اختتام ورشة تدريب “رأب الفجوة في الصحة النفسية في حالات الطوارئ”
دمشق – لينا عدره
اختُتِمت اليوم أعمال الورشة التدريبية التي نظمتها وزارة الإعلام مديرية الإعلام التنموي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول رأب الفجوة في الصحة النفسية في حالات الطوارئ، والتي ركزت وعلى مدار يومين متتاليين على تدريب الإعلاميين على المبادئ العامة المتعلقة بمفاهيم الصحة النفسية والوصمة، وآليات التعامل مع الضغط النفسي وإرشاد الإعلاميين إلى ضرورة تعلم ومن ثم اتباع الطرق العلمية المثبتة والسليمة في التغطيات الإعلامية ذات الصلة بالصحة النفسية، بعيداً عن المفاهيم والمعتقدات الخاطئة للصحة النفسية التي يكرسها المجتمع بشكلٍ أو بآخر عند تعاطيه مع الأشخاص الذين قد يكون لديهم معاناة تتعلق بإحدى الاضطرابات النفسية، إضافة إلى التركيز على نقطة جوهرية تتعلق بعدم تكرار تلك المفاهيم الخاطئة في وسائل الإعلام.
وأكد المحاضرون المختصون خلال الورشة على الدور الكبير لوسائل الإعلام في هذا المجال، والذي قد يكون سلاحا ذو حدين لجهة تناول مواضيع الصحة النفسية من مفهوم خاطئ يُحوِّل تلك الوسائل لمنصات تعلِّم سلوكيات جديدة (عن طريق المحاكاة) وبخاصة للأشخاص الذين قد يكون لديهم ميل لسلوك معين كالانتحار أو استخدام المواد المسببة للإدمان، حيث تشير الأبحاث إلى وجود صلة واضحة وقوية بين ارتفاع معدلات الانتحار على سبيل المثال وبين بعض أنواع التغطيات الإعلامية، ذلك أن التغطية الإعلامية الشاملة والمفصلة والحساسة للانتحار تترافق مع زيادة كبيرة في معدلاته، وبالتحديد إذا تضمنت هذه الأخيرة وفاة أحد المشاهير، وخصوصاً إذا ما تلا عملية الانتحار أي نوع من المكافآت في طرق التغطية (كزيادة الاهتمام العام بالحدث مثلاً) ليُصوِّر الانتحار على أنه نتيجة مرغوبة بدل من تصويره كخسارة مأساوية في الأرواح. الأمر الذي يرتب على الإعلامي ضرورة إدراك العمل الذي يقوم به فيما يتعلق بتغطية هذا النوع من المواضيع، ليّشدِّد المحاضرون في ختام الورشة على ضرورة متابعة هذا النوع من الورشات ضمن دورات متتالية لتمكين الإعلامي من مهاراته بشكلٍ مهني وعلمي.