مفاجأة صادمة..!
غسان فطوم
العاملون في الدولة من أصحاب الدخل المحدود كانوا يأملون خيراً وهم يرون الحشد الرسمي الكبير في الاجتماع الأخير لمجلس الاتحاد العام لنقابات العمال، لكن المفاجأة كانت صادمة عندما تلاشت آمالهم وضاعت فيما يتعلّق بتحسين الرواتب والأجور، حيث لم يسمعوا ولو كلمة حلوة تشحذ هممهم وترفع معنوياتهم!
لم تتوقف الصدمة عند هذا الحدّ، بل تلاها اجترار الوعود نفسها والخروج بالتوصيات نفسها التي تزيّن التقرير الختامي، و”كأنك يا أبا زيد ما غزيت”، وهي العبارة التي كانت القاسم المشترك لتعليقات العمال داخل القاعة الكبيرة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يسمعون ويقرؤون التوصيات “الذهبية” التي خرج بها المجلس!
إن ما يؤخذ على مجلس اتحاد العمال وغيره من مجالس النقابات والمنظمات هو النمطية في طرح وتناول القضايا التي تهمّ جماهيرها، حتى وإن كانت نبرة الطرح قوية، هي تعرض المشكلات ولا تبحث عن حلول، وإن بحثت فغالباً ما تصل إلى النتائج غير المرضية ذاتها وغير الملبية لمطالب العاملين.
اليوم، مع سوء الوضع المعيشي، ليس مقبولاً تكرار سيمفونية الوعود على مسامع العمال كلّ عام، كالتأكيد على ضرورة التشدّد في ضبط الأسعار ومراقبة الأسواق، وتحسين المستوى المعيشي، وتثبيت العمال المؤقتين وسدّ نقص العمالة الخبيرة، ومعالجة موضوع العاملين المصروفين من الخدمة، وغير ذلك من أمور حفظها العمال وبصموها جيداً كطالب يستعدّ لخوض امتحان آخر السنة الدراسية.
يا أصحاب القرار التنفيذي.. العمال يحتاجون لدعم حقيقي، يحتاجون لشحن جيوبهم، وليس لحقن معنويّ بوعود معسولة تتلاشى حلاوتها إلى درجة المرارة مع تقادم الأيام.
مساكين عمالنا.. نتغنّى بدوران معاملهم على مدار الساعة وننسى أحوالهم ومعاناتهم الكبيرة، وكأننا نستكتر عليهم العيش، ولو بأدنى مستوى للحياة الكريمة!
إن التحدي القادم خطير في ظلّ هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، فالعمال من أصحاب الدخل المحدود باتوا مهدّدين في لقمة عيشهم مع انهيار القوة الشرائية لرواتبهم الهزيلة، لذا المطلوب التعامل بجدية مع مطالبهم المشروعة، وحلّ مشكلاتهم العالقة، فهم بحاجة أولاً للأمان الوظيفي داخل منشآتهم، ولدعمهم في توفير الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم والحفاظ على كرامتهم.