المهندس عرنوس: ضرورة مراجعة الكود الهندسي السوري لمقاومة الزلازل
دمشق – سانا / البعث – بسام عمار
أكد رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس أهمية دور المهندسين في مرحلة إعادة الإعمار وفي إعادة تأهيل وبناء ما دمره الزلزال، مشدداً على ضرورة الالتزام بالأنظمة والقوانين النافذة والآليات الناظمة لعملية الإنشاء والبناء، وبقواعد السلامة العامة خلال إنشاء الأبنية من خلال التقيد التام بالاشتراطات الهندسية لناحية الدراسات ومنح الرخص والتنفيذ ووضع ضوابط لعمليات استلام المواد.
وخلال حضوره المؤتمر العام الخامس والأربعين لنقابة المهندسين اليوم، نقل المهندس عرنوس محبة السيد الرئيس بشار الأسد لأعضاء المؤتمر ولكل مهندس على ساحة الوطن آمن ببلده ودافع عنه وعمل كل ما يستطيع لبنائه.
وأكد المهندس عرنوس ضرورة التشدّد بالإجراءات الناظمة لترخيص وتشييد المباني ومراجعة الكود الهندسي السوري لمقاومة الزلازل، وأن تكون الأضابير الهندسية متقنة ومنفذة بشكل علمي ومنهجي، وأن تأخذ نقابة المهندسين دورها كاملاً في التدقيق ومراقبة عمليات البناء بكل مراحلها، وضرورة التعاون والتنسيق بين النقابة والوزارات المعنية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أهمية وضع رؤى وطروحات للنهوض بالواقع الاقتصادي بمختلف قطاعاته بما يسهم في الوصول إلى نتائج ملموسة لتحسين الواقع المعيشي للعاملين في الدولة والمتقاعدين، لافتاً إلى السعي بكل الوسائل لتحسين وضع الطاقة وترميم النقص في المشتقات النفطية من خلال التعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وبما ينعكس إيجاباً على القطاعات الصناعية والزراعية والنقل وغيرها.
كذلك، أكد أهمية زيادة استثمارات نقابة المهندسين والاستفادة من العوائد لدعم صناديق النقابة والمتقاعدين، وضرورة زيادة الاهتمام بالمهندسين المتدربين وإكسابهم المزيد من الخبرات الميدانية ليكونوا قادرين على القيام بالمهام الموكلة إليهم على أكمل وجه، واتخاذ كل ما يسهم برفع مستوى مهنة الهندسة.
وقال: “إن كل ما يصدر عن مؤتمر نقابة المهندسين من مقترحات وتوصيات سيكون محط اهتمام ومتابعة من قبل الحكومة”.
وشدد المهندس عرنوس على ضرورة بذل أقصى الجهود لزيادة الإنتاج لتأمين متطلبات السوق المحلية من مختلف السلع والمواد الأساسية، واتخاذ إجراءات لإصلاح بنية الاقتصاد.
الرفيقة المهندسة هدى الحمصي، عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية، قالت في كلمتها الموجهة للمهندسين: إن الوطن يفتخر ويعتزّ بكم وبجهودكم الكبيرة منذ تأسيس نقابتكم حتى اليوم، حيث كنتم دائماً على قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقكم، التي حولتموها عملاً إبداعياً وتنموياً وجمالياً، فكنتم شركاء في عملية البناء الفكري الهندسي من خلال تطويركم لهذا البناء ومهاراته ومؤلفاته، وتطوير البحث العلمي في المجال الهندسي، وبالتالي جمعتم بين الإبداع والبناء والتأليف والعصرنة، وهذا الأمر هو ذروة الاجتهاد.
وأشارت الحمصي إلى أن سورية من الدول الرائدة في العمل الهندسي والنقابي على الصعيد العربي والعالمي، وهناك تطوير مستمر في القوانين الناظمة لهذا العمل بغية تحسين واقع المهنة وسلوكيات الأعضاء، وتعزيز دور النقابة في عملية التنمية الاقتصادية والمجتمعية.
ولفتت الرفيقة الحمصي إلى أن ما قامت به النقابة وباقي النقابات خلال الكارثة الزلزالية من جهود هندسية وتبرّعات ومساعدات مختلفة هو موضع شكر وتقدير الجميع، حيث تم الكشف على أكثر من 57 ألف بناء من اللجان المختصة وتحديد سلامتها الإنشائية، وهذا العمل رسّخ الجانب الاجتماعي للنقابة ولحزب البعث، مؤكدةً “أهمية تطوير هذا الجانب، وواجبنا في تحويله إلى مبادرات وطنية يستفيد منها زملاؤنا ومواطنونا، وفي الوقت ذاته ترسيخ الجانب الإنساني عند تحديد قيمة الأتعاب للخدمات المقدمة”.
وذكرت الرفيقة الحمصي أن ما يميّز مؤتمرات النقابة خصوصية عملها وعدد أعضائها وما تمتلكه من خبرات وكفاءات، وبالتالي يجب أن تكون الطروح المقدمة تتناسب مع هذه الخصوصية ومتطلبات العمل الهندسي وحاجة سورية خلال مرحلة إعادة الإعمار، لافتةً إلى أهمية تطوير الكودات الهندسية بمختلف اختصاصاتها وبما يتناسب مع الكودات العالمية، وإقامة المؤتمرات العلمية التخصّصية، وطرح موضوعات هندسية جديدة، والتركيز على التخصّصات الدقيقة بالعمل، والاستفادة من التجارب الناجحة عالمياً.
كذلك دعت إلى عكس الحضارة والتراث السوري في المخططات التنظيمية، والاهتمام بالجانب البيئي فيها، وتعزيز العلاقة مع الكليات الهندسية في مختلف جامعات القطر لتطوير المناهج بما ينسجم مع الواقع العملي، والاهتمام بالجانب المعلوماتي والتحوّل الرقمي، وتعزيز العلاقة بين فروع النقابة، وتقديم مختلف أشكال الدعم لها، وترسيخ العمل المؤسساتي، إضافةً إلى تقديم خدمات جديدة للأعضاء، وتعزيز أهمية الجانب الاستثماري لتحسين الموارد، وترجمة شعار المؤتمر خططاً وبرامج تطوّر العمل النقابي والهندسي، ووضع خطة عمل تلبّي آمال الزملاء.
وعلى الصعيد السياسي، أكّدت الرفيقة الحمصي، أن نصر سورية ساهم في تغيير الخريطة السياسية العالمية بكل تحالفاتها، وفي إيجاد عالم متعدّد الأقطاب، مشيرةً إلى أن سورية تؤكّد دائماً أهمية التضامن العربي، وأهمية العمل العربي المشترك، ومشدّدةً على أن هذا النصر مردّه الوحدة الوطنية وعقيدة جيشنا الباسل وحكمة الرئيس الأسد.
بدوره، المهندس سهيل عبد اللطيف، وزير الأشغال العامة والإسكان، أكّد أهمية الجهود التي بذلها الفريق الحكومي بالتعاون مع الوزارة والجهات التابعة لها خلال الكارثة الزلزالية، منوهاً بالجهود الكبيرة التي بذلتها النقابة وشركة الدراسات الهندسية لجهة تقديم المساعدة للمتضرّرين من خلال الاستشارات والخدمات ضمن لجان السلامة الإنشائية بغية أن تكون التقارير الفنية التي توصلت إليها علمية ومهنية، وتوثيقها ضمن بيانات واستمارات موحّدة، وتقديم مختلف أشكال الدعم المالي، داعياً أعضاء المؤتمر إلى طرح كل ما يسهم في تطوير مهنة الهندسة والارتقاء بها، وأن يتسم الحوار بالجرأة في طرح القضايا المهنية لإزالة جميع الصعوبات والعوائق.
وشدّد على أن الوزارة ستقدّم كل الدعم والمساندة لتبقى مهنة الهندسة عريقة تسمو في عالم البناء والتطوّر والإبداع وتزخر بالقامات الماهرة التي يعوّل عليها الوطن.
من جهته، أشار نقيب المهندسين، غياث قطيني، إلى أهمية المؤتمر من حيث نقل تطلّعات شريحة معطاءة شكّلت دوماً الرافعة الأساسية في عملية البناء، وكانت المسؤولة عن دراسة وتنفيذ المشاريع التنموية بمختلف مجالاتها لمواكبة التطور العالمي في البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لافتاً إلى أهمية التعاون الواسع والكبير بين النقابة والجهات المعنية لضبط معايير الهندسة في الدراسة والتنفيذ والإشراف لكي يأخذ المهندس دوره الحقيقي في كل مراحل العمل الهندسي.
حضر المؤتمر أمين فرع دمشق للحزب وعدد من رؤساء النقابات والفعاليات الهندسية.