التحول الرقمي لتنظيم عمل القطاع الأهلي.. وتفعيل تقديم الخدمات عبر منصة “تشارك”
دمشق- ميس خليل
يمتدّ نشاط المنظمات غير الحكومية ليشمل كافة نواحي المجتمع، حيث إن الهدف الرئيسي من نشاط هذه المنظمات تلبية الاحتياجات المجتمعية، وتقوم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بشكل رئيسي بتوفير الدعم والتسهيلات اللازمة لتعزيز أدوار المنظمات غير الحكومية في أداء أدوارها.
محمود الكوا مدير المنظمات غير الحكومية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أوضح لـ”البعث” أن المنصة الوطنية للمنظمات غير الحكومية “تشارك”، والتي تمّ إطلاقها منذ مدة ليست ببعيدة تشكل استمراراً للعمل الذي بدأ منذ سنوات على مشروع تطوير بيئة عمل المنظمات غير الحكومية في سورية برعاية وإشراف من السيدة الأولى أسماء الأسد، والذي يهدف إلى تمكين المنظمات غير الحكومية وتعزيز دورها، وتهيئة البيئة المناسبة والفعّالة لها لتكون شريكاً حقيقياً وفاعلاً مع مؤسسات القطاع الحكومي والخاص في مجالات التعافي وإعادة الإعمار والعمل التنموي في سورية.
وبيّن الكوا أنه يتمّ العمل حالياً على تعزيز وتفعيل عمل المنصة بشكل دائم، خاصة وأنها تشكل منصة إلكترونية تفاعلية للمنظمات غير الحكومية الوطنية، وتوفر مجموعة من الخدمات والمعلومات التي تحتاجها المنظمات لتحسين أدائها وقدرتها على تحقيق أهدافها، وكذلك تقديم مختلف أنواع الخدمات لتنمية مواردها، مشيراً إلى أن منصة “تشارك” تهدف بالمرحلة الحالية بشكل رئيسي إلى توفير مساحة للمنظمات غير الحكومية لنشر أنشطتها والترويج لبرامج عملها ومشاريعها، كما تشكل نافذة مهمّة لدعم موارد المنظمات غير الحكومية من خلال إتاحة إطلاق حملات جمع التبرعات على المنصة ووصولها لأوسع نطاق ممكن دعماً لجهودها، كما توفر المنصة بنسختها الحالية طيفاً واسعاً من الخدمات (عرض فرص العمل، وفرص التطوع بالمنظمات، إضافة إلى توفير نافذة لتشبيك الجهد المشترك فيما بينها)، وكل ذلك تمهيداً لتوفير جملة من الخدمات المبسطة (في مرحلة لاحقة) كجزء من سياسة التحول الرقمي لتقديم الخدمات، ما ينعكس إيجاباً لجهة مزيد من الشفافية والمرونة والتيسير بمعالجة طلبات المنظمات غير الحكومية، كما أنها خطوة لتنظيم عمل القطاع الأهلي، وتفعيل تشاركيته مع باقي القطاعات.
وذكر الكوا أن نشاطات القطاع الأهلي تنوّعت منذ بداية الحرب على سورية وما قبلها بطيف واسع من الأنشطة التي شكلت جهداً رديفاً للجهد الحكومي في تأمين الاحتياجات والخدمات الأساسية للفئات الأكثر حاجة في المجتمع، ولعبت هذه المنظمات دوراً مهماً بالنشاط الإغاثي خلال سنوات الحرب، وكان الدور أكثر وضوحاً خلال كارثة الزلزال، حيث قدّمت المنظمات غير الحكومية الدعم بالعديد من الخدمات الإغاثية كاستجابة سريعة لكارثة الزلزال بحيث تمّ تقديم ما يزيد عن ١٢٠ قافلة بحمولة تزيد عن ٣٠٣٤ طن مساعدات متنوعة، و١١ مطبخاً ميدانياً وكرفانات طبية على مدار الساعة.