أخبارصحيفة البعث

مؤتمر الباحثين في الوطن والمغترب.. مساعٍ لإيجاد شراكات بحثية وتطبيقية

دمشق – سانا   

انطلقت صباح اليوم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق أعمال المؤتمر الخامس للباحثين السوريين في الوطن والمغترب لعام 2023، الذي تنظمه الهيئة العليا للبحث العلمي بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين والجامعة الافتراضية السورية والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، تحت عنوان (مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب.. نحو اقتصاد وطني قائم على المعرفة).

ويهدف المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام إلى توفير بيئة تواصل فاعلة ومستدامة بين الباحثين السوريين في الوطن والمغترب، للوصول إلى شراكات بحثية وتطبيقية فاعلة، حيث يشارك فيه أكثر من 60 باحثاً سواء بالحضور الشخصي أو الافتراضي (عن بعد)، وستتركز مشاركاتهم على نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة وبناء القدرات في مجالات المعلومات والاتصالات والأنظمة الذكية والبناء والتشييد والطاقة والبيئة والتكنولوجيا الحيوية والنانوية وبيئة الأعمال والاستثمار.

معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتورة فادية ديب أكّدت أن أهمية البحث العلمي تكمن في مخرجاته التي تسهم في دعم التنمية المستدامة بما يخدم المجتمع، مشيرةً إلى أن تحقيق هذا الهدف بدأ منذ عام 2019 ضمن الخطة الوطنية لتمكين البحث العلمي في سورية، حيث دعمت الهيئة العليا للبحث العلمي في السنوات الماضية حوالي 60 مشروعاً بحثياً تطبيقياً بالتعاون مع وزارات الدولة المختلفة بتمويل يقارب المليار ليرة سورية، كما دعم صندوق البحث العلمي والتطوير التجريبي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عدداً كبيراً أيضاً من الأبحاث التنموية.

ولفتت الدكتورة ديب إلى الحاجة الماسة لإصدار قانون لتحفيز البحث العلمي، بحيث نزيد من كفاءة العمل لخبراتنا الوطنية العاملة في الجامعات والهيئات والمراكز البحثية، ونقدّم لها التحفيز الحقيقي لاستثمار ما تملكه من معرفة، سعياً لبناء اقتصاد قائم على المعرفة يرفد الاقتصاد الوطني.

وقدّم الدكتور مجد الجمالي المدير العام للهيئة العليا للبحث العلمي عرضاً بعنوان (البحث العلمي وتعزيز رأس المال الفكري الوطني)، بيّن فيه ارتباط البحث العلمي ونقل التكنولوجيا مباشرة مع نمو الناتج المحلي الإجمالي.

واستعرض الجمالي بعضاً من نشاطات الهيئة العليا للبحث العلمي، ولا سيما دعم البحوث التنموية وفقاً لأولويات السياسة الوطنية للعلم والتقانة والابتكار ونشاط المكتب الوطني واللجنة الوطنية لنقل التكنولوجيا، مقدّماً عدداً من المقترحات لتعزيز التواصل مع الباحثين السوريين المغتربين، مثل إعداد استراتيجية للتعاون والتشبيك مع الباحثين السوريين المغتربين وخلق الأدوات لتعزيز التواصل معهم، والاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول في جذب الباحثين والخبراء المغتربين كالصين والهند وكوريا الجنوبية، وإحداث برامج جاذبة للباحثين السوريين المغتربين.

ولفت الجمالي إلى أن الدورة الخامسة من المؤتمر تركّز على محورين نوعيين هما البناء والتشييد استجابة لكارثة الزلزال الذي تعرّضت له سورية في شباط الماضي، ومحور بيئة الأعمال والاستثمار الذي يركز على الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين الدكتور عماد مصطفى، تحدّث عن الدور الداعم والمساند الذي قدّمته الوزارة لإنجاح المؤتمر عبر التواصل مع الجالية السورية في الخارج، وعبر دعوة الباحثين الشبان والمبدعين والمبتكرين السوريين المغتربين للمشاركة بشكل أقوى وتمكينهم من تحقيق أهداف المؤتمر.

رئيس الجامعة الافتراضية السورية الدكتور خليل عجمي، أشار إلى ضرورة خلق شراكة بين الباحثين السوريين في الوطن والمغترب، تمهيداً لإمكانية إنشاء مشاريع مشتركة تساعد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية، لافتاً إلى أهمية زيادة مشاركة الباحثين في الخارج من أجل بلورة مشاريع أكثر فائدة وحيوية للاقتصاد الوطني.

أمين المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا عضو اللجنة التوجيهية للمؤتمر الدكتور إبراهيم شعيب، أوضح أن المؤتمر شهد منذ انطلاقته عام 2019 إقبالاً متزايداً وفاعلاً مع الباحثين المغتربين في الخارج، حيث تم الوصول إلى أوراق بحثية ذات قيمة تطبيقية وعلمية كبيرة يمكن الاستفادة منها في سورية لدعم الاقتصاد الوطني.

وتركّزت الجلسة الأولى على محور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأنظمة الذكية، حيث قدّم الدكتور طوني سلوم محاضرة عبر الإنترنت من الصين بعنوان (تكييف قانون التحكّم بي آي دي لتحسين أداء الشبكات العصبونية للتنبّؤ بالأحداث التسلسلية.. حالة التنبؤ بالطلب على المياه)، بينما قدّم المهندس فراس زوباري من الصين أيضاً بحثاً بعنوان (تقييم مشغولية طبقة التحكم كمعامل لقابلية التوسع في الشبكات المعرفة برمجياً)، ومن فرنسا قدّم الدكتور أحمد قرفول عرضاً بعنوان (استراتيجية فعّالة في تحديد الشبكات الدماغية في حالة مرض الصرع).

كذلك تركّزت الجلسة الثانية على محور بيئة الأعمال والاستثمار، حيث قدّم الدكتور محمد حمد العكله من لبنان محاضرة حول (دور الاستثمار الأجنبي في إعادة إعمار سورية)، بينما قدّمت الدكتورة ليندا إسماعيل من طرطوس بحثاً بعنوان (اختبار تعادل القوى الشرائية في سورية باستخدام اختبارات جذر الوحدة غير الخطية)، وقدّم الدكتور لؤي صالح من دمشق بحثاً حول (توظيف نهج الابتكار التشاركي المفتوح لتعزيز الشراكة البحثية بين الباحثين السوريين في الوطن والمغترب).

وستقوم الهيئة بنشر الأوراق البحثية المتميزة في مجلة العلم والابتكار السورية المعتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والمختصة بنشر أوراق بحثية متميزة ومؤثرة في مختلف المجالات العلمية، إضافة إلى مقالات الرأي والتحليل العلمي لأبحاث وكتب نشرت حديثاً.

ويرافق أعمال المؤتمر معرض للملصقات العلمية يتضمن 16 ورقة علمية.

حضر افتتاح المؤتمر محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي، وعدد من معاوني الوزراء وأعضاء مجلس الشعب ورؤساء الجامعات الحكومية والخاصة ومديري الهيئات والمراكز العلمية البحثية، ورؤساء وممثلي المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والباحثين المعنيين.

يُذكر أن الهيئة العليا للبحث العلمي نظّمت المؤتمر الأول للباحثين السوريين في الوطن والمغترب عام 2019.