بعد انحسار المنافسة على لقب الدوري الممتاز.. هل يكون التعويض للخاسرين ببطولة الكأس؟
ناصر النجار
مضى الدوري ووصل إلى مراحله النهائية وباتت أموره أقلّ شدة من ذي قبل على صعيد المنافسة على القمة، بعد أن انحصر الصراع بين فريقي الفتوة وأهلي حلب مع أفضلية نسبية للفتوة الذي يتقدّم بفارق نقطة مع وجود مباراتين لكلّ فريق، وتختلف المباراتان من حيث الصعوبة ودرجتها، ولكن من يريد نيل اللقب عليه اللعب بغضّ النظر عن اسم الفريق الذي يقابله، وعليه أن يواجه البطولة بعينها ليخطفها، وهذا لن يتحقق دون جهد كبير وسعي مخلص.
مباريات الأسبوع الأخير لم ترضِ عشاق الكثير من الأندية، فأضاع جبلة آخر فرصة للمنافسة بتعادله مع الجيش بهدف لهدف، صحيح أن الآمال كانت ضعيفة، لكن الجميل بكرة القدم أن تحتفظ ببصيص الأمل فهو حقك ولو لم ينجح الفريق بنيل البطولة فالاستمرار على الوتيرة نفسها من الأداء أمر جيد لتبقى الصورة زاهية بنظر كلّ عشاق الفريق، الشيء نفسه كان حال الوثبة الذي لم يعد كما كان، وعلى ما يبدو أن ضياع الأمل أضعف الفريق نفسياً وأتعبه معنوياً فانسحب إلى المواقع المتوسطة، وما جرى معه هذا الموسم كان تكراراً لسيناريو الموسم الماضي!.
شيئان مهمّان أبعدا فريق الجيش عن القمة ومنافساتها، الأول كثرة تبديل المدرّبين وقد تعاقب على الفريق في أقل من خمسة عشر مباراة أربعة مدربين وهو ما لم نكن نعهده في الزعيم من ذي قبل، فغياب الاستقرار الفني أثر على الفريق بشكل مباشر، أما الأمر الثاني فهو تراجع أداء خط الوسط، وهذا الأمر يجب أن يتمّ بحثه من الناحيتين الفنية والبدنية ليتمّ تصحيح أخطاء الفريق، وربما كان من الأجدى تدعيم الفريق بلاعبين يعيدون للزعيم بريقه وإنجازاته وبطولاته.
تشرين كان في مطلع الإياب قاب قوسين أو أدنى من دخوله أجواء المنافسة من أوسع أبوابها، وخاصة بعد فوزه الافتتاحي على الفتوة بهدف نظيف، لكنه غرق بعدها في بحر التعادل، فتعادل أربع مرات، أي إنه خسر ثماني نقاط أبعدته عن أجواء المنافسة، لكن علينا أن نذكر أنه من الفخر الذي يتحدث به أبناء البحارة أن فريقهم لم يخسر منذ 16 مباراة وكانت الخسارتان في افتتاح الدوري مع حطين وبعده الفتوة في المباراة المؤجلة وكلاهما كان بهدف وحيد.
على كلّ حال من المفترض أن تجري الفرق الثلاثة التي ابتعدت عن المنافسة دراسة جدية لفرقها حتى تدخل منافسة الكأس بروح معنوية عالية وبجدية أكبر، خاصة وأنها فرصة لتعويض لقب الدوري.