الوفد الإيطالي في اتّحاد الكتّاب وملتقى البعث للحوار: ملتزمون بكسر الحصار الثّقافي
دمشق – هيفاء علي / عناية ناصر / نجوى صليبه
بدعوة من القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، واصل وفد اللجنة الأوروبية للدفاع عن سورية – حزب ازرا باوند الإيطالي، لقاءاته مع الفعاليات الحزبية والثقافية في سورية، حيث تحدّث أعضاء الوفد مساء أمس في ملتقى البعث للحوار الذي أقيم في مكتبة الأسد، كما التقوا اليوم الأدباء والمثقفين في اتحاد الكتاب العرب.
ففي ملتقى البعث، تحدّث د. جمال أبو عباس رئيس الجالية السورية في إيطاليا عن نشاطات الجبهة الأوروبية للدفاع عن سورية التي أعلنت تضامنها مع الشعب السوري لمواجهة الحرب الإرهابية الكونية التي شنّها الغرب على سورية طوال 12 عاماً، مشيراً إلى أن المواقف التي اتخذها الحزب والجبهة الأوروبية باقية في الذاكرة ولن تنسى، معرباً عن اعتزازه بانضمامه إلى صفوف هذا الحزب الذي وقف أعضاؤه دروعاً بشرية في ساحة الأمويين في دمشق عندما هدّد أوباما بضرب سورية.
سرّ التعلق بسورية
جان لوكا يانوني، رئيس الحزب، ردّ على سؤال عن سرّ المحبة التي يكنّها لسورية، وسرّ تعلّقه بها، بأن سورية مهد الثقافات والحضارات، وهي أيضاً على الضفة الأخرى من روما التي تعدّ مهداً للحضارة الرومانية. وأضاف: إن سورية أيضاً مهد الديانات، وقد شهدوا بأعينهم الكنيسة بجانب الجامع، وكيف يعيش السوريون حياتهم اليومية في تعايش لا مثيل له. وتابع: من واجبنا الأخلاقي التدخّل والوقوف إلى جانب الشعب السوري للحفاظ على وحدة وسيادة سورية، ولذلك تم تأسيس مؤسسة “تضامن” بهدف الدفاع عن سورية”.
“السلحفاة” شعار الحزب
وعن سبب اختيار السلحفاة لتكون شعاراً للحزب، أشار بانوني إلى أن السلحفاة حيوان بطيء لكنه صبور حتى يصل إلى تحقيق هدفه بهدوء، وهي أيضاً رمز للإصرار والتحمّل حتى الوصول إلى هدفه، أما الأسهم الثمانية فهي تشير إلى الاتحاد والوحدة الوطنية. وبالنسبة لاختيار اسم “ازرا باوند” فهو مستوحى من اسم الشاعر الأمريكي عزرا باوند الذي كان أحد أعمدة الثقافة والشعر والفكر، والذي قضى معظم حياته في إيطاليا حيث جاء إليها في زمن الحرب العالمية الثانية، وكان معارضاً لتلك الحرب، وحُكم عليه بالسجن مدة 10 أيام لأنه أطلق حملة كبيرة ضد الضغط على الشعوب وخنقها، وبعد وفاته دُفن في مدينة البندقية.
وردّاً على سؤال، أشار أندريا أنتونيني، نائب رئيس الحزب، إلى أن حزب “ازرا باوند ” يقدّر عالياً معاناة الشعب السوري على مدى سنوات الحرب للحفاظ على هويته الوطنية، معتبراً أن ما فعله الشعب السوري شيء مقدّس لأنه دافع عن أرضه وحضارته وسيادته، مضيفاً: إن الحزب عمل على تصحيح صورة ما كان يجري على الأرض في سورية، ولفت إلى أن “ازرا باوند ” تأسّس عام 2003، بهدف الدفاع عن حقوق الشعب الايطالي، وقد بات اليوم يغطي معظم أنحاء إيطاليا، ويستقطب عدداً كبيراً من شريحة الشباب وطلاب الجامعات الذين يقومون بنشاطات تطوّعية في جميع أنحاء البلاد.
ولفت جوفاني فيولا، رئيس الجبهة الأوروبية للدفاع عن سورية، إلى أن الجبهة تسعى إلى توطيد العلاقات بين حزب البعث العربي الاشتراكي، و”كازابلاند”، فهناك تقارب ونقاط مشتركة بين الحزبين، مشيراً إلى أن هذه هي الزيارة العاشرة للجبهة إلى سورية، ولافتاً إلى أن هدف الجبهة هو تقديم دعم سياسي، وتضامن مع الشعب السوري الذي تعرّض لأشرس حرب في التاريخ، مضيفاً: إن نشاط الجبهة كان على المستوى الأوروبي من خلال التعاون مع منظمات، وجمعيات في أكثر من 15 دولة منها فرنسا وإسبانيا واليونان وجنوب أمريكا بهدف تصحيح المعلومات المضللة التي تقدّمها وسائل الإعلام الغربية ضد سورية.
