بعد الزلزال.. هل تستعيد الحركة السياحية باللاذقية ألقها ؟.
البعث الأسبوعية – مروان حويجة
لا يختلف اثنان على أنّ القطاع السياحي يأتي في مقدمة القطاعات التي تضررت بتداعيات الحرب ولاحقاً بآثار الزلزال سواء كان هذا التضرر مباشراً أم غير مباشر ،وعندما يتم توصيف اللاذقية بالطابع السياحي بما لديها من مقومات طبيعية جاذبة للحركة السياحية، فمن الطبيعي أن يكون التحدّي الأكبر في محافظة اللاذقية خلال الموسم الحالي الذي بدأت تلوح بدايته مع العطلة الصيفية وارتفاع حرارة الجوّ ، عن قدرة هذا القطاع على استعادة نشاطه ودوره ولو تدريجياً وإدراك حجم التحدّي في كل الاتجاهات لاستعادة ما يمكن من محطات وعناوين في المشهد السياحي بالمواءمة الصعبة بين الاحتياجات الموسمية الراهنة وبين مرتكزات واقع سياحي مستدام، وهنا لا يمكن القفز مطلقاً فوق آثار الحرب وتداعيات الزلزال ،بعد أن أخذت بعض ملامح التعافي طريقها إلى الإطار التنفيذي، مع معالجة الصعوبات الطارئة والعارضة، وتقديم بعض التسهيلات المنتظرة ، مع التركيز على استثمار مواقع مخصصة للسياحة الشعبية، ووضعها في الخدمة كون هذه المواقع تستقطب أعداداً كبيرة من مرتادي الشاطىء بخدمات واسعة. وبأسعار تشجيعية، كما أن السياحة الشعبية تلبي احتياجات شرائح واسعة .
سياحية و زراعيّة
مدير السياحة في اللاذقية المهندس فادي نظام بيّن أنّ محافظة اللاذقية تصنّف من هيئة التخطيط الإقليمي اللاذقية بمنطقة سياحية و زراعيّة وتتمتع بالطابع السياحي المميّز لها في ظلّ توفّر مقومات الجذب الكثيرة والكبيرة جداً ومنها البحر و الأنهار و القلاع و المناطق الأثرية والتاريخية والمحميّات الطبيعية و غابات الشّوح والأرز والفرنلق وكافة مقومات السياحة بكل أنواعها وأنماطها إضافة لكونها تحتضن أقدم أبجدية هي أبجدية أوغاريت و رأس شمره وقلعة صلاح الدين وهذه أوابد ومواقع تاريخية شهيرة لها معاني تاريخية وثقافية وشهرة على مستوى العالم، وأيضاً المناخ المعتدل الدافئ الذي يميز الساحل السوري ويحبه السياح من الدول الصديقة، وهناك مسارات سياحية كبيرة على مستوى محاور صلنفة وكسب ومشقيتا و وادي قنديل ، زغرين ، جبلة وريف جبلة ،بيت ياشوط ، القرداحة.
حركة نشطة
وأوضح نظام أن الحركة السياحية بدأت تنشط في الساحل السوري و بعد القمّة العربية والانفتاح على سورية من الدول العربية والصديقة حيث لوحظ التزايد في المغتربين الموجودين القادمين من الدول العربية إلى الساحل، ومنهم بعض المغتربين الموجودين والبعض الآخر منهم من الدول الشقيقة مثل العراق والسعودية وايضاً زار وفدٌ إيطالي دمشق وحمص و حماة وطرطوس واللاذقية و كان له جولة على الكورنيش الجنوبي لمدينة اللاذقية.
واعتبر مدير السياحة أن بعد فتره امتحانات من المنتظر أن يكون هناك إقبال ويزداد الإقبال في عيد الأضحى على المنشآت السياحية وخاصةً من المغتربين في المملكة العربية السعودية والإمارات و المغتربين السوريين وأقاربهم ،مشيراً إلى التحضير للموسم السياحي على مستوى الوزارة والمحافظة والمديرية بمشاركة رؤساء الوحدات الإدارية السياحية وجميع المعنيين بالتحضير للموسم السياحي إذ يتم التركيز على توفير الخدمات الداعمة لحركة الموسم السياحي وإمكانية زيادة عدد ساعات التغذيّة الكهربائية ولاسيما فترة ذروة الموسم السياحي ،وأيضاً زيادة في عدد طلبات المشتقات النفطية المحروقات أن كان بنزين أو مازوت ، و زيادة عدد باصات النقل الداخلي إلى المناطق السياحية من شركة النقل الداخلي ، والطلب من مجالس الوحدات الإدارية الاهتمام بالنظافة والإنارة ضمن الإمكانات ،و الاهتمام بالطرقات ولوحات الدلالة الطرقية،و تقليم الأشجار و التنسيق بين الكهرباء والمياه أيضاً والاهتمام كثيراً بلترويج والإعلام السياحي لما له من دور كبير.
دور المكاتب
و أوضح نظام أنّ مكاتب السياحة والسفر تقوم بعمل مهم بتأمين غروبات سياحية سواء أكانت داخلية أو خارجية وتأمين عدد من السياح على مستوى السياحة الداخلية وهذا ما حصل بعد نهاية الامتحانات للمرحلة الانتقالية ،بقدوم مجموعات سياحية من مدينة السويداء ودمشق وحلب باتجاه الساحل وهنا يكمن الاهتمام بالنقل الجماعي في المكاتب للتخفيف من التكاليف والأعباء .
مسابح شعبية
وأكد نظام على موضوع وجود المسابح الشعبية للأسر ومنها تلك التابعة لمجلس مدينة اللاذقية على الشاطئ ” موقع نقابة المعلمين سابقاً ” ومسابح أوغاريت و الغولدن بيتش” شرقه وغربه ” ، أيضاً يوجد شاطئ مفتوح للسباحة لاتحاد العمال في رأس البسيط وشاطئ في وادي قنديل ” لابلاج ” للشركة السورية للسياحة والنقل و مسبح الشعب في حيّ الرمل الجنوبي ، وحالياً شاطئ حميميم في جبلة سوف يكون بالخدمة وفيه كبائن وخدمات خلال هذا الصيف وهو مشروع جديد للسياحة الشعبية في جبلة .
مراقبة أسعار
وعن دور مديرية السياحة في مراقبة الأسعار في المنشآت قال نظام : نراقب الأسعار التي لها تأهيل سياحي وتصنيف سياحي حسب الأماكن التي تتوضع على شواطئ لمجلس المدينة : أوغاريت أو نقابة المعلمين سابقاً فهي مسؤولية مجلس المدينة ،وأمّا مديرية السياحة فتراقب الأماكن تدخل في التصنيف السياحي حسب ما ينص عليه القانون ،وهنا تكمن أهمية الإعلان عن الأسعار من قبل مديرية التجارة الداخلية ودائرة الأسعار وتكثيف عمل دائرة الرقابة الصحية ومراقبة الأماكن غير المصنفه سياحياً ،وبدورها تقوم مديرية السياحة بمراقبة المنشآت المصنّفة سياحياً أو المحالّ الشعبية المملوكة لوزارة السياحة وتعميم الأسعار بحيث تكون واضحة ومعلنة .
شروط تصنيفية
وعن التصنيف والعمل الذي قامت به المديرية السنة الماضية كان هناك أربع مراحل في التأهيل السياحي ورخصه الإشادة والتصنيف والترخيص وحالياً هناك قانون جديد لعام 2023 اختصر هذه المراحل بمرحلة ترخيص وتصنيف سياحي فهناك شروط تصنيفية حسب السويات والمعايير تأخذ عليها عدد من العلامات فنقوم نعمل جولة على المنشآت إذا كانت مستوفية للشروط و الترخيص الإداري موجود و التأمين على العاملين و ضد الحرائق إضافة إلى أن هناك بعض العاملين يجب أن يكونوا خريجين من ثانويات ومعاهد وكليات السياحة وبخصوص أن بعض المنشآت بين ترخيص بلدية وترخيص سياحي مثل الواقعة على محاور الاسترادات أكد أنه في القانون وكل الرخص الصادرة عن الحكومة والوزارات هناك ترخيص إداري تمنحه الوحدات الإدارية كمجلس المدينة فالسياحة لا ترخص ويجب أن يكون هناك ترخيص إداري مسبقاً وهنا تكمن المشكلة ويكون هناك مخالفة لنظام الضابطة والوجائب من قبل المستثمر يجب تسويته في مجلس المدينة ، و أهم وثيقة هي تأمين الترخيص الإداري فهو بحاجة الى مخططات مصدقة من نقابة المهندسين وهذه شروط خاصة يجب أن تطبق.
قروض سياحية
وعن مصير حزمة المشروعات التي كانت قبل الأزمة مطروحة للاستثمار.كشف نظام عن توقف هذه المشاريع والمشاريع التي كانت نسبة الانجاز بها إلى 50 أو 60% نحاول تأمين بعض القروض بالتعاون مع وزاره المالية والجهات المعنية فيدرس هذا الموضوع من قبل وزارة السياحة ووزارة المالية والمصارف المسؤولة عن تأمين هذه القروض وهناك توجه لتنمية القطاع السياحي لانه له عائد كبير لخزينة الدولة فنحن نعلم كيف كانت مساهمة هذا القطاع قبل الأزمة وعن قدوم أبناء المحافظات الأخرى للسباحة والأماكن الموجودة فهناك إعادة تفعيل لدور مكاتب السياحة والسفر كونها أحد المحاور الهامة لتفعيل مسارات وعروض السياحة ، لذلك يتم الاهتمام بها لتأمين الأماكن المخصصة للسباحة والسياحة ، وأضاف نظام: نعمل من خلال الوزارة على الخارطة الاستثمارية السياحية وهي شبه منجزة وعليها المواقع السياحية.
تحديات القطاع
ولم يخف نظام التحديات التي تواجه القطاع السياحي لاسيما العقوبات الجائرة المفروضة على سورية ووسائط النقل والأجور المرتفعة وتكاليف التّشغيل العالية والتضخم، معتبراً أن القطاع السياحي في مقدمة القطاعات التي تضررت خلال الحرب ، وهو الأخير من حيث التعافي ويتم استيعاب الأيدي العاملة من خلال الثانويات الفندقية ومعاهد وكليات للسياحة ومؤخراً تم إحداث كليات تطبيقية بين وزارة السياحة والجامعة الافتراضية لتدريب كوادر بشرية لدخول سوق العمل الذي يؤمّن مئات الفرص وخصوصاً في فترة الموسم السياحي.
المنتج السياحي
وحول جودة المنتج السياحي شدد نظام على أولوية الاهتمام بالمنتج السياحي والحرف اليدوية والتقليدية وأعمال المرأة الريفية وتراثنا المادي واللامادي وهناك تعاون بشكلٍ عام مع الزراعة بما يخص المنتزهات ومع الثقافة للترويج والإعلام والمنتديات الثقافية وتشبيك مع البلديات، فالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر مهمة جداً في دعم وتنشيط الحركة السياحية .