مشاركة خجولة متوقعة لألعاب القوى في الدورة العربية
شهر ونصف يفصلنا عن بدء دورة الألعاب العربية، أهم حدث رياضي لهذا العام، التي تستضيفها الجزائر في الخامس من تموز القادم وحتى الخامس عشر منه بمشاركة 22 دولة وما يزيد عن 3500 لاعب ولاعبة، وطبعاً ينتظر أن يكون لنا مشاركة فاعلة كما جرت العادة قبل سنوات الأزمة، لكن المطّلع على ما يُسرّب بشأن عدد وقوام البعثة تراوده تساؤلات عدة، بداية من الألعاب التي سنشارك فيها وانتهاء بالتحضيرات!.
ولأن أم الألعاب يكون لها النصيب الأكبر “عادةً”، فهي أكبر سلة نجمع فيها الميداليات من أجل حصد مركز مميّز في المجموع العام، سنسلط الضوء على مشاركة ألعاب القوى والتي لم تُحسم بعد، فالمعلوم أن المشاركة كانت ستقتصر على بطلنا مجد الدين غزال، وبعدها سُرّب أننا سنشارك أيضاً بلاعبة محترفة في الخارج، وهنا نسأل اتحاد اللعبة: أين هم الكوادر واللاعبون المميزون الذين يتباهى بإعدادهم ونتائجهم في النشاطات الداخلية؟ كيف تقتصر مشاركتنا على لاعبينا الأول شبه معتزل والثاني نملك من يضاهيه بحسب اتحاد اللعبة؟ ولماذا لم يُعلن عن تحضيرات اللاعبين للبطولة؟!.
طبعاً يقذف بعض القائمين على اللعبة التهم على المكتب التنفيذي محملينه مسؤولية عدم السماح بابتعاث عدد أكبر من اللاعبين، والحجة جاهزةٌ طبعاً لدى المكتب المعنيّ، بعدم توافر السيولة وأننا لا نريد أن يمثلنا إلّا من يحقق لنا الإنجاز، وهنا نتساءل: كيف نستطيع تطوير جيل جديد إن صحّت ادّعاءات اتحاد اللعبة بوجود مواهب قادرة على إعادة الألق لأعرق الرياضات، إن لم نقحمها في البطولات الكبرى، فقد عوّدنا اتحاد ألعاب القوى على التغنّي بإنجازات مغمورة بمشاركاته في بطولات متوسطة وعندما تكون البطولة قوية، للأسف نجد منتخبنا في آخر الترتيب، والمضحك المبكي أن هذا الأمر مسحوب على كلّ الفئات العمرية!.
المفروض أن يكون هناك حلّ جذريّ لملف ألعاب القوى، وإلا ستعاني الفشل ويهجرها لاعبوها، وببعض الأمور البسيطة يمكن أن نعيد اللعبة إلى السكة الصحيحة، فبدلاً من استجداء الآخرين من أجل دعم نشاط معيّن لتبيان أن مجلس إدارة الاتحاد لا يبخل بوقته وأنه يعمل، الجدير أكثر استجرار هذا الدعم من أجل تطوير الكوادر واللاعبين الموهوبين، فنحن أمام جيل لديه مقومات النجاح ولكن استمرار مشاركاته مع من هم دون مستواه داخلياً سيعيق تطوره.
سامر الخيّر