ثقافةصحيفة البعث

مدخل إلى حرب المصطلحات (سورية وفلسطين والعروبة أنموذجاً)

صدر عن اتحاد الكتّاب العرب – دمشق – ومؤسسة أرض الشام، كتاب “مدخل إلى حرب المصطلحات (سورية وفلسطين والعروبة أنموذجاً) لمؤلفه د. إبراهيم ناجي علوش لعلّه يخفّف من التشويه الذي أصاب الكثير من المصطلحات التي طالتها الحرب، فغدت مستخدمة من قبل عدد كبير من أبناء الأمة دون إدراك لخطورتها ومعانيها وخلفياتها الإعلامية السيئة والنابعة من رغبة في فرض مصطلحات غريبة عن البيئة والأخلاق لأبناء الأمة ونابعة من الأخلاق العدوانية.

وجاءت مقدّمة الكتاب بقلم رئيس اتحاد الكتّاب العرب د. محمد الحوراني بعنوان “الكلمة.. السلاح”، وقال فيها: واهم من يعتقد أن المعارك تُحسم بنوعية السلاح المستخدم فيها وتطوره، بعيداً عن العوامل الأخرى، لا بل إن هذا السلاح وعلى الرغم من تطوره التقني، أثبت فشله في كثير من المعارك حول العالم، ولعلّ من أهم الأسباب التي أدّت إلى هذا براعة الحرب الإعلامية التي خاضها الخصم في هذه المعارك، وتفنّنه في حرب المصطلحات التي يخوضها العدو، وهي حرب من شأنها أن تحدث أثراً أكثر فعالية، وأكبر رسوخاً عند الخصم، وإذا كانت نتيجة استخدام السلاح تقتصر على تدمير البنيان، وقتل الإنسان وتشريده، فإن من شأن المعارك الإعلامية وحروب المصطلحات أن تحدث أثراً أعمق عند عقول البشر لأجيال وعصور متعدّدة.

لعلّ المتابع لمجريات الحرب بين الصهاينة وأمتنا يدرك تلاعب الصهاينة بالمفاهيم واللغة واشتغالهم على حرب المصطلحات، من خلال إطلاق بعض المفاهيم التي من شأنها أن تبعد صفات القتل والإجرام والسرقة والتشويه عن كلّ فعل يقومون به من أجل إثبات حقهم بأرضنا وشرعنة احتلالهم لها، وهو سلوك سار عليه المستعمر في احتلاله للكثير من بلداننا مثل فلسطين والعراق وغيرهما، أو من خلال محاولاتهم تشويه صفة الدولة ورموزها وتلميع صورة المجرمين والإرهابيين، كما هي الحال في الحرب الإرهابية التي شُنّت على سورية وغيرها من الدول المتمسكة بثوابتها ومبادئها واستقلال قرارها.

وهو ما أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد خلال الأعوام القليلة الماضية في معظم لقاءاته وخطاباته، ومنها تأكيده أن الحرب التي تعرّضنا ونتعرّض لها خلال الحرب التي شُنّت على سورية هي حرب مصطلحات، وهي حرب شُنّت علينا خلال العقود الثلاثة الماضية. ولأننا كنا ومازلنا في اتحاد الكتّاب العرب نؤمن إيماناً مطلقاً بدور الكاتب والأديب في توعية أبناء أمته، فإننا نضع بين أيدي أبناء أمتنا هذا الكتاب الذي يوضح كثيراً من المصطلحات التي طالتها الحرب والتشويه.