الصين تساعد في دفع التحول الأخضر لدى الدول العربية
المصدر- شينخوا
ذكر ما تشاو، أحد كبار المسؤولين الإداريين بشركة النهر الأصفر المحدودة لتنمية الطاقة الكهرومائية التابعة للشركة الوطنية للاستثمار في الطاقة بالصين، أنه من المتوقع أن يكتمل خلال الشهر الجاري مشروع للطاقة الكهروضوئية في السعودية، تشارك الشركة في الاستثمار به وتشييده بالتعاون مع شركة سعودية، وذلك ضمن مشروع لمرافق الطاقة الذكية المتكاملة، والذي يمثّل جزءاً مهماً من مشروع البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية.
وبحسب شركة النهر الأصفر، يتكوّن هذا المشروع لمرافق الطاقة الذكية المتكاملة من خمسة أجزاء وهي: توفير الطاقة المتجدّدة، وتحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف الصحي، ومعالجة النفايات الصلبة، وتبريد المناطق بالطاقة المتجدّدة دون الاعتماد على أي مصدر آخر، وذلك من أجل تقليل انبعاثات الكربون وإعادة تدوير المياه العذبة وتسريع التحول الأخضر.
وقال ما تشاو إن هذا المشروع لمرافق الطاقة الذكية المتكاملة يعتمد على الطاقة النظيفة بنسبة 100 في المائة، وبفضل ذلك، من المتوقع أن يساهم المشروع في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 567 ألف طن ومعالجة نحو 11 ألف طن من النفايات الصلبة كل عام، كما يمكن لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي معالجة نحو 18 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي كلّ يوم.
وأضاف أن المشروع سيعزّز عائدات السياحة السعودية من خلال اقتصاد دائري منخفض الكربون، ما يدفع التنمية الاقتصادية المحلية ويرفع معدل التوظيف ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة منخفضة الكربون، مؤكداً أن المشروع يلعب دوراً مهماً في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” وتعميق التعاون في مجال الطاقة النظيفة بين الصين والسعودية.
ورغم أن المسافة بين هضبة تشينغهاي- التبت وشبه الجزيرة العربية بعيدة جداً، وتفصلهما العديد من الجبال والأنهار، إلا أنه في ظلّ تعميق التعاون الصيني العربي في كافة المجالات، فإن هذا المشروع يتيح لشركة النهر الأصفر، بصفتها إحدى مؤسّسات الطاقة النظيفة في هضبة تشينغهاي- التبت، فرصة للتعاون مع الدول العربية، وكذلك المساهمة في دفع تنمية صناعة الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط.
والجدير بالذكر أنه في تشرين الثاني عام 2022، أبرمت شركة النهر الأصفر مذكرة تفاهم مع شركة مان اينرجي الإماراتية، حيث اتفق الجانبان على التركيز على التعاون المتعمق في تطوير وبناء مشاريع الطاقة المتجدّدة ومشاريع الطاقة الذكية المتكاملة ومشاريع الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتسعى الصين والدول العربية إلى دفع التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة على أساس المنفعة المتبادلة والصداقة طويلة الأمد بينهما، كما يبذل الجانبان جهوداً مشتركة لإقامة معادلة التعاون في مجال الطاقة التي تتخذ النفط والغاز كمحرك والطاقة النووية كمساهم والطاقة النظيفة كمحفز.
وفي هذا الصدد، تعمل الصين على توسيع التعاون مع الدول العربية في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية وغيرها من الطاقات النظيفة. وقد تمّ إنشاء مركز التدريب الصيني العربي للطاقة النظيفة والمختبر الوطني الصيني المصري المشترك للطاقة الجديدة والمتجدّدة، وتمّ تنفيذ كثير من مشاريع التعاون مثل مشروع محطة الخرسعة الكهروضوئية في قطر، ومشروع المحطة الكهروضوئية بقدرة 186 ميغاوات بمجمع بنبان للطاقة الشمسية في مصر.
وقال يوي مياو، المدير العام لشركة النهر الأصفر، إن الدول العربية تتمتّع بإمكانات هائلة لتحول الطاقة لأنها غنية بموارد طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مضيفاً أن الشركة على استعداد لتسخير مزاياها التكنولوجية للتعاون مع المزيد من الدول العربية في تطوير الطاقة النظيفة والمساعدة على التحول الأخضر للتنمية الإقليمية.