رياضةصحيفة البعث

صورة مهتزة لمنتخبنا الأولمبي في غرب آسيا.. وفوته يغيب عن التصريح!

خسارة مخيبة للآمال تلقاها منتخبنا الأولمبي أمام نظيره الفلسطيني بهدف نظيف في افتتاح مشواره في بطولة غرب آسيا التي تستضيفها مدينة كربلاء العراقية، في سيناريو مشابه لما حصل العام الماضي عندما خسرنا أمام المنتخب البحريني بهدفين لهدف مع اختلاف كبير أنها كانت التجربة الأولى لمدرب منتخبنا مارك فوته مع المنتخب الأولمبي، ورغم ضيق الوقت ومعاناة كبرى من وجود لاعبين بدلاء استطاع العودة والفوز في المباراة الثانية بشكل مميز أمام السعودية بهدفين لهدف أيضاً وتأهل للدور الثاني، وحصد في النهاية الميدالية البرونزية.

للأسف لن يستطيع الهولندي تكرار السيناريو ليس لأن المنافس قوي وأن المهمة مستحيلة، بل لأن العقلية التي يدار بها منتخبنا غير منطقية وتطرح العديد من التساؤلات، والبداية من التشكيلة التي تعتبر الأقوى بحسب تقديرات فوته وفيها تغيير واحد فقط عن التشكيلة التي لعبنا بها أمام لبنان في ثاني لقاءاتنا الودية واستطعنا الفوز بجدارة، التغيير كان بالاعتماد على لاعبنا المغترب عمار رمضان على حساب لاعب الأهلي فواز بوادقجي، مع تسليم عمار رمضان شارة القيادة بدلاً من النجم محمد ريحانية.

هذا التغيير الوحيد شكل فارقاً كبيراً في مردود لاعبينا، وكأن اللعب كله يدور حول رمضان والمطلوب تحويل الكرات له وهو سيتكفل بالباقي، هذا النهج أربك خطوطنا كثيراً عندما ضيّق المنتخب المنافس الخناق على مهاجمنا، لتنعدم الحلول ونعجز عن الوصول لداخل منطقة الجزاء الفلسطينية، وكان الأجدى به إرجاع رمضان للخلف قليلاً والاعتماد على مهاجم صريح مع التغيير في خط الوسط في وقت مبكر، لكن من عيوب فوته التأخر في إيجاد الحلول- إن وجدها- وفي سيناريو آخر يمكن له الإبقاء على رمضان خارجاً والزج به في الشوط الثاني كورقة رابحة كانت ستؤتي أكلها بالتأكيد.

فوته الذي عرف بعناده وتشبثه برأيه مع منتخب الشاب وإصراره على خياراته، وجد نفسه مرةً أخرى دون حلول أمام منتخب قاتل منذ الدقيقة الأولى وكأنه يلعب النهائي، لم يملّ ولم يكلّ حتى صافرة النهاية، ومثل هذه المواجهات لها طابع خاص يربح فيه الفريق ذو الإرادة الأقوى، وللأسف لم يكن منتخبنا الذي عرفناه نحن، وكيف يكون وتصريحات مدربنا رفعت سقف الرهان حتى التتويج في البطولة، فدخلنا وكأن الفوز على منتخب متواضع مسألة وقت.

لكن ما يقلل من حنق شارعنا الرياضي أننا هذه المرة لم نسمع تصريحاً غريباً من المدير الفني لكرتنا بعد المباراة ولم يتمّ نشر أي شيء يخصّ المباراة على الصفحة الرسمية لاتحاد اللعبة، في تخوف واضح من الانتقادات والهجوم على أداء المدرّب أكثر من اللاعبين في انتظار أعجوبة الفوز على المنتخب الإيراني لنتخم من التطبيل والتزمير.

ما نحن متأكدون منه أن خروج منتخبنا الأولمبي من الدور الأوّل يجب أن يترافق معه إجراءات أكثر صرامة فيما يخصّ مستقبل المدرب الهولندي فمن “يجرب المجرب….”.

سامر الخيّر