الموسيقا البلقانية في احتفالية أوركسترا النفخيات السورية بعامها الرابع

ملده شويكاني 

فاجأ المايسترو إيهاب القطيش جمهور الأوبرا بعزف أوركسترا النفخيات السورية نمطاً موسيقياً جديداً لمقطوعات من الموسيقا البلقانية التي تعتمد على الآلات النحاسية وبشكل خاص الترومبيت، وتدمج بين الفلكلور وتأثرها بثقافات الموسيقا العالمية والمنطقة الجغرافية الخاصة بها احتفاء بميلاد الأوركسترا الرابع وبالنجاح الذي حققته بحضور الجمهور الكبير لها، وبقدرة الموسيقيين على عزف المقطوعات العالمية والشرقية على آلات النفخ الخشبية والنحاسية مع مجموعة إيقاعية بعد التوزيع بما يتناسب مع هذه الآلات.

وفي هذا الحفل استضاف المايسترو القطيش عازف الكلارينيت باسم صالحة، وعازف الساز د. هوشنك حبش، مع تشكيلة إيقاعية منوعة للآلات الإيقاعية الخشبية واللحنية والدرامز بمشاركة العازف سيمون مريش، كما شاركت عازفة البيانو نور كويفاتي الأساسية بالأوركسترا بعزف المقطوعات. ولم يقتصر الحفل على الموسيقا البلقانية التي تفاعل معها الجمهور وأحبها، وخاصة الرقصات البلقانية، بل احتفت الأوركسترا بالتأليف السوري والتراث.

الافتتاحية كانت بمقطوعة “سانتورين” للمؤلف ياني كريسماليس، فبدأت بالخط الإيقاعي للآلات الخشبية مع الدرامز، ثم دور النحاسيات مع البيانو ومن ثم مشاركة الأوركسترا كاملة الخشبية والنحاسية والبيانو مع ضربات التيمباني بالتشابكات اللحنية، وامتداد اللحن الهادئ، والعودة إلى الإيقاعيات الخشبية بالقفلة.

باسم صالحة وعمر فاروق

واللحن الجميل لمقطوعة “أحبك” للمؤلف التركي عمر فاروق عزفه باسم صالحة على الكلارينيت وتناغم مع جمالية الرقصة الثنائية بالغرافيك على الخلفية السينمائية، وأخذ دوره كصولو بعزف هذا اللحن الدرامي وبالمرافقة مع الأوركسترا.

هوشنك حبش وحلم

عازف الساز د. هوشنك حبش عزف صولو لتقسيم حلم للمؤلف دجامبو أوزدن، ومع الاوركسترا وتناغم في مواضع مع البيانو، ومن ثم دور النحاسيات وتخللها صولو صغير على الترومبيت، لدلامة شهاب. ونمط إيقاعي ولحني متصاعد وسريع لمقطوعة راقصة للمؤلف جوران بريكوفيك “كوكيك” بضربات الطبل الكبير والتيمباني والإيقاعيات وبدور النحاسيات ثم الخشبية وصولو الساكسفون. وتابع باسم صالحة بعزف صولو لمقطوعة سينانار من الفلكلور البلقاني والأرمني مستوحاة من الموسيقا الشعبية بتصاعد لحني.

الساز والدرامز

وعودة إلى صولو الساز د. هوشنك حبش بمقطوعة الرقصة البلقانية المستوحاة من إيقاعات الدربكة “كوكيك” للمؤلف ألفيس إيجد ينوفيش، وتميزت بتصاعد الإيقاعيات بين الدربكة والدرامز بشكل خاص ومن ثم آلات الأوركسترا مع البيانو، واستمرار الساز كصولو ومرافقة باللحن الأساسي مع التأثيرات الإيقاعية.

أهزوجة كنان ادناوي

المنعطف بالأمسية كان الاحتفاء بالمؤلف السوري كنان ادناوي الذي كتب مقطوعة أهزوجة بشكل خاص لأوركسترا النفخيات وعُزفت للمرة الأولى على المسرح بهذا الحفل، وهي من مقام المينور وتفرعاته تعبّر بغنائية جميلة عن الفرح والحياة، وتتصف بتلوينات موسيقية تعتمد على الإيقاعيات بشكل أساسي ومن ثم الامتدادات اللحنية للنحاسيات والخشبيات بدور الغيتار بيس والكونترباص، تخللها تناغم بين الهارب بيترا يازجي والبيانو. وتميّزت بدور الإيقاعيات اللحنية والدرامز ومن ثم الفاصل الإيقاعي المتصاعد سيمون مريش، وقد تفاعل الجمهور بمشاركته بالتصفيق الإيقاعي مع الدرامز والإيقاعيات، وعبّرت المشاركة الإيقاعية عن الخصوصية اللحنية للأهزوجة.

ميدلي

المقطوعة الأساسية كانت بالاختتام بمشاركة عازف الكلارينيت باسم صالحة وعازف الساز د. هوشنك حبش مع الأوركسترا بعزف ميدلي من تراث بلاد الشام، تميّزت أغنية “عالمايا عالمايا” لدياب مشهور وقد أخذ الكلارينيت باسم صالحة دور الغناء بالعزف.

نمط موسيقي مختلف

وعلى هامش الأمسية، تحدثت “البعث” مع عازف الساز د. هوشنك حبش الذي يحضّر لإصدار ألبوم مؤلفاته التي عزف بعضها على مسرح الأوبرا، فأعرب عن سعادته بالمشاركة بهذه التجربة الجديدة بالنسبة له وللأوركسترا بعزف الموسيقا البلقانية، وتابع عن آلة الساز التي تعزف نمطاً موسيقياً مختلفاً عن الشكل الاعتيادي للآلة من الفلكور البلقاني، وبيّن بأن آلة الساز موجودة بالموسيقا البلقانية لكنها ليست أساسية بها، لذلك يعمل على تأدية أكثر من لون للآلة.

الموسيقا البلقانية تشبهنا

وبيّن المايسترو إيهاب القطيش أنه بهذا الحفل ذهب باتجاه آخر لعزف نمط موسيقي مختلف عن الكلاسيك والجاز والتشاتشا واللاتين وأخرى بعزف الموسيقا البلقانية، وأوضح أن الموسيقا البلقانية تشبهنا، ومن الضروري عزف كل الأنماط الموسيقية، وتابع أنه بكل حفل يتم التركيز على تجارب الموسيقيين السوريين بالتأليف.