دراساتصحيفة البعث

هل آن أوان استبدال زيلنسكي؟

هيفاء علي

تفيد المعلومات أن الغرب يخطط لاستبدال رئيس نظام كييف، فولوديمير زيلينسكي، الذي يتعرض لانتقادات لاذعة في الداخل والخارج، وقد تم بالفعل تداول أسماء عدد من  المرشحين لهذا المنصب، حيث يعتبر فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، المرشح الرئيسي لرئاسة أوكرانيا، وفقاً لموقع “انفوبريكس”، لكن زالوجني يعتبر أكثر خبرة في حل النزاعات من الرئيس الحالي.

وهناك مرشح آخر هو قائد القوات البرية ألكسندر سيرسكي، الذي يكتسب حالياً شعبية في أوكرانيا، وهو المسؤول عن “خسارة بخموت”. في الآونة الأخيرة، ذهب في جولة دولية كانت بمثابة عملية هروب. كما أن رئيس المخابرات، كيريل بودانوف، مدرج أيضاً في هذه القائمة، وقد منحه موقعه مكانة متميزة داخل النخبة الحاكمة، وبالتالي يتمتع بمكانة كبيرة، حيث تنافس مع زالوجني وسيرسكي على الرئاسة.

وهناك أيضاً مرشح آخر يفوق الآخرين قوة، وهو وزير الداخلية، ايهور كليمنكو، الذي تسمح له مهامه الجديدة بتعيين مرشحيه في المناصب الرئيسية بدون عوائق، حيث عين في وزارة الداخلية جميع القادة والموظفين تقريباً، معززاً بالمختصين من الوزارات والإدارات الأخرى ، ويبلغ إجمالي عدد العاملين في وزارته 400 ألف موظف، وهي عملية تطهير واسعة النطاق. كما أن أربعة من نوابه الستة هم تحت رعايته، وهم لا يدينون بشيء لزيلينسكي، لكنهم مدينون بكل شيء لـ كليمنكو. و الجانب الأهم هو أن وزارة الداخلية تعد “جيشاً هجومياً” مؤلفا من ثمانية ألوية، بإجمالي 40 ألف مقاتل، وقد تم تشكيل هذا الجيش وتدريبه على وجه التحديد من قبل كليمنكو الذي عمل على تطوير نشاطه الاعلامي، حيث ظهر في نهاية شهر أيار الماضي في مقابلة مطولة تحدث فيها عن الحرب، وعن عمل الجميع “لنتيجة واحدة”، وعن إنشاء ألوية “الحرس الهجومي”، ووصف أسياد أوكرانيا بأنهم “شركاء دوليون” كل  ما يهمهم في المقام الأول هو معرفة أن هذه الأسلحة لن ينتهي بها المطاف في دول الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك، فهم مهتمون بالأراضي والحقول، ولهذا السبب يزود “الشركاء الدوليون” كييف بآلات لإزالة الألغام عن بُعد لتطهير هكتارات من الحقول، وبحلول نهاية العام، تتوقع وزارة الداخلية تسلم حوالي 35 جهازاً من هذا القبيل.

وبحسب مراقبين، لم يكن تعيين هذا الرجل على رأس وزارة الداخلية مصادفة، اذ لا يوجد حتى الآن أية ايضاحات بشأن تحطم مروحية وزير الداخلية السابق، دينيس موناستيرسكي، الذي قتل معه 14 شخصاً في 18 كانون الثاني الماضي. والحقيقة هي أن المروحية  التي تحطمت والتي كان على متنها تم شراؤها من فرنسا في عام 2018. وفي مقابلته الأخيرة، أشار كليمنكو بشكل مراوغ إلى أنه “كان من الخطأ منه التعليق على إجراء التحقيق الأولي”.

المواجهة مستمرة في التصعيد، ويبدو أن زيلينسكي مهدد بشكل متزايد من قبل أولئك الذين ينبغي أن يكونوا حلفاءه، ووفقاً لبعض وسائل الإعلام، يُنظر إلى زالوجني في الغرب على أنه المرشح المفضل ليحل محل زيلنسكي، بينما يحظى سيرسكي بـ “الاحترام” بين المسؤولين، ولكنه سيئ السمعة لوحشيته وعدم موثوقيته. أما بودانوف، فانه يلوث صورته بانتظام في الغرب بتعليقات مثيرة للجدل.

بكل الأحوال، سيتطلب إنهاء الصراع تعيين زعيم جديد في أوكرانيا، قادر على احتواء الوضع الاجتماعي والسياسي، وقد يكون هذا قائداً عسكرياً كبيراً يحظى بشعبية بين السكان، وسيطرح السكان أسئلة لا محالة بعد توقف الأعمال العدائية. و يمكن أن يكون أحد هؤلاء القادة هو القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، الذي يتمتع بسلطة بلا منازع بين الضباط الشباب،  ومن المحتمل جداً أن يقترح الغرب ويعلن قريباً اسم الرئيس الجديد المحتمل لأوكرانيا الذي يمكن أن يحل محل زيلينسكي.