وقال: كانت الزيارة الأولى في آب 2013، ولم تكن سهلة في ظل الوضع الصعب الذي كانت تعيشه سورية. بعد ذلك قمنا بعدة زيارات تحت اسم جمعية “تضامن”، التي ليس لها أي صبغة حكومية أو طابع سياسي، وقدّمنا المساعدات الطبية والغذائية خلال الحرب، وتطمح لمواصلة هذا النشاط.
مبادرات شبابية
قدّم فاليريو فلاكوميا، مسؤول الشباب في الحزب، مداخلة شرح من خلالها كيف يتم نقل أفكار شريحة الشباب وطلاب الجامعات من خلال عقد اللقاءات وورشات العمل، لافتاً إلى أنه خلال جولة الوفد في مكتبة الأسد أعرب عن إعجابه الشديد بالمخطوطات القيّمة الموجودة في هذه المكتبة، لافتاً إلى أنه يجب إحضار الشباب الإيطالي ليتعلموا من مركز المخطوطات.
وحول موضوع اللاجئين السوريين في إيطاليا، أشار بانوني إلى أنه بيد الحكومة التي تتّبع سياسة الاتحاد الأوروبي، وأن ألمانيا استطاعت استقطاب شريحة الشباب من اللاجئين السوريين إلى أراضيها. وحول موقف الحزب من عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، أكّد يانوني أنه من الطبيعي أن تكون سورية في قلب الجامعة العربية، معرباً عن أملهم في أن تعود كل الدول الأوروبية تدريجياً إلى سورية، وأشار إلى أن الحزب والجبهة الأوروبية سيكونان على الدوام إلى جانب سورية، والشعب السوري، والقيادة السورية حتى تستعيد عافيتها.
تجدر الإشارة إلى أن العلم السوري مرفوع إلى جانب علم حزب “ازرا باوند ” في روما. وهناك مدن أوروبية كثيرة شكرت الرئيس الأسد لأنه حارب الإرهاب العالمي نيابة عن العالم، كما هناك عشرات الصور للعلم السوري منتشرة في شوارع روما إلى جانب صور للرئيس الأسد مكتوب عليها باللغة الإيطالية “عشر سنوات من الدفاع عن أوروبا في مواجهة الإرهاب العالمي – بشار الأسد”.
لقاء اتحاد الكتاب العرب
كذلك استقبل الدّكتور محمد الحوراني، رئيس اتحاد الكتاب العرب، أعضاء حزب ازرا باوند خلال زيارتهم للاتّحاد، مشيراً إلى أن “لهذا الوفد خصوصية لأنّه كان يقود حملة دائمة للدّفاع عن سورية، على مستوى إيطاليا وأوروبا عموماً، ما جعله منبوذاً في دول عدّة، لكنّه ما زال إلى اليوم مستمراً في دعم سورية وعلى جميع المجالات”..
بدوره، قال يانوني: حزبنا هو الحزب الوحيد الذي يعمل في إيطاليا باسم شاعر، هو الشّاعر الأمريكي عزرا باوند، الذي عاش في إيطاليا وكان مناهضاً للحرب العالمية الثّانية ومؤثّراً بفكره وكتاباته، لذلك اعتُقل وسجن في زنزانة طولها متر وارتفاعها متر وعرضها متر، وبعد خروجه التزم الصّمت ومات بهدوء، مضيفاً: لم تتوقّف زياراتنا إلى سورية حتّى خلال سنوات الحرب والحصار على سورية الذي أثّر في جميع جوانب الحياة بما فيها الثّقافية، مضيفاً: نحن مسرورون جدّاً لوجودنا في اتّحاد الكتّاب العرب، لأنّ مهمّة الكتّاب كبيرة وحسّاسة، وأي نشاط يقوم فيه الكاتب أو الفنّان يصل بسرعة، لذلك يهمّنا جدّاً أن نكسر هذا الحصار الرّوحي والثّقافي أيضاً وأن تصل كتاباتكم إلى كلّ الأراضي الأوروبية.
ونوّه يانوني بزيارته إلى مكتبة الأسد الوطنية وأكّد مشاركة إيطاليا في معرض الكتاب الدّولي في دوراته القادمة من خلال دور نشر تجمعهم بها علاقات طيّبة ولا تتأثّر بالسّياسات الرّسمية، مبيّناً: لدينا دار نشر تنظّم ثلاثة معارض للكتب في إيطاليا، مشروعنا القادم سيكون كتاباً عن السّيد الرّئيس بشار الأسد، الزّعيم العظيم، ونحن مستعدون لترجمته إلى أكثر من لغة ونشره في كلّ الأوساط الأوروبية.
وتابع بانوني: سنستمر بتعميق العمل مع سورية وبدعمها، بالأمس كان دعماً إنسانياً وإغاثياً واليوم سيكون ثقافياً، وسنلتزم بذلك من خلال التّعاون مع جميع الأقنية الثّقافية، وفور عودتنا إلى إيطاليا سنضع هذه الأفكار موضع التّنفيذ.