أخبارصحيفة البعث

دراسات الأسرى: الاحتلال اعتقل ما يزيد على 50 ألف طفل منذ عام 1967

الأرض المحتلة – تقارير   

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الممنهج والمستمر على الأطفال الفلسطينيين، حيث اعتقل ما يزيد على 50 ألف طفل منذ عام 1967، ولا يزال يعتقل 170 طفلاً حتى تاريخه، كما حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين من خطورة الوضع الصحي للأسير المصاب بالسرطان وليد دقة، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال عدوانها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واقتحمت عدّة مدن وبلدات في الضفة الغربية واعتقلت 14 فلسطينياً، كما استولت على منزل الأسير المحرّر إبراهيم أبو العز وأجبرت 5 فلسطينيين على هدم منازلهم في بلدة سلوان.

وفي السياق، أكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الأطفال الفلسطينيين يتعرّضون إلى “عدوان ممنهج ومستمر” من سلطات الاحتلال الإسرائيلي يستهدف حياتهم ومستقبلهم وحالتهم النفسية والجسدية، وذلك بالاعتقالات المستمرة والأحكام الجائرة التي تفرض عليهم.

وذكر مركز فلسطين في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان، أن أطفال فلسطين يتعرّضون أكثر من غيرهم للانتهاكات، “من خلال سياسات الاحتلال العدوانية بحقهم”، وأبرزها ممارسة عمليات اعتقال مكثفة وممارسة وسائل التعذيب القاسية خلال التحقيق، وإطلاق النار المباشر على الأطفال خلال اعتقالهم، والعقاب بالحبس المنزلي والإبعاد، وفرض الغرامات المالية.

وأوضح مدير المركز الباحث رياض الأشقر، أن أطفال فلسطين وقعوا ضحايا عدوان الاحتلال منذ عشرات السنين، وينتهك الاحتلال كل القوانين والمعاهدات الإنسانية وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل.

وشدّد على ضرورة “توفير الحماية للأطفال ولحياتهم وتوفير فرص النماء والنمو، إلا أن سلطات الاحتلال جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين هدفاً أولياً، وأقدمت على اعتقال الآلاف منهم منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية”.

وأضاف الأشقر: إن الاحتلال لم يكتفِ باعتقال الأطفال وتعذيبهم، بل “تعمّد إصدار أحكام قاسية وانتقامية بحقهم، كذلك فرض غرامات مالية بحقهم ترهق ذويهم وتضاعف معاناتهم”.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال، اعتقلت ما يزيد على 50 ألف طفل منذ عام 1967، وصعّدت من استهداف الأطفال بعد اندلاع هبّة القدس في تشرين الأول عام 2015، حيث وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال منذ ذلك الوقت إلى ما يزيد على 10 آلاف طفل، بينما لا يزال الاحتلال يعتقل 170 طفلاً في ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى.

وأكّد الأشقر أن الاحتلال يعتقل الأطفال في أقسام خاصة في سجون (مجدو وعوفر والدامون)، ويتعرّضون لكل أشكال الانتهاك والتعذيب ويحرمون من حقوقهم الأساسية كافة، مثل نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات والاحتجاز في غرف لا تتوفر فيها تهوية وإنارة.

في الأثناء، جدّدت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الأسير المصاب بالسرطان وليد دقة ومعالجته في أحد مشافي الضفة الغربية.

وحذرت الهيئة في بيان من خطورة الوضع الصحي لوليد، حيث يحتاج إلى زراعة نخاع شوكي، مبيّنةً أن إخوته وأشقاءه إضافة للأسير زكريا الزبيدي أكّدوا استعدادهم للتبرّع له، لكن سلطات الاحتلال تجاهلت الأمر ولم تفعل شيئاً، حيث بات من الواضح أنها تستهدف إعدامه كما حصل مع غيره من الأسرى المرضى.

وأشارت الهيئة إلى أن صحة وليد تدهورت بانتشار مرض السرطان إلى الرئتين، حيث أصبح غير قادر على التنفس وخاصة بعد استئصال جزء من رئته اليمنى وهو حالياً يعيش على الأوكسجين والتنفس الاصطناعي، ويحتاج إلى متابعة حثيثة لوضعه الصحي لإنقاذ حياته.

ميدانياً، أصيب عشرات الفلسطينيين اليوم نتيجة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم في بلدة النبي صالح شمال رام الله بالضفة الغربية.

وذكرت وكالة وفا الفلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتدت على الفلسطينيين في البلدة عقب تشييع جثمان الشهيد الطفل محمد التميمي الذي استشهد أمس، وأطلقت عليهم الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة شابين والعشرات بحالات اختناق.

وكان الطفل محمد التميمي الذي يبلغ من العمر عامين استشهد أمس متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال قبل أيام في البلدة.

وفي الخليل، اندلعت اشتباكات في بلدة بيت أمّر شمال المدينة بين الشبان وقوات الاحتلال المتمركزة على مدخل البلدة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع ما أدّى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق.

جاء ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال عدة أحياء في طولكرم ونابلس ومخيم عسكر شمالها وبلدات طمون في طوباس وبيت فجار في بيت لحم والعيسوية في القدس وقباطية في جنين، واعتقلت أربعة عشر فلسطينياً.

إلى ذلك، أغلقت قوات الاحتلال حاجز الجلمة العسكري شمال شرق جنين ومنعت فلسطينيي 1948، من الدخول أو الخروج من وإلى مدينة جنين، وشنّت حملة تفتيش واسعة في المنطقة المحاذية لشارع جنين – الناصرة، واقتحمت  قرى الجلمة وجلبون وفقوعة، ونصبت حاجزاً عند مدخل قرية دير أبو ضعيف.

في سياق متصل، استولت قوات الاحتلال على منزل الأسير المحرّر إبراهيم أبو العز في بلدة زيتا شمال مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وحوّلته إلى موقع عسكري.

واقتحمت قوات الاحتلال المنزل المكوّن من ثلاثة طوابق فجراً، واحتجزت 14 فرداً من عائلة الأسير في شقة واحدة، وقامت بالاستيلاء على مفاتيح الشقق والهواتف المحمولة.

وناشدت العائلة الصليب الأحمر والمؤسسات الإنسانية والحقوقية بالتدخل العاجل لفك الحصار عن المنزل، وإلزام قوات الاحتلال بإخلائه، مشيرةً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها المنزل للمداهمة، والعائلة لاعتقال أفرادها، بذريعة قربه من جدار الفصل العنصري غرب البلدة.

يشار إلى أن سلطات الاحتلال أفرجت عن الأسير إبراهيم أبو العز عام 2018 بعد أن أمضى 14 عاماً في معتقلاتها.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال حي واد قدوم في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة، وأجبرت 5 فلسطينيين على هدم منازلهم، وشرّدت عائلاتهم، كما هدمت منزلين في حي وادي الجوز في مدينة القدس، وفي قرية المزرعة الغربية شمال شرق مدينة رام الله وشرّدت قاطنيهما.

سياسياً، أكّدت خارجية السلطة الفلسطينية أن فشل المجتمع الدولي في إجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على وقف جميع إجراءاتها الأحادية الجانب غير القانونية يشكّك في صداقية المواقف والانتقادات الدولية لتلك الإجراءات، ويفرغ النظام العالمي ومنظوماته من أي مضمون قانوني وإنساني.

وقالت الخارجية في بيان: إنها “تنظر بخطورة بالغة إلى صمت المجتمع الدولي على تلك الانتهاكات والجرائم واستخفاف سلطات الاحتلال بالقانون الدولي ومرتكزات الشرعية الدولية وقراراتها”، محذرةً من التداعيات المترتبة على ازدواجية المعايير الدولية باعتبارها توفر الغطاء والوقت اللازمين للاحتلال لاستكمال عمليات الضم التدريجي للضفة الغربية وتقويض فرصة إقامة الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران 1967.

وأدانت الخارجية بأشدّ العبارات انتهاكات قوات الاحتلال ومستوطنيه ضد الفلسطينيين التي تتصاعد بشكل يومي ودون توقّف سواء ما يتعلق بالتصعيد الحاصل في الاقتحامات والاعتقالات أم الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين أو هدم منازلهم، مطالبةً المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية بما يؤدّي إلى إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين ووضع حدّ للظلم المتواصل الذي يعانيه الشعب الفلسطيني.