أخبارصحيفة البعث

ما الذي يعنيه نفاد مخزونات الناتو من السلاح؟

تقرير إخباري:

لا شك أن الحرب التي شنّها حلف شمال الأطلسي “ناتو” على روسيا عبر أوكرانيا بالوكالة، بدأت تستنزف مخزونات الدول الغربية من السلاح بشكل هائل، وهذا ما بدأ المسؤولون الغربيون يفصحون عنه بشكل مستمر، وإذا كان هذا الأمر يشكّل في بدايته مصدراً للمال بالنسبة لشركات الأسلحة الأمريكية التي استفادت كثيراً من هذا الأمر، فإن وصول الصراع، إذا صحّ التعبير، إلى هذه المرحلة التي اضطرّت فيها الدول الغربية إلى التخلّي عن أسلحتها الثقيلة لمصلحة الجيش الأوكراني في المعركة الدائرة هناك، وفقدان المسلحين الأوكرانيين هذا السلاح على أرض المعركة بفعل هزائمهم المتكرّرة في الجبهات، وفشل هجوماتهم المضادة، كانت له أصداء مرعبة داخل هذه الدول، وخاصة بعد أن عرضت وسائل الإعلام الروسية صوراً لدبابات ليوبارد ومدرعات برادلي المدمّرة والمستولى عليها أثناء الهجوم الأوكراني المضاد الذي فشل على جميع الجبهات، ومن هنا راحت هذه الدول تتفنّن في إرسال أعداد أكبر من الذخيرة والسلاح ظنّاً منها أن ذلك يمكن أن يغيّر شيئاً على الأرض.

ولكن اصطدام دول الحلف بحقائق الميدان التي تشير إلى تحطم أسلحتها هناك بشكل يومي، جعل أغلبها يفكّر جدّياً في حقيقة أن هذا النقص في السلاح يمكن أن يكون سبباً مباشراً في هزيمة جيوشها في أيّ مواجهة مقبلة مع الجيش الروسي، وخاصة أن الانخراط الغربي في المعركة بلغ ذروته ولم يعُد ممكناً السكوت عن هذا التورّط، ومن هنا كشفت مجلة “شبيغل” الألمانية عن نقص حاد في الاحتياطيات العسكرية الاستراتيجية لألمانيا بعد تسليمها جزءاً كبيراً من مخزون مدفعية الجيش لأوكرانيا.

وقالت المجلة: إن وزير الدفاع، بوريس بيستوريوس، يسعى لشراء المزيد من الذخيرة بشكل أسرع لملء المستودعات الفارغة إلى حدّ كبير.

ووفقاً لـ”شبيغل”، فإن الوزارة تخطّط لتقديم تسعة عقود إلى لجنة الميزانية في البوندستاغ قبل العطلة الصيفية البرلمانية، من أجل شراء ذخيرة مدفعية ودبابات، حيث ينبغي أن توافق اللجنة على جميع مشتريات البوندسفير، التي تزيد قيمتها على 25 مليون يورو، قبل العطلة الصيفية.

وحسب المجلة، تخطط برلين في السنوات المقبلة لزيادة مخزون ذخيرتها من عيار 155 ملم إلى 230 ألف وحدة من أجل تلبية معايير الناتو، فيجب أن يكون لدى الدولة إمدادات تغطي مدة 30 يوماً من القتال المكثف.

وشكّكت المجلة في قدرة ألمانيا، وهي أكبر خزانات الحلف من السلاح، على إنتاج هذه الكمية بشكل سريع، مشيرة في السياق إلى أن استخدام الذخيرة أثناء التدريبات وإرسال شحنات إضافية محتملة إلى أوكرانيا سيؤدّي إلى انخفاض في عدد الطلقات، كما ذكرت “شبيغل” أن عقود الذخائر التي تعتزم الوزارة تقديمها إلى اللجنة تتضمّن، لأول مرة، ما يسمّى “بند الإمداد للأزمة أو الحرب”، الأمر الذي يؤكّد أن الغرب مدركٌ أنه سيصطدم في النهاية مع روسيا في مواجهة مباشرة لم يكن يحسب حسابها مطلقاً.

هذا الأمر بالمحصلة ربّما ينسحب على مخزونات جميع الدول الغربية المنخرطة بشكل مباشر في إذكاء الصراع في أوكرانيا، ومن هنا صعّدت هذه الدول مؤخراً من إمداد النظام الأوكراني بالسلاح تحسّباً لهزيمة النظام الأوكراني التي ستعني بالمحصلة هزيمة الناتو الخصم الحقيقي لروسيا في هذه الحرب، ما يعني أنه سيجد نفسه “أي الناتو” في النهاية في مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي، وهو الأمر الذي بات الجميع يخشاه بالنظر إلى عجز العتاد الغربي بالكامل عن تحقيق أي خرق في الجبهة، فضلاً عن إدراك الدول الغربية عدم قدرتها على مواجهة الجيش الروسي المنتصر في أوكرانيا بعد أكثر من عام على دخوله في هذه المعركة التي فضح فيها الناتو جميع خططه العسكرية، والأهم أن هزيمة الناتو ستكون هي النهاية الفعلية له وللنظام الغربي بالكامل.

طلال ياسر الزعبي