مدرب منتخبنا الأولمبي يرفع سقف الطموحات في غرب آسيا!
يبدأ منتخبنا الأولمبي لكرة القدم مساء اليوم مشاركته في بطولة غرب آسيا التي تستضيفها العراق، ويعوّل المدير الفني لمنتخبنا الهولندي مارك فوته على مجموعة من المواهب القادرة حسب تقديره على التتويج في البطولة وليس فقط ترك بصمة كما جرت العادة، وربما نيله العام الماضي للميدالية البرونزية في النسخة الأخيرة من البطولة والتي استضافتها السعودية رفع من معنوياته وجعله يمنّي نفسه بتحقيق اللقب هذه المرة.
المشكلة ليست بالطموح المشروع فاتحاد اللعبة تعاقد معه أساساً من أجل تطوير ورفع سوية كرتنا ومن ثمّ التتويج بالبطولات والتأهل لكأس العالم، لكن تعثرات الهولندي الكثيرة وأكبرها الخروج بخفي حنين من كأس آسيا للشباب آذار الماضي، وبمشاكل طالت أغلب كادره تتعدّى المستوى الهزيل الذي ظهر بالبطولة، لتطال اتهامات واتجار بعقود اللاعبين تجعل طموحاته موضع شك وتساؤل.
اليوم نفتح صفحة جديدة وأمل متجدد بأن يصل لاعبونا الذين نجمع على موهبتهم وقدرتهم على حمل المسؤولية وتحقيق الطموحات إلى أبعد مكان ممكن ليس في هذه البطولة بل التأهل إلى كأس آسيا والأولمبياد القادم سواء بقيادة فوته أو غيره، فالمشكلة التي تعصف بكرتنا في فئة الشباب كانت عدم وجود بدائل للاعبين في كل المراكز حتى مع تجربة العديد من اللاعبين المغتربين، لكن مع المنتخب الأولمبي الجديد حلّت هذه القضية أي أن الخيارات أمام فوته كثيرة ومتنوعة، وهنا التخوّف، فالهولندي ينهج حالياً ذات السلوك الذي كان يتبعه مع منتخب الشباب، حيث حاول تجربة عدد كبير من اللاعبين واللعب بعدة تشكيلات في المباريات الودية، وعند الخسارة يلعب بتشكيلته الأفضل لتحقيق الفوز وإرضاء المنتقدين، وفي البطولة وعندما يتأزم الوضع ويتأخر المنتخب يجري التغييرات بشكل غير واضح ويخرج بتصريحات غريبة بأنه لا يعلم ما حصل وهذا الأمر تكرر في أكثر من مرة في الكأس الآسيوية الأخيرة.
وقياساً بتجربته مع الشباب فالمراقب للمعسكر الاستعدادي في لبنان حيث خسر منتخبنا بشكل مفاجئ أولى مبارياته ليعوض هزيمته في المباراة الثانية بعد أن لعب منتخبنا بتشكيلته الأساسية، ويلاحظ مباشرةً عدم استفادة فوته من تجربته، وما يزيد الطين بلّة تصريحه أنه سيحقق البطولة وهذا كلّه يشعرنا بتهديد مبطن له من الاتحاد بأن الفشل سيؤدي حكماً إلى الإقالة هذه المرة، ولكن رفع السقف وإيهام الجميع بمن فيهم اللاعبين بسهولة المهمة سيؤدي حكماً إلى نتائج كارثية، ليس هذا فحسب فظروف النسخة السعودية من البطولة مختلفة تماماً عن النسخة العراقيّة الحاليّة، وكلنا نذكر ما حصل مع منتخبنا الأولمبي في البطولة الماضية وتأهله بشق الأنفس رغم تسجيله مفاجأة مدوية بفوزه على صاحب الضيافة.
أغلب الظن أن فوته متأكد من الفوز اليوم على المنتخب الفلسطيني وبفارق مريح حتى يضمن التأهل بغض النظر عن نتيجة مباراتنا الثانية أمام إيران، وهنا لبّ المشكلة فالتعادل أو الخسارة سينهي مشوارنا قبل أن يبدأ، للأسف كنا نتوقع من مدرب محترف بتاريخ مماثل لفوته أن يكون أكثر هدوءاً وقليل التأثر بالكلام سواء داخل أروقة اتحاد كرة القدم أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
سامر الخيّر