حفل توقيع رواية “زهرة وسط الرماد” لآمال جحجاح
حمص- سمر محفوض
أقام فرع حمص لاتحاد الكتّاب العرب بالتعاون مع مؤسّسة صبا بيت الفن والأدب، حفل توقيع رواية “زهرة وسط الرماد” باكورة إصدارات الكاتبة الشابة آمال جحجاح وذلك في مقرّ الاتحاد بحمص.
تخلل الحفل شهادتان، للكاتب والقاص أيمن الحسن أمين سر فرع دمشق لاتحاد الكتّاب العرب، والكاتب والإعلامي عمر جمعة المشرف الأدبي لمؤسسة صبا.
في البداية أشار الكاتب جمعة إلى أن رواية “زهرة وسط الرماد” توثق يوميات الحصار والصمود والتضحية لقرية تمثل كلّ القرى والبلدات السورية التي تعرّضت للهجمات الإرهابية، مستندة إلى قصة واقعية عاشت الكاتبة بعض فصولها أثناء وجودها ضمن الحصار، وأهدت عملها الأول لأرواح الشهداء وقلوب الأمهات.
وأضاف جمعة: تصوّر الرواية حياة عائلة أم محمد المؤلفة من أب وأم وثلاثة أبناء، البنت الصغيرة فيها تحتاج عملية جراحية سريعة، والإرهابيون يمنعون خروج الأهالي والمرضى إلى المشافي، كما ترصد الجانب الأخلاقي المتفاني لبطل الرواية “حسين” في تخليه عن طموحه بالتحصيل الجامعي لمصلحة الاهتمام ومساعدة عائلته وأمه وأخته المريضة التي بدأ الانحناء يظهر في مشيتها ويجب أن تخضع للمعالجة فوراً ولا مجال للخروج من البلدة.
ونوّه جمعة ببطولة الشاب “حسين” الذي قاوم الحصار وانضمّ لإحدى لجان الدفاع الوطني لحماية قريته وحراسة حدودها ومن ثم استشهاده دفاعاً عنها، مؤكداً أن الكاتبة استطاعت أن تلتقط بعين الرائي أدق تفاصيل وأحداث الحصار، وتسلط الضوء على الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون باستهداف البنى التحتية والمدارس والمستشفيات، والسعي لتدمير إرادة السوريين وصمودهم، لذلك لا بدّ -برأيه- من دعم وتشجيع المواهب الشابة، لأنها توثق اليوم لذاكرة المستقبل، ولأن الكتابة أيضاً جزء مهمّ من إرادة المقاومة.
بدوره القاص والروائي أيمن الحسن أكد دعم اتحاد الكتّاب العرب للمواهب الشابة، وأن رواية “زهرة وسط الرماد” التي أبصرت النور، وهي العمل الأول للكاتبة، رواية توثيقية تحكي عن يوميات الحرب على سورية في بقعة جغرافية عانت الحصار والتجويع والإرهاب، فهي تملك بنية سردية مشدودة، الحكاية حاضرة فيها بشكل ممتع ولافت، مشيراً إلى بعض الملاحظات، حول ضرورة الاهتمام بالمكان والزمان لأنهما عنصران أساسيان، إضافة لبعض التفاصيل التي كان يمكن لها أن تغني الرواية.
وأكد الحسن أن سورية حافلة بالمواهب الحقيقية الواعدة بين اليافعين والأطفال، وعلى مؤسساتنا الثقافية الاهتمام بها ودعمها وتبنيها، وإن دلّت تلك الطاقات الإبداعية الكامنة على شيء فهو التأكيد على أن سورية التي تعرّضت لأشرس حرب مرت على التاريخ ما تزال بلد الثقافة والإبداع والتألق الحضاري، وقادرة على اجتراح مقومات الجمال والخلق.
وأشارت أمينة سر فرع حمص للاتحاد الشاعرة ريما الخضر إلى أن أي عمل إبداعي لا يكتمل حتى يلقي الناقد الضوء عليه ويشير لمواطن القوة فيؤكدها وللملاحظات التي تساعد الكاتب على تجاوزها، منوهة بما جاء في الندوة من آراء حول رواية “زهرة وسط الرماد” وضرورة توثيق يوميات الحرب في الفنون المختلفة كالقصة والرواية.
من جانبها الكاتبة آمال جحجاح بيّنت أن روايتها مستمدة من الواقع، وأنها عاشت الحصار وقامت بتوثيق فصول من سيرة ويوميات حوّلها الأهالي إلى ملاحم صمود وبطولة وصبر، موجهة التحية لأرواح الشهداء وآلام الجرحى الذين رسموا بدمائهم كل ألوان الحياة، والشكر أيضاً لمؤسّسة صبا التي تبنت الرواية وأصدرتها.
وأشار المدير المشرف على مؤسسة صبا الأستاذ محمد أديب إلى أن المؤسسة التي تتواجد في كافة المحافظات السورية، تقدّم الدعم للموهوبين وتقوم بتدريبهم عبر مختصين وصولاً لإنجاز العمل الأدبي أو الفني من طباعة ونشر وتقديم للجمهور مجاناً بشكل كليّ.