“الآغورا في تدمر” و”أول قانون جمركي في التاريخ”.. في ثقافي حمص
حمص – سمر محفوض
قدّمت مديرية الثقافة بحمص بالتعاون مع جمعية العاديات التراثية في حمص محاضرة أثرية بعنوان “مجمع الآغورا” في تدمر و”أول قانون جمركي في التاريخ” للدكتور نزيه بدور رئيس جمعية العاديات بقاعة سامي الدروبي بقصر الثقافة.
استعرض المحاضر تاريخ تدمر الحضاري بوقوعها على طريق القوافل بين بلاد فارس وموانئ البحر المتوسط لتصبح أكثر نقطة عبور في الصحراء وتتبادل سلعها الأكثر مبيعاً في الشمال، مبيناً أن مصدر تلك البضائع هو الهند والصين وشبه الجزيرة العربية واليمن واليونان وروما ومختلف مناطق الإمبراطورية، مشيراً إلى أحد معالم تدمر الذي نجا من التدمير وهو “ساحة الآغورا” وهي ساحة مهمة جداً، وتتجلى قيمتها في نقوشها، باعتبارها من التراث اللامادي، وفيها تمّ تشريع أول تعرفة جمركية في تاريخ العلاقات التجارية. وأضاف أن ساحة الآغورا تعني السوق، وكانت منذ القرن الخامس قبل الميلاد، مكاناً للتجمع الثقافي والاقتصادي والمدني في المجتمع الإغريقي القديم، ولم يقتصر دورها على التبادل التجاري بل كانت موضع التقاء الفلاسفة والأدباء والمفكرين، مشيراً إلى أن أفضل مثال معروف حالياً للآغورا القديمة هي آغورا أثينا الكلاسيكية في اليونان، وشيدت 406 ق. م، ولكن ما يميّز ساحة الآغورا في ضوء التنقيبات الأثرية في مدينة تدمر أنها كانت مركز الحياة السياسية والاجتماعية في المدن القديمة بالإضافة للخصوصية المعمارية الجميلة، والآغورا في تدمر طوّرت نمطاً تجارياً كبيراً لم يسبقها إليه أحد في ذلك العصر، حيث تقوم القوافل التجارية بتفريغ وتبادل سلعها والتصريح عنها ودفع الضريبة المفروضة عليها، مما يحول مجمع الآغورا إلى نواة سوق مركزي عالمي، مبيناً أن مفهوم التعرفة الجمركية يرتبط بالآغورا التدمرية حصرياً، وفي ضوء التنقيبات الأثرية تمّ اكتشاف “تعريفة بالميرا” في عام 1881 من قبل الأمير لازاريف، الرحالة الروسي وعالم الآثار، خلال رحلته عبر سورية.
والنقش يتضمن نصاً قانونياً منقوشاً على بلاطة جيرية كبيرة أبعادها (480 سم- 175سم) باللغتين التدمرية واليونانية، يضم بنود قانون ينظم الضرائب التي يدفعها التجار عن كل سلعة تباع في السوق، والنقش يوجد حالياً في جناح الآثار السوري ضمن مقتنيات متحف الأرميتاج.