مجلة البعث الأسبوعية

طارد طبيعي جديد يقلل من خطر لدغات البعوض

“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا

تلك أخبار جيدة وفي الوقت المناسب! قبل أسابيع قليلة من الصيف، أعلن باحثون فرنسيون أنهم طوروا طارداً طبيعياً من شأنه أن يقلل من خطر لدغات البعوض بنسبة 99.4٪.

تعتبر مكافحة لدغات البعوض معركة صعبة ولكنها ضرورية لأن هذه الحشرات الصغيرة يمكن أن تنقل أمراضاً خطيرة محتملة في مناطق معينة من العالم (حمى الضنك، الملاريا، شيكونغونيا.. إلخ). وفي حين أن بعض المواد الطاردة للحشرات أكثر فعالية من غيرها، إلا أن أياً منها لا يحمي تماماً من اللدغات. وقد كشفت دراسة نشرت مؤخراً في مجلة “بيناس نيكزس” أنها طورت محلولاً طارداً يتكون من عنصرين طبيعيين: السليلوز والإندول. السليلوز هو المكون الرئيسي لجدار العديد من النباتات. والإندول مركب عطري موجود في أزهار معينة.

 

الحماية الميكانيكيةوالتمويه الكيميائي

ووفقاً لجوناثان بوهبوت، المؤلف المشارك للدراسة، فإن هذا المزيج يوفر “حماية ميكانيكية” ضد لدغات البعوض ويعمل بمثابة “تمويه كيميائي”. وبشكل ملموس، يشكل هذا المنتج الجديد درعاً يمنع روائح الجسم التي يحبها البعوض. وحتى لو كانت بالقرب من البشر، فهي لن تعضهم لأن “الرادار” الخاص بها لن يكتشف أي رائحة للجسم. ويضمن الباحثون أيضاً أن الحماية التي يوفرها منتجهم أكثر متانة من تلك التي توفرها المواد الطاردة التقليدية.

تم اختبار طارد الحشرات معملياً لقياس فعاليته. قام أحد العلماء أولاً بتطبيق طبقة من بلورات السليلوز النانوية على يده قبل أن يزلقها في قفص مليء بالبعوض. وجد الباحثون أن السليلوز يقلل من خطر اللدغات بنسبة 80٪. كرروا العملية بدمج السليلوز مع الإندول. وهذا قلل من خطر اللدغات بنسبة 99.4٪. لاحظ الباحثون أيضاً أن السليلوز ساعد في الاحتفاظ بهيدروكسيد الأمونيوم، وهو أحد المركبات العضوية المتطايرة في الجلد، والتي تجذب البعوض.

 

وصفة لا تعرف آثارها المحتملة على الصحة

يجب القيام بمزيد من العمل قبل التسويق المحتمل. وإذا كان مؤلفو الدراسة يأملون أن يكون هذا الطارد الجديد متاحاً للبيع في العام المقبل، فإن عالم الحشرات جريجوري لامبرت لا يبدو مقتنعاً تماماً، فقد أكد في مقابلة مع صحفية أن “هذه النتائج يمكن أن تكون واعدة، ولكن لا يزال هناك الكثير من الخطوات التي يجب اتخاذها”.

يشير لامبرت إلى نقص المعلومات المتعلقة بالآثار المحتملة لهذا الخليط على الصحة. ومع ذلك، لا يمكن طرح منتج في السوق دون أي دراسة تؤكد عدم ضرره.

خطوة أخرى ضرورية لتسويق هذا الطارد الجديد: الاختبارات في الظروف الحقيقية. وهنا يتساءل لامبرت: “هل ستكون النتائج مماثلة لدى البعوض “البري” والبشر المتحركين؟”.