تغيير المدربين مشكلة مزمنة سببها سوء العمل والإدارة
ناصر النجار
بعد أن انتهى الدوري بدأت قنوات الإعلام تسوّق للمدرّبين من أجل تأمين مكان لهم في الموسم الجديد، والمشكلة في هذا التسويق أن أغلبه يجانب الحقيقة فنجد صفات ما أنزل الله بها من سلطان تلصق ببعض المدرّبين لتقوية سجلهم الذاتي، ومثالنا الحالي أحد المدرّبين الذين يريدون أن يجعلوا منه صاحب قدرات لأنه أنقذ فريقاً من الهبوط إلى الدرجة الأولى رغم أن هذا المدرّب لم يفز بأي مباراة بالدوري مع الفريق وأينما حلّ بمكان تحول هذا المكان إلى خراب!.
لكن الأهم من هذا وذاك الحملة التي تطول اتحاد كرة القدم ومدرّبي المنتخبات الوطنية، ونجد في الوقت الحالي تجييشاً غير مسبوق على مدرّب المنتخب الأولمبي الهولندي مارك فوته من أجل الحلول محله، بل إن أحد المدرّبين جيّش مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الإطاحة بالهولندي ليحلّ محله، خاصة وأنه اليوم بلا عمل!.
مشكلة كرتنا أنها تعاني من الاضطراب الفني على صعيد الأندية والمنتخبات، وهذا الأمر يقوّض أي تطور ويسهم بتراجع الكرة أو أنه يبقيها تدور حول نفسها دون أي تقدّم، والمفهوم في علم التدريب أن بناء أي فريق يحتاج إلى وقت طويل وإلى انسجام بين المدرّب واللاعبين وتناغم بين اللاعبين، ونحن في مدرستنا الكروية العشوائية ننتظر أي مدرّب مهما كان اسمه وتاريخه على أي غلطة لنقوم بإقالته، وتصفيات كأس العالم السابقة ليست بعيدة عنا، فقد غيّر منتخبنا الوطني خمسة مدرّبين في خمسة أشهر دون أن يكون هناك أي فائدة تُرتجى من هذا التغيير، والمفترض أن تعطى للمدرّب كامل الفرص ليثبت وجوده في المكان الذي هو فيه، وخاصة في كرتنا التي تعاني الكثير من الأوضاع غير الصحيحة على صعيد الأندية والمنتخبات، فالمدرّب عليه أن يحفر بالصخر ليصل إلى مبتغاه.
ورغم كلّ العوائق وسوء الإدارة والإمكانيات فإن إدارات أنديتنا غرقت في داء التغيير والتبديل، وللأسف لم يكن التبديل في مكانه لأن المدرّبين البدلاء لم يستطيعوا تجاوز عثرات الفريق ولم نجد المدرّب الذي رفع من شأن الفريق بل سارت الأمور كما كانت عليه لأن المشكلة ليست بالمدرّب بل بالعقلية التي تُدار بها أنديتنا.