في الدوري الكروي الممتاز .. التعاقدات مع اللاعبين عشوائية وبأرقام فلكية الصفقات الكثيرة لم تقدم أي إضافة للأندية ولم تنقذ من أي خطر
البعث الأسبوعية- ناصر النجار
فتح اتحاد كرة القدم الباب على مصراعيه أمام الأندية لتختار ما تشاء من لاعبين دون أي قيود أو موانع وأكثر ما لجأ الاتحاد إليه هو شرعية التعاقد وأن يكون بين الطرفين بشهادة من يوكله اتحاد الكرة على هذا العقد، وهذا الأمر رفع أسعار السوق وبات اللاعب ينتظر العقد الأدسم وخصوصاً أن عدد اللاعبين الجيدين في الدوري بات قليلاً ولا يمكنه أن يغطي كل الأندية، لذلك تسابقت الأندية نحو اللاعبين النخبة مما أدى إلى رفع الأسعار بشكل غير مسبوق.
والتنقلات كانت على أنواع عدة، من نادٍ لأخر محلياً سواء عن طريق التنازل النهائي أو الإعارة، وانتقال من ناد خارجي إلى نادٍ محلي، وثالث الانتقالات كانت تخص اللاعبين العرب والأجانب.
بشكل تقريبي التنقلات بين الأندية باللاعبين المحليين تجاوزت الـ 120 لاعباً وهو رقم كبير يشير إلى خلل في نظام النادي الداخلي بوجود دفعة كبيرة من اللاعبين الجدد مطلع كل موسم وسوء ذلك يكمن بعملية انسجام اللاعبين مع بعضهم البعض الذي يحتاج إلى وقت طويل، ناهيك عن موضوع جاهزية اللاعبين، فقد تكون متفاوتة من لاعب إلى أخر، والمشكلة هذه سيعاني منها المدرب في عملية التأهيل الفردي قبل أن يدخل في عمق التدريب الجماعي.
لذلك نجد أن العمل في الأندية يفتقد إلى المقومات الصحيحة لأن موضوع كرة القدم ليس موضوع سطحي والسلام، فالموضوع أكبر من ذلك بكثير، اليوم صارت كرة القدم تؤمن بالعلم والنظريات الموضوعة، لذلك نسأل إدارات الأندية هل يتم التعاقد مع المدربين وفق الاسم أم وفق الحاجة، أم وفق أسلوب المدرب؟
هناك لاعبون قد لا ينسجمون مع مدرب الفريق لاختلاف الأسلوب، وهناك لاعبون قد لا ينسجمون مع بعضهم مهما طالت فترات التدريب التي تجمعهم، لذلك نجد أن النتائج التي تحصدها الفرق لا تتوافق مع التعاقدات ولا توازي حجم المال المدفوع.
وعلى سبيل المثال فإن بطل الدوري الفتوة تعاقد هذا الموسم مع عشرين لاعباً وهذا الرقم لا مبالغة فيه وموجود لدينا بالاسم، ومع ذلك لم يقدم الفتوة المطلوب منه على صعيد الأداء والمستوى الذي يتوازى مع حجم التعاقدات، حتى أنه تعثر أكثر من غيره في المباريات فكان محتاجاً لأخطاء تحكيمية بالغة ليفوز على الجزيرة! وخسر أمام الجيش وأمام الطليعة وأمام تشرين.
هذا الوصف لا يقلل من حجم فوز الفتوة باللقب إنما الغاية منه أن تأسيس فريق بطل لا يحتاج هذا الحشد من اللاعبين وكل هذا الانفاق، إنما يحتاج إلى فكر كروي متطور يضع اللاعب المناسب في المكان المناسب، ويختار المدرب المناسب لقيادة هذا الفريق.
لذلك نقول: كرتنا عشوائية وهي تفتقد إلى التخطيط والبرمجة وإلى الثقافة الكروية والمشكلة أن أغلب من يقودها في الأندية دخيل على الرياضة وعلى كرة القدم.
لغة الأرقام
تعاقدت الأندية مع اللاعبين منذ بدء الموسم الكروي حسب التالي: 23 لاعباً في الفتوة فسخ عقد ثلاثة منهم قبل انطلاق الدوري، الوحدة 13 لاعباً وأثنان أجانب، تشرين 13 لاعباً وواحد أجنبي وفسخ عقود أربعة لاعبين منتصف الذهاب، المجد 12 لاعباً، حطين والوثبة 11 لاعباً ومع الوثبة لاعبان من الخارج، الكرامة 13 لاعباً ولاعب أجنبي، أهلي حلب وجبلة تسعة لاعبين ومع اهلي حلب ثلاثة لاعبين أجانب، والجيش ثمانية لاعبين والطليعة سبعة لاعبين.
الكارثة الكبرى التي قد لا تؤخذ بعين الاعتبار أن كل التعاقدات الجديدة غادر بمقابلها عدد أكبر من اللاعبين، أي إن الفرق غيرت لاعبيها كلهم هذا الموسم وللأسف هي عادة دائمة، لذلك فإن الاضطراب والتبديل والتغيير المستمر في صفوف الفرق لا يولد حالة من الاستقرار الفني وهو لا يؤدي كمحصلة عامة إلى تطوير الفرق، لأن المدرب سيبدأ مع الفريق في كل موسم من نقطة الصفر بوجود هذا الكم الكبير من اللاعبين الجدد، وإذا علمنا أن التغيير يطول المدربين أيضاً وبكثرة وضمن الموسم الواحد لأدركنا لماذا كرتنا متراجعة ومتخلفة ولماذا الدوري ضعيف.
22 لاعباً
رصدنا (22) لاعباً عاد هذا الموسم من رحلة الاحتراف الخارجي، بعض اللاعبين من النوع الجيد، وبعضهم لاعبي دوري، وللأسف فإن أغلب اللاعبين الجيدين بلغوا سن الاعتزال ومن المفترض أن تبحث الأندية عن البديل من خلال المواهب الشابة.
الفتوة عقوده جيدة فتعاقد مع نخبة لاعبي الدوري والمنتخب وفي مقدمتهم: علاء الدين الدالي القادم من العربي الكويتي وسعد أحمد من الدوري العراقي وثائر كروما من نفط البصرة وغادر ثائر في الذهاب إلى العين السعودي وعاد إلى الفتوة في الإياب.
أهلي حلب تعاقد مع أحمد الأشقر القادم من الحد البحريني، تشرين تعاقد مع خمسة لاعبين: استعاد عبد الرزاق محمد بعد رحلة احترافية قصيرة مع الكرخ العراقي، وتعاقد مع مؤيد الخولي قادماً النصر العماني، وكل من باهوز محمد وزيد غرير من زاخو العراقي وأحمد المنجد من معان الأردني، وجاره حطين تعاقد مع الحارس خالد حجي عثمان قادماً من القلوة السعودي.
أما الجيش فتعاقد مع عبد الهادي شلحة قادماً من الكرخ العراقي ومحمد البري قادماً من زاخو العراقي ويوسف محمد من أهلي البحