مروان أبو جهجاه يطلق فرقة الرباعي الوتري “أمارا كوارتيت”
ملده شويكاني
أصغى جمهور الأوبرا بشغفٍ إلى ألحان رقصة “المينويت” الحالمة ضمن حركات العمل الكامل للمؤلف النمساوي فرانز شوبيرت (1797-1828) في مؤلف الرباعي رقم 9 بسلم صول مينور المتضمن ثلاث حركات ورقصة، في أولى أمسيات فرقة الرباعي الوتري التي أسّسها عازف الفيولا والمؤلف الموسيقي والموزع مروان أبو جهجاه على مسرح الدراما في دار الأوبرا. وتتألف من رزان قصار كمان أول، وعامر الداكشلي كمان ثان، وماريا شاهين تشيللو، ومروان أبو جهجاه فيولا.
وقد اختار أبو جهجاه عملين لمؤلفين مختلفين لشوبيرت وبورودين، ورغم اختلافهما فثمة خيط يجمع بينهما بالألحان الغنائية الشفافة التي هيمنت على الأمسية.
وخلال الأمسية بدا دور التشيللو بصوته الرخيم في مواضع بالتحاور مع الثلاثي الوتري وبالتشارك معهم بالعزف الجماعي، إضافة إلى تقنية النقر على الوتر والصولوهات الصغيرة للكمان والفيولو في مواضع، حيث بدأ العمل الأول لشوبيرت بحركة سريعة ولامعة قوية بمشاركة الرباعي والقفلة للكمان رزان قصار، ثم حركة معتدلة تبعتها رقصة المينويت، وينتهي بحركة سريعة وبقفلة حادة لكل الرباعي.
بينما كان العمل الثاني للمؤلف ألكسندر بورودين (1833-1887) لمؤلف الرباعي رقم 2 بسلم ري ماجور، من أربع حركات، فبدأ بحركة سريعة باعتدال اتصفت بنغمات شفافة، ثم حركة سريعة مرحة وبدا فيها دور التشيللو بالتحاور مع الثلاثي، وتميّزت بانتقالات صوتية متدرجة، وبالقفلة الهادئة الانسيابية، ثم حركة معتدلة حالمة، والختام بحركة معتدلة وحركة حيوية تخللها صولو صغير للفيولا.
برامج لاحقة
العازف ومؤسّس الفرقة مروان أبو جهجاه أوضح في حديثه لـ”البعث” أن اسم الفرقة “أمارا كوارتيت” مؤلف من الأحرف الأولى للعازفين الأربعة، ويعدّ الرباعي الوتري من أهم التشكيلات الموسيقية على الصعيد العالمي، فلا يوجد مؤلف عالمي إلا وكتب للرباعي الوتري، لذلك توجد مؤلفات كثيرة كُتبت للرباعي الوتري، ونحن في سورية نعاني من نقص في هذه التشكيلة، لذلك ارتأيت تأليف هذه الفرقة وقبلنا هذا التحدي وهذه أمسية الإطلاق للرباعي، والتجربة الأولى لنا وبناء عليها سنبني برامجنا اللاحقة.
أما عن تقديم العروض فتابع بأنه من الممكن تقديم أمسيتين في العام، لأن المشكلة بتحضير البرنامج الذي يستغرق وقتاً طويلاً، إذ استغرق التحضير لهذه الأمسية أربعة أشهر. وتوقفت معه عند المؤلف ألكسندر بورودين غير المعروف لجمهور الأوبرا مثل شوبيرت، فعقب بأن بورودين مؤلف روسي اشتهر بألحانه الغنائية الجميلة، فالمتلقي سينسجم معها كونها وجدانية وعاطفية.
الأعمال الكاملة
وعن خصوصية رقصة المينويت الشهيرة لشوبيرت بيّن أنها تشبه بإيقاعاتها إيقاعات الفالس، لذلك هي قريبة ومحبّبة من الجمهور.
وأنهى حديثه بأن الرباعي يقدم الأعمال الكاملة التي كُتبت من قبل المؤلف ولا يتوقف عند جزئيات العمل، وإنما يعزف بشكل كامل.