ثلاثون فناناً يحيون ١٧ نيسان في صالة صبحي شعيب
آصف إبراهيم
يلتقي نحو ثلاثين فناناً تشكيلياً في معرض جماعي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين في صالة صبحي شعيب وسط مدينة حمص، ويقدمون فيه نحو ثلاثين لوحة تأخذنا إلى مواضيع جمالية ورؤى فنية متنوعة تنتمي إلى مذاهب ومدارس فنية متعدّدة.
يحمل المعرض عنوان “تحية إلى ١٧ نيسان” لكن موضوعاته لا تنحصر ضمن هذا العنوان، بل تتشعّب وتتنوع لتقدم للمتلقي خلاصة تجارب عدد كبير من فناني حمص بانتماءاتهم العمرية المختلفة.
يعتبر هذا المعرض السنوي والدوري من أهم المعارض التي تتيح لعشاق الإبداع اللوني الاطلاع على آخر ما يبدعه هؤلاء الفنانين الذين لا يفوتون فرصة إلا وينتهزونها للتعبير عن عشقهم للفن التشكيلي، وتمسّكهم باستمرارية تطوير أدواتهم رغم الصعوبات الجمّة التي تواجههم، ليس آخرها ضعف الإقبال الجماهيري وغياب المردود المادي الذي يعينهم على الاستمرار.
في هذا المعرض تحضر المرأة بمختلف حالاتها في لوحات عديدة تبرز التعبيرية والرمزية في أغلبها، وخاصة في لوحة سلام الأحمد ورمزية السمك والقطة إلى جانب المرأة، وكذلك لوحة رانيا الألفي وثنائية الضوء والعتمة في انعكاسه على وجه المرأة لإبراز ملامح الحزن والخيبة فيه، ولوحة إبراهيم سلامة التي يجسّد فيها علاقة المرأة الريفية مع جاروشة البرغل، وابتهال المرأة للسماء الغاضبة في لوحة يوسف محمد، وتجسيد معاناة المرأة وقسوة الحياة والمجتمع عليها في لوحة عبد الفتاح العبد.
في حين تأخذنا لوحات أخرى إلى العمارة القديمة في تصوير تسجيلي يلتقط تفاصيل وملامح بعض البيوت والحارات القديمة في حمص ذات الحجارة السود. ويتفرّد الفنان عون الدروبي بلوحة يشتغل فيها على تدرجات الألوان الزاهية والربيعية المعبّرة عن جمال الطبيعة، وتشتغل سميرة مدور في لوحة مائية على تراتبية الألوان واشتقاقاتها والتجريد في عموم اللوحة، ومحمد حمام يتفرّد في تصوير مقطع ريفي يلتقط فيه حوارية الماء والشجر والظل والنور، ومازن منصور يسجل في لوحته الواقعية تفاصيل الربيع بكافة عناصره وتنوعه اللوني إلى جانب موضوعات أخرى تنتمي إلى الطبيعة بعناصرها المختلفة، والطبيعة الصامتة، وجمال توزّع الكتل التشكيلية على الأسطح.