رغم تفاعل المواطنين وارتياحهم حملات إزالة التعديات والإشغالات بين كر وفر بحلب
البعث الأسبوعية – معن الغادري
نظم مجلس مدينة حلب مؤخراً حملات واسعة في عدد من المناطق منها وسط المدينة لإزالة التعديات والإشغالات وإعادة تنظيم الأسواق الشعبية، ولاقت هذه الخطوة ارتياحاً وتفاعلاً إيجابياً من المواطنين، والذين طالبوا بأن تشمل هذه الحملة باقي المناطق والأحياء، وخاصة ضمن أحياء وأسواق صلاح الدين وسيف الدولة والأعظمية والتي تعج بالفوضى، نظراً للتعديات الصارخة على الأرصفة وأجزاء كبيرة من الشوارع الرئيسية والفرعية، ما يزيد من حدة الازدحام، خاصة في أوقات الذروة عصراً ومساءً، إذ تشهد هذه الأسواق والمناطق حركة متزايدة ونشطة في عملية التسوق.
ويشتكي أهالي هذه المناطق من انتشار القمامة والأنقاض، وعدم قيام المديريات الخدمية بترحيل القمامة وترميم وتأهيل المرافق العامة وتزفيت الشوارع الرئيسية والفرعية، والتي تحولت إلى حفر وبقع لتجمع المياه الملوثة ومرتعاً للقوارض والحشرات الضارة والتي تملأ فضاء المكان مع ارتفاع درجات الحرارة.
وطالب الأهالي المديريات الخدمية المعنية بهذه الأحياء بتثبيت مواقع تموضع الحاويات، وإلزام أصحاب المحال والبسطات بترحيل مخلفاتهم من القمامة أولا بأول، و قمع المخالفات والتعديات على الأملاك العامة،كما طالبوا حماية المستهلك بالتدخل لضبط أسواق مناطقهم عبر تكثيف تواجدهم وتشديد الرقابة على الأسعار المنفلتة صعوداً دون إي رادع قانوني أو أخلاقي.
كما طالب عدد كبير من الأهالي إيجاد آلية مناسبة للحصول على الخبز وتخفيف الازدحام على أبواب الأفران، مشيرين إلى أنه من غير المقبول أن يمضوا يومياً أربع ساعات للحصول على مخصصاتهم، مضيفين بأنهم وفي كثير من الأحيان يضطرون لشراء مادة الخبز من الصبية والفتيات المتوزعين طولاً وعرضاً ضمن محيط الفرن وبعشرة إضعاف سعر الرسمي، متسائلين عن سبب استفحال هذه الظاهرة وعدم قمعها من قبل المعنيين، والتي تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك، تسرب وتهريب هذه المادة بعلم من أصحاب الأفران للمتاجرة بها.
عودة على بدء …
بالعودة إلى حملات مجلس المدينة في وسط المدينة، والتمنيات بأن تشمل باقي الأحياء، نجد أنها لم تنتظم إلا لأيام قليلة، إذ عادت إلى وضعها السابق وربما أكثر فوضوية وسوءاً، وفق مشاهداتنا وحسب ما يؤكده أحد أحد ساكني حي الجميلية الذي يتوسط المدينة، إذ يقول أن الحي لم ينعم بالهدوء والرتابة إلا لأيام قليلة، فسرعان ما عاد الضجيج والصخب للحي، جراء عودة البسطات إلى الأرصفة والعربات الجوالة إلى أمكنتها السابقة ضمن الشوارع وعلى مفارق الطرقات، ويضيف أن أحد التجار و هو -مسيطر – على المنطقة، ينشر عرباته الجوالة وبسطاته طولاً وعرضاً ، ويتحكم بالأسعار، والتي غالباً ما تكون موحدة على مختلف السلع المعروضة، خاصة بما يتعلق بالخضار والفواكه والمجففات، و الأمر ذاته ينسحب على محال الأجبان والألبان والتي لا تخضع للرقابة، بالرغم من حالات الغش المتكررة في صناعة الأجبان ومشتقات الألبان.
والمشهد نفسه ينطبق على سوقي الخضرة في منطقتي الرازي وباب جنين، مبدين استغرابهم من عدم الجدية في تطبيق قرار إزالة التعديات والإشغالات، و من الإجراءات الرخوة في التعاطي مع هذا الملف، بالرغم من كل مطالبات ومناشدات الأهالي، وهو ما نضعه برسم مجلسي المحافظة والمدينة.
لا تهاون …
مدير خدمات مركز المدينة المهندس يحيى ضو أكد بدوره أنه لا تهاون مطلقاً بإزالة كافة المخالفات والتعديات، مشيراً إلى أنه يتابع آليات تنفيذ إزالة المخالفات والاشغالات شخصياً وبشكل يومي وساعي، مشيراً إلى أن البعض من الباعة الجوالة وأصحاب البسطات يتهربون من دوريات المديرية وشرطة البلدية ويعاودون إشغال الأرصفة والطرقات، ويتم على الفور ضبطهم ومصادرة أدواتهم وبضائعهم وتغريمهم مادياً وفق ما ينص عليه القانون، مشيراً إلى أن هذا الأمر ما زال بين كر وفر، كونه حديث التطبيق والتنفيذ، إلى أن يستقر بشكل نهائي في وقت قريب.
وقد أوجدنا البدائل، إذ تم تخصيص أماكن وساحات وأسواق لهؤلاء الباعة في مناطق باب جنين والرازي والفيض، وعليهم الالتزام بهذه الأماكن كي لا يتعرضوا للمخالفة والغرامة المالية.
ويضيف المهندس ضو أن العمل جارٍ وبوتيرة متوازنة لتحسين الواقع الخدمي في مركز المدينة، لجهة تحسين واقع النظافة و العناية بالحدائق وتزفيت الشوارع وترميم وصيانة الأرصفة والمرافق العامة، وحالياً يتم العمل على تأهيل أجزاء واسعة من حي الكلاسة، وتشمل الأعمال تزفيت عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى تحسين الواقع الخدمي ضمن الحيز الجغرافي الذي تشغله المنطقة الصناعية في الحي، كصيانة الأرصفة والأردفة وتزفيت الشوارع أيضاً.