صحيفة البعثمحافظات

الوردة الشامية أيقونة جمال وحياة وأمل ترسل عبقها إلى أنحاء العالم

ريف دمشق- علي حسون

عندما يفوح عطر الورد ويملأ المكان وترتسم الأرض بلون الحب، تتربع الوردة الشامية على عرش الجمال والعشق لترسل عبقها إلى أرجاء العالم ويستنشق عبيرها من كل حدّ وصوب، كي يتلاقى الجميع غداً على أرض قرية المراح في منطقة النبك للاحتفال بمهرجان قطاف الورد الشامية، هذه الوردة التي أصبحت سفيرة للتراث والجمال إلى العالم برمزيتها الشامية كونها أيقونة جمال حياة وأمل متجدّد، إنها الشغف، إنها الوردة الشامية، عشاق الوردة الشامية يقصدون المراح حيث الجمال.. والأصالة.. والعشق الأحمر، يأتون من كل فج عميق يجتمعون على المحبة.. ويتباركون بالوجوه الريفية الطيبة وينهلون من بحر الأفكار.

إنجاز التحضيرات

محافظة ريف دمشق وبالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية وجمعية الوردة الشامية أنهت كافة التحضيرات لإطلاق مهرجان قطاف الوردة الشامية المقرر إقامته غداً، إذ يعدّ هذا المهرجان طقساً اجتماعياً وتراثياً لأهالي القرية التي ارتبط اسمها بالوردة الشامية منذ سنوات، وباتت جزءاً من حياتهم بجميع ما يرتبط بها من أعمال ومنتجات.

الفلاحون في قرية المراح اعتبروا أن الجميع شريك بهذا المهرجان من خلال المشاركة والدعم الكبير من الجهات المعنية، ولاسيما المحافظة والأمانة السورية للتنمية بتحويلها إلى مصدر دخل عبر تأسيس التعاونيات الإنتاجية لكونها تدعم العمل الزراعي الهادف بين أبناء المنطقة الذين ينتجون أصنافاً زراعيةً واحدة، وزيادة المساحات المزروعة والتغلب على الآفات والمشكلات الزراعية التي تضعف المحصول، ونجحوا بتصريف منتجاتهم في الأسواق الداخلية، والوصول إلى منتج نوعي من الوردة قابل للتصدير، علماً أن المساحات المزروعة بالوردة الشامية في القرية زادت عن 200 دونم، وتمّ إحداث بئر إضافية وخزان، وتركيب منظومة طاقة شمسية عليهما لتأمين الريات التكميلية اللازمة للوردة، متوقعاً إنتاجاً وفيراً هذا العام وسعراً أفضل.

مهرجان مختلف

ويشير الفلاحون إلى أن هذا العام سيكون المهرجان مختلفاً نظراً لتنوع واختلاف الزائرين الذين سيتواجدون في المراح لمشاركة أهالي القرية بموسم القطاف الذي ينتظرونه كلّ عام، ليرسموا البهجة في ربوع قريتهم ترحيباً بالضيوف، من خلال تحويل المكان إلى عرس جماعي تتخلله الرقصات والدبكات الشعبية والفلكلورية والأغاني التي تعبّر عن جمال الوردة وكل ما يرتبط بها، علماً أن المهرجان يضمّ سوقاً تعرض فيه مختلف منتجات الوردة الشامية للزوار بطريقة جاذبة مثل ماء وشراب ومربى الورد المصنوع بأيدي سيدات “المراح”، إضافة إلى الكريمات العلاجية والطبية والتجميلية بمختلف أصنافها وزيت الورد الثمين بقيمته وفوائده، كما سيتضمن أيضاً مطبخاً لأهم المأكولات السورية.

أبواب الرزق

ويعتبر أهالي المراح أن الورد الشامية فتحت لهم أبواب الرزق والخير، فهي أصبحت أثمن ما يملكون، يبدعون في تصنيع منتجاتها، وهي ليست فقط وردتهم التي تغزل بها الشعراء من أقدم العصور وحملوها في ذاكرتهم وطقوسهم لليوم، إنما هي مصدر رزق لمئات العائلات بعدما أدركوا أهميتها الاقتصادية وفوائدها العطرية والغذائية والتجميلية والطبية، فاكتسبوا مهارات تصنيع منتجاتها وتسويقها وتصريفها ليتجاوزوا بها حدود سورية، كما تربع عبقها على اللائحة التمثيلية لليونيسكو عام 2019.

والجدير بالذكر أن أزرار الورد غير المتفتح تستخدم كأعشاب تُغلى بعد تجفيفها وتقريباً فإن 4 كيلوغرامات من الورود تُنتج كيلوغراماً واحداً من الورد اليابس (الزهورات)، بينما يمكن استخلاص ليتر واحد من ماء الورد بكيلو غرام واحد من الورود، إلّا أن استخلاص الزيت ينحصر بالورود الأكبر، فالغرام الواحد من زيت الورد يستخلص تقريباً من 10 إلى 12 كيلوغراماً من الورد، وهو ما يفسّر ارتفاع سعر الغرام الواحد من زيت الورد والذي يقارب 70 دولاراً عالمياً، وهو الأشهر في صناعة العطور إضافة لاستخدامه في الصناعات الطبية والتجميلية.