صحيفة البعثمحليات

لأول مرة في سورية.. مبادرة بين “هيئة التميّز” و”السياحة” لإشراك الشباب في تغيير المفهوم التقليدي للسياحة

دمشق – وفاء سلمان

انطلق اليوم ملتقى الشباب السوري للسياحة 2023 لأول مرة في سورية بالتعاون بين وزارة السياحة وهيئة التميّز والإبداع، ليكون البُعد الجديد لسياحة مستدامة بعيون شباب مستعدّ للمستقبل وقادر على التنمية ورؤية ما وراء الأماكن، واستكشاف ما خلف السياحة التقليدية، وليكون نسخة مصغّرة للقمة العالمية الشبابية الأولى للسياحة 2022 التي أقيمت في إيطاليا بمشاركة وفد من شباب سورية.

وزير السياحة محمد رامي مرتيني قال: إن الشراكة بين وزارة السياحة وهيئة التميّز والإبداع بدأت العام الماضي بمشاركة سورية بوفد شبابي في مؤتمر هو الأول لسياحة الشباب على مستوى العالم أقامته هذه الفعالية في إيطاليا وشاركت فيه 159 دولة تمثل منظمة السياحة العالمية، وكان للوفد السوري حضور مميّز، حيث تكلّم عن الحضارة السورية والتاريخ المشترك بين الشعبين الإيطالي والسوري، وعن الملكة زنوبيا وحقيقة الواقع السوري رغم الحرب والدمار، وما قدّمته السياحة السورية للعالم، وتم اختصاره ببعض العناوين (كالصناعات التقليدية، والمهن التراثية، والأبجدية الأولى، والبروكار، وصابون الغار، والكثير من الخصائص لتراث ومكوّنات الحضارة الإنسانية في سورية).

وتابع مرتيني: “وبعد تقييم التجربة بدأت فكرة الملتقى السياحي العربي الذي ستكون نواته بالنسخة التجريبية مؤتمر سياحة الشباب في سورية، وإحدى مهامه وأهدافه إظهار الجمال السوري في الأرض والشعب ومقوّمات ورموز الدولة، وستتم دعوة وزراء السياحة العرب بمنظمة السياحة العالمية، ليُعقد ملتقى الشباب العربي السياحي القادم في سورية في موسم 2024-2025”.

وأضاف: إن اللغة العالمية هي لغة الشباب الذي لديه مصداقية ولغة خاصة بالتواصل وسرعة ورقمنة على مستوى العالم وآمال وطموحات، حيث ستتم الاستفادة منهم وتقديمها لهم ونقل مهاراتهم وتحفيزهم وتشجيعهم لأن قطاع السياحة هو مكوّن أساسي في إعادة الإعمار والتنمية والاستثمار وزيادة فرص العمل لجيل الشباب، مشيراً إلى أنه لا بد من الإضاءة على موضوع السياحة البيئية في سورية، حيث إن هناك مواقع لم تُكتشف بعد في سهول وجبال اللاذقية وطرطوس، ونسعى إلى تنظيم رحلات والإضاءة عليها، وأهم أربعة عناوين تم طرحها هي السياحة الريفية البيئية والتحوّل الرقمي والسياحة والتنمية المستدامة، وضمن هذه العناوين هناك مكوّن أساسي لموضوع التنمية المحلية وهو العنصر الاستثماري الوحيد، حيث لا يوجد نشاط استثماري صديق للمجتمع كالسياحة، ومعظم نشاطاتها مكوّن رئيسي في إعادة الإعمار طوال السنوات الماضية، ولكن تم العمل بهدوء وصمت.

بدوره، عضو مجلس أمناء هيئة التميز والإبداع ثائر لحام، أكد أنه سيكون العمل مباشرة مع جيل الشباب الذي حقق قفزاتٍ كبيرة من خلال وجود سورية في الأولمبياد العلمي، وسيتم إفساح المجال لهم في المناظرات المدرسية، فالملتقى محاولة لمواكبة التطوّر السريع لجيل الشباب كي يكون على تواصل أكبر مع بيئته المحلية ومفاهيم السياحة الحديثة والتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة من خلال الترويج للنوع الجديد من السياحة الذي لن يكون كما عهدناه سابقاً عبر مخيم سياحي، بل هو رحلة سياحية يقوم بها مثلاً عدد من المرشحين يتكون من 50 إلى 70 شاباً وشابة، إلى مدخل قلعة حلب الذي تدمّر نتيجة الزلزال، وإشراكهم في العمل على إعادة تأهيله، أو إلى الغابات التي احترقت وإعادة زراعتها، فمفهوم السياحة تغيّر ولم يعُد عبارة عن أعداد القادمين والمغادرين والليالي الفندقية، بل أصبح تنمية محلية ومستدامة وتواصلاً مع البيئة المحلية.

وبيّنت رئيسة هيئة التميّز والإبداع هلا الدقاق، أن هذه الشراكة هي الأولى من نوعها مع وزارة السياحة، حيث تعدّ أول تطبيق عملي غير مباشر لمشروع المناظرات المدرسية بهيئة التميّز والإبداع يتمثل بنشاط صفي مدرسي الهدف منه إعداد شباب سوري قادر على تمثيل بلده ومناقشة مجموعة من المواضيع الواسعة الطيف بالثقافة العامة لديهم، علماً أنه تمت مشاركتهم في المؤتمر الختامي في العام الماضي، فهم طلبة خريجون ومشاركون في المناظرات الوطنية والعالمية، ولديهم القدرة والموهبة والملكات على الحضور والتمثيل والنقاش بطريقة نقدية وعلمية، وأساس المؤتمر هو مجموعة من ورشات العمل والحوارات الشبابية، والهدف منه بناء مجموعة من الشباب يتمتع بهذه المواهب، والتقاطع بين السياحة والهيئة هو نتيجة من نتائج مشروع المناظرات المدرسية، ومن أهداف هذا الملتقى التركيز على ما قامت به هذه الشريحة لإعادة إحياء وترميم المناطق الأثرية والثقافية والطبيعية وأهمية نشر هذا المشروع لفتح باب الانتساب إليه.

وأكّدت دقاق أن ما أظهرته كارثة الزلزال من وجود شباب سوري متأهّب وواعٍ ومتمكّن ومتحمّس يُعتمد عليه، سواء أكان بمبادرات أم بمؤسسات أم بحالات فردية، ويمتلك هذه الطاقة الهائلة التي شجّعت على الإضاءة عليه من خلال منصّة يتم فيها الحديث عمّا قدّموه.