفير للمرة الثانية، هو أمر مدانٌ ويمثل تصعيداً خطيراً يدفع نحو تفجير دوامة من العنف والتوتر وإشعال المنطقة بأسرها.

وشدّد أبو علي على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن أي إجراءات تتخذها “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال هي إجراءات باطلة، ولا يُعتدّ بها ولا يترتب عليها أي حق.

وأشار أبو علي إلى أن حكومة الاحتلال تواصل تصعيدها وعدوانها على الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدّساته الإسلامية والمسيحية، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية الدولية له ودعم نضاله لنيل حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.

من جانبه، أكّد البرلمان العربي أن اقتحام بن غفير والمستوطنين لباحات الأقصى بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، الذي يأتي في إطار محاولات الاحتلال المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى يشكّل استفزازاً لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، الأمر الذي يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة، وينتهك بشكل صارخ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ميدانياً، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، بأن قوات الاحتلال اقتحمت بعدد من الجرافات أراضي في بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس، وجرّفت مساحاتٍ من أراضيها للمرة الثانية، مشيراً إلى أنه خلال اليومين الماضيين قامت بتجريف أراضٍ في بلدات بورين ودير الحطب، بينما أخطرت بالاستيلاء على نحو 14.5 دونماً من الأراضي في بلدات تل وجيت وفرعتا جنوب غرب نابلس لتوسيع مستوطنة مقامة هناك.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية ارتاح جنوب طولكرم وداهمت المحال والمنشآت التجارية، وعبثت بمحتوياتها واستولت على تسجيلات مراقبة الكاميرات.

من جانبهم، اعتدى مستوطنون على رعاة الأغنام في منطقة الحمّة بالأغوار الشمالية، وذلك برشهم بغاز الفلفل وأجبروهم على مغادرة المراعي.

إلى ذلك، جدّدت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية إدانتها لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى في معتقلاته، ولاسيما المرضى منهم.

 

وأوضحت الهيئة أن الاحتلال يواصل جريمة القتل البطيء بحق الأسرى المرضى المصابين بأمراض مزمنة أو ممّن تعرّضوا لإعاقة، نتيجة إطلاق الرصاص عليهم بشكل مباشر ما يهدّد حياتهم.

ودعت الهيئة منظمة الصحة العالمية إلى إعداد طواقم طبية متخصّصة للاطلاع على حالات الأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم بسبب تدهور أوضاعهم الصحية، وإعداد التقارير اللازمة لمحاسبة الاحتلال على جرائمه التي تنتهك القانون الدولي الإنساني.

ويواجه نحو 5 آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال ظروف اعتقال قاسية بينهم نحو 600 بحاجة إلى تدخل طبي عاجل، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمّد بحقهم.