ملحمة العطر وفلكلور اللون في مهرجان الوردة الشامية
حلب – غالية خوجة
للوردة الشامية التي دخلت عام 2019 لائحة اليونسكو للتراث الثقافي اللا مادي الإنساني، ملحمتها العطرة ولألأتها الماسية المشعّة من كافة الزوايا، ومنها الحالة التفاؤلية التي تمنحها للنفس، ورائحتها التي تشعرك بأنها مسحورة بالسعادة، ولونها الحار والبارد المختزل لموسيقا الفصول، وتميّزها الذي يمنحها إمكانية تحويلها إلى منتجات متنوعة من الأصناف الطبيعية الغذائية والطبية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى حضورها الذي لا غنى عنه في البيئة السورية وفلكلورها وعاداتها وذاكرتها وأزمنتها، لدرجة أن هذه الوردة مع الياسمين صارت رمزاً نباتياً للإنسان السوري ووطنه المزدهر بأرواح الشهداء والتضحيات والانتصار.
مزارع ومعرض وندوات
لأكثر من هذه الأسباب، احتفت مديرية التراث اللامادي ومديرية الثقافة بحلب بمهرجان الوردة الشامية بفعاليات مختلفة، منها زيارة قرية النيرب لتجربة الحياة في المزارع والاقتراب من قطافها الموسمي الذي تصاحبه الأهازيج والأغاني ويكتمل طقسه بالجو التشاركي الاجتماعي لأهل القرية؛ ومنها معرض وسوق شامل للوردة الشامية ومنتجاتها المتنوعة وحرفها التراثية في صالة تشرين، وشاركت فيه العديد من الجهات والمهتمين وأصحاب المشاريع الصغيرة؛ ومنها ندوات علمية ثقافية.
مهرجان سنوي
وعن هذه الفعالية الفواحة بالورد وجمالياته، قال باسل زيدان عضو المكتب التنفيذي بمجلس المحافظة إن محافظة حلب تهتمّ بالفعاليات ومنها ذات البعد الثقافي والفني والاجتماعي والعلمي والتجاري والاقتصادي، ويرمز هذا المهرجان السنوي الدوري للوردة الشامية إلى المحافظة على التراث اللامادي واستمراره واكتشاف المواهب والخبرات التي تضيف للخبرات السابقة، سواء في الزراعة، أو الإنتاج، أو المنتجات.
ملح الورد
وعن مشاركتها أخبرتنا بريهان زعتري- اختصاص كيمياء تطبيقية: أعرض منتجاتي ومنها فازلين بماء الورد، وملح الورد للاستحمام والمعالجة، وأنتج من المواد الطبيعية والورد كريماً يعالج المفاصل والرقبة والديسك، وسعيدة بوجودي مع الجميع لنتعرف إلى الاكتشافات الجديدة ونتشارك الخبرة.
حواس تفاعلية للوحات تعبيرية
بينما أكد عبيدة قدسي الفنان المحاضر في كلية الفنون الجميلة على الجانب اللامادي للوردة من خلال مشاركته مع أعضاء فريقه “آرت غروب” المؤسّس منذ عام 2014، لأن هذا البعد مجال تفاعلي مع الوردة دون عصرها، والحواس وحدها توظف للتعبير ببساطة عن حضورها، من خلال وضع بعض الأدوات ومنها الأشرطة مع الورد، فتمتصّ العناصر الرائحة العطرية وتفوح باستمرار لتشكّل حالة تعبيرية، ورومانسية، وتشكيلية بمفهوم ما.
مربّى فلكلوري
وأجابتنا وفاء جمعة المهندسة الزراعية وهي تحرك الماء والسكر على النار بأنها تعدّ مربى الورد في الصالة، وتساعدها فتيات في استخلاص التويجات من الأسدية الصفراء وأوراق الساق الخضراء، لتكون جاهزة للامتزاج بعصير الليمون، ثم لتغلى مع القطْر، وتُبرّد، لنحصل على المربى اللذيذ بطريقته الفلكلورية التي تعرفها أمهاتنا وجداتنا.
وبدورها، أخبرتنا علا السعيد طالبة طب الأسنان عن سعادتها بصناعة الصابون من المواد الطبيعية المحتوية على الورد والعسل، إضافة لمنتجات مغذية للبشرة، وتقشير التجاعيد، ومخمليات ومعطرات.
جانب ثقافي وعلمي وجمالي
صاحب المعرض محاضرة عن ماء الورد قدّمها الدكتور الصيدلاني عثمان حاج حسن، تحدث فيها عن استخراج ماء الورد وفوائده واستعمالاته وأهميته بالنسبة لجمال المرأة.
وتالياً، أقيمت ندوة عن الاستخدامات الطبية والغذائية للوردة الشامية بالتعاون بين الجهات الرسمية والجهات المشاركة، وهي معمل أوتوسير للمعقمات والمطهرات والكريمات الطبية، وعطورات بوادقجي أبناء الحاج عبد المطلب، والجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية والطب التكميلي- مختبرات قاسم للتقانات الحيوية الكيميائية، تشارك فيها كلّ من هشام قاسم مدير عام المختبرات والمهندسة الزراعية وفاء جمعة.