مجلة البعث الأسبوعية

كيف  تتم تنمية الريف؟ سيناريوهات مقترحة من “الزراعة ” تصب على توفير الحاجات الأساسية ودعم مقومات الإنتاج

دمشق – رحاب رحب

كيف  تتم تنمية الريف ؟ لا شك أن الإجابة على هذا السؤال ليست بالصعبة ولكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى الكثير من الدراسات الواقعية عبر القيام بمسوحات وتشخيص قريب من الواقع أي من أبناء الأرياف لتطوير حياتهم الريفية والتحسين من نوعيتها وتقديم الدعم الاقتصادي للأفراد الذين يعيشون في المناطق الريفية وهي عملية يطلق عليها الاستفادة من كل شبر من الأراضي وتنمية الموارد فيها لمساعدة الناس عبر توفير الحاجات الأساسية للسكان .

واللافت اهتمام وزارة الزراعة بالتنمية الريفية التي تشكل أولى اهتماماتها لدورها المهم حيث طرحت موضوع التنمية الريفية وكيفية الوصول إلى تنمية مقبولة في الأرياف على موقع الوزارة ومنصة الإعلام الزراعي وكانت النقاشات وطرح الآراء من قبل بعض المهتمين بالقطاع الزراعي تصب في إيجاد مقومات الدعم الأساسية للنهوض بهذا المرفق وخاصة في ظل ظروف اقتصادية ثقيلة , يعاني منها ليس فقط أبناء الأرياف بل والمدن أيضا ..و تؤكد الوزارة دائماً على أهمية البحث عن أفضل الوسائل التي تساعد على تحسين الحياة في الريف والمساهمة في توفير الدعم الاقتصادي للريف الأمر الذي قد يقلل من انتشار الفقر .

الخبير الزراعي محمد السيوفي أكد على أنه للوصول الى تنمية يجب تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي والغذائي والصناعي كالبذار والأسمدة والمبيدات والآلات الزراعية التي تخفف من اليد العاملة غالية الثمن والمحروقات , ولفت إلى اهمية تقديم دعم مباشر لمربي الثروة الحيوانية بدعم مغذياتها , والدخول في الاستثمار من خلال بناء معامل علفية يعود ريعها للجهة البانية وتأخذ من الفلاح المادة الأولية للأعلاف ثم تعيده إليه أنتاجاً علفياً بأسعار منطقية . واشار السيوفي إلى تأمين مستلزمات المهن الصغيرة والورشات الإنتاجية النسيجية والالبان ومشتقاتها والمجففات والكونسروة ,وبناء أحواض صغيرة ومتوسطة للثروة السمكية والتوسع على تربية مزارع البط والإوز والحبش وغيرها من الطيور إضافة للدواجن . مؤكداً على وجوب الربط بين الريف والمدن من خلال أسواق مشتركة تعرض كل المنتجات وتبني تصنيع السيارات محلية الصنع الصغيرة ذات الأربع دواليب للأغراض الزراعية ومنحها بعض الميزات والتسهيلات .

واقترح السيوفي من أجل تحقيق تنمية ريفية صحيحة دعم المشاريع بقروض تنموية بسهولة الحصول عليها ورفع قيمتها لتتوافق مع السوق وان تكون كمية الإمداد لا تقل عن 80 % من دراسة الجدوى الاقتصادية مثلا وإقامة المعامل الغذائية والتعاقد مع المزارعين لتوريد إنتاجهم للمعامل عبر عقود موسمية وإقامة المنشأت الزراعية والمداجن وإعادة تأهيل قنوات الري  وخفض تكاليف الإنتاج بدل زيادة أسعار المنتجات الزراعية واعفاء الآلات الزراعية من بعض الضرائب , وإقامة دورات تعليمية وتنموية للمرأة الريفية , وتشديد الرقابة على التجار لمنعهم من استغلال الفلاحين والمزارعين , فالريف يرمم نفسه بنفسه عند منع استغلاله من قبل التجار والمحتكرين .

وحول كيفية النجاح في مشروع التنمية الريفية الصحيحة أوضح السيوفي أن نجاح التنمية الريفية يجب أن ينطلق من الاهتمام الكامل بالتعليم والصحة لتحقيق التوازن الاجتماعي ,وتوجيه السياسات الحكومية للاهتمام بالتنمية الريفية وتقديم الدعم الكامل لإنجاحها ,وتعيين هيئات إدارية من سكان الأرياف لإدارة الشؤون المحلية في المجتمع الريفي , والعمل على إنشاء مؤسسات القطاع العام في الريف التي تهتم بمتابعة مجالات محددة في مجتمع الريف

ولضمان نجاح التنمية الريفية لا بد من العمل مع الجهات المختصة على تخفيف ثقافة العيب حيث يخجل بعض  الأفراد من العمل ببعض الوظائف خوفا من نظرة المجتمع له , ووجود بعض العادات والتقاليد السلبية التي لا تتلاءم مطلقا مع عالم اليوم .

ولفت السيوفي أن العامل الأساس في الوصول إلى تنمية حقيقية في الريف يتمثل  بالمرأة الريفية القادرة على الوصول إلى الموارد والخدمات بما يتيح الفرص لتصبح قوة دافعة لمكافحة الجوع وسوء التغذية والفقر في المناطق الريفية وتعزيز قدرات المرأة الريفية وتمكينها ينعكسان على شكل تحسن في مستوى الرفاه , فتمكين النساء لا يعتبر حاجة أساسية للتنمية الزراعية بل من ابرز مقومات التقدم الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة بشكل عام .

بالمحصلة اليوم غالبية سكان الريف السوري متعبون مادياً على عكس سكان المدن ومع تفاقم الظروف الاقتصادية والمعيشية سوءا لا بد من تقديم الدعم من جانب الحكومة لزرع مقومات انطلاقة تنموية حقيقية فالريف السوري غني بمنتجاته لكن الإنتاج أصبح اليوم عبئا على الأسر وهناك صعوبات في التسويق وتكلفة إيصال المنتج لمراكز المدن وأسواق سوق الهال بات مكلفا جدا .

وبكل تأكيد الريف السوري يحتاج لبنى تحتية من شوارع وصيدليات وطرق واتصالات ودعم لأساسيات الزراعة وتأمين المياه وبهذه المشاريع التحتية تتحرك وتائر العمل بالمشاريع الأسرية التي توقفت منذ زمن .