ثقافةصحيفة البعث

انطلاق المهرجان السينمائي الثاني في جامعة البعث

حمص – سمر محفوض

انطلق أمس ملتقى جامعة البعث للسينما السورية بالتعاون ما بين الاتحاد الوطني لطلبة سورية والمؤسّسة العامة للسينما، والذي يمتد لثلاثة أيام تقدّم فيها العروض السينمائية وترافقها الندوات الحوارية عن الأفلام وصناعة السينما وتطورها.

الرفيق فائق شدود أمين فرع الحزب في جامعة البعث دعا إلى أن يتحوّل الملتقى لتقليد سنوي نظراً لأهمية الفنون السينمائية والمسرحية بتعزيز قيم الحق والخير والجمال لدى الطلبة، مؤكداً أن سورية تزخر بالمواهب الإبداعية الشابة، ولفت إلى أن الدراما السورية حققت نقلات مهمّة في السنوات الماضية وسجلت حضوراً عربياً لافتاً، وشهدت السينما مؤخراً تطوراً ملحوظاً عبر توثيق بطولات الجيش العربي السوري وإنتاج أفلام هادفة تظهر وحشية الحرب وهمجية الإرهاب العالمي الذي ضرب البلاد.

بدوره مراد شاهين المدير العام للمؤسّسة العامة للسينما قدّم شرحاً موجزاً عن تاريخ السينما عالمياً ومحلياً وبداية دخولها إلى سورية والتطورات والمراحل التي مرت بها منذ عام 1908 بعرض سينمائي في مدينة حلب، ومن ثم العرض السينمائي الأول في دمشق عام 1912، وتمّ إحداث أول سينما في سورية (سينما القلعة) ومن ثم مرت بمراحل عديدة إلى أن وصلت إلى عام 1958 الذي مهّد للهوية الحقيقية السينمائية في سورية، حيث وجدت دائرة الإنتاج السينمائي في التلفزيون، وفي العام 1963 تم إنشاء المؤسسة العامة للسينما، والبداية بإنتاج الأفلام القصيرة لتتحول فيما بعد إلى الأفلام الروائية الطويلة بفيلم “سائق الشاحنة” الذي طبع شكل السينما السورية واهتمامها بالقضايا الجادة، ودخولها مرحلة التأسيس التقنية والتمهيد لهوية الفيلم السوري، وتقديم الأفلام الهادفة التي تلامس هموم الناس والقضايا الوطنية ولاسيما القضية الفلسطينية، ثم تحدث عن ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بعد عودة المخرجين الموفدين من الاتحاد السوفييتي والذين أسّسوا لمرحلة جديدة من تاريخ السينما السورية عبر عدد من المخرجين: عبد اللطيف عبد الحميد وسمير ذكرى ونبيل المالح وريمون بطرس وآخرين، ومن ثم كانت هناك سيطرة للقطاع الخاص على السينما وإنتاج مجموعة من الأفلام بدون محتوى فكري هدفها الربح.

وأضاف شاهين أن أهم ما تعاني منه السينما افتقادها للكتابة السينمائية، وقد شهدت السينما تراجعاً نتيجة ظهور الدراما والاتجاه للكتابة لها، ومع بداية الحرب على سورية استعادت السينما قليلاً من بريقها وأنتجت أفلاماً لمحاربة الفكر الإرهابي المدمر، مؤكداً أن المؤسسة تعمل حالياً على عدد من المشاريع لجذب وتحفيز المواهب الشابة وتوظيفها في خدمة المجتمع. ودعا شاهين إلى تأسيس نادٍ سينمائي في جامعه البعث يتمّ فيه عرض الأفلام ومتابعة الأنشطة السينمائية، ومنها مهرجان السينما الجامعية والتي تستوجب إنتاج أفلام جامعية تحمل طابع التجديد والمنافسة من أجل الأفضل.

وافتُتحت فعاليات الملتقى بعرض الفيلم الروائي الطويل “مطر حمص” من تأليف وإخراج جود سعيد الذي استعرض اتفاقية جنيف2 متداخلة مع ما جرى من أحداث في حمص القديمة ضمن أسلوب سينمائي ملفت، ليقدم مقولته الخاصة عن الحرب والسلام في عبورهما من حمص. كما تمّ خلال الفترة المسائية عرض فيلم “دمشق حلب” جرى خلاله تكريم نجوم العمل: دريد لحام وصباح جزائري والمخرج باسل الخطيب من قبل إدارة المهرجان.