في الجولة ما قبل الأخيرة من الدوري الكروي الممتاز سقطت الأخلاق الرياضية!
ناصر النجار
لم تجرِ رياح المباريات في الجولة ما قبل الأخير من الدوري الكروي الممتاز، فسقطت الأخلاق الرياضية سقوطاً مدوياً ووقعت أربع مباريات تحت سطوة الشغب والاحتجاج والاعتراض على الحكام، وشاركت بعض الجماهير الحاضرة فرقها في هذا الخروج غير المبرّر الذي انحسرت مشاهده في الجولات الماضية.
والصورة الأبشع شاهدها الجميع بلقاء حطين والوحدة، حيث توقفت المباراة أكثر من عشرين دقيقة لاحتجاج الوحدة على إلغاء هدف لفريقه، المحتجون كانوا كثراً، وسادت الملعب موجة من الفوضى تعامل معها الحكم ببرود، ورغم الشتم وغيره من الأمور لم يستطع الحكم رفع بطاقة صفراء واحدة للمعترضين، ما يدلّ على ضعفه وسوء إدارته للمباراة، وعلى ما يبدو أن الضغوط أثمرت فمنح الحكم فريق الوحدة ركلة جزاء من باب التعويض عن الهدف الملغى!.
ما حدث في المباراة أمر مستغرب جداً ويتحمّل مسؤوليته الحكم بالكامل، لأنه لم يستطع استعمال صلاحياته الممنوحة له من القانون، وكانت الخيارات أمامه واسعة تبدأ بلجم المعترضين بالبطاقات الملونة وصولاً لإيقاف المباراة، لكنه لم ينتصر لكرة القدم وقانونها، فسارت المباراة على أنغام التوتر والعصبية حتى نهايتها!.
والغرابة كانت بمباراة المجد مع أهلي حلب عندما تعامل لاعب المجد حسام الكردي دون أي مسؤولية عندما تعرّض للبطاقة الحمراء في الدقيقة الرابعة من المباراة بلا أي مبرّر، ولحقه المدير الفني للفريق رجا رافع فنال بطاقة مماثلة، واستغراب الجميع لهذا التصرف يأتي من باب أن المجد بحاجة لكلّ جهد يدعمه في المباراة وهو بموقع المهدّد، فكان النقص العددي منذ البداية سبباً مباشراً في خسارة الفريق وربما هبوطه إلى الدرجة الأدنى.
مباراة الوثبة مع الفتوة رفعت الكثير من إشارات الاستفهام العريضة حولها، وخاصة إخراجها السيئ من قبل حارس الوثبة حسين رحال الذي تسبّب بأخطاء لا يرتكبها حارس مبتدئ بهدفي الفتوة، فتعرّض للعقوبة من إدارة ناديه لتدرأ عن نفسها الشبهات، خاصة وأن المباراة كانت مهمّة وحاسمة وفاصلة للفتوة!!.
في كلّ الأحوال، الأخلاق الرياضية سقطت في هذه الجولة والحصيلة التي انتهت إليها المباريات خمس بطاقات حمراء للاعبين، وثلاث بطاقات للإداريين في ثلاث مباريات عدا البطاقات الصفراء الكثيرة، ووحدها مباراة الطليعة والجيش غرّدت خارج السرب فخلت من الأهداف والبطاقات الملونة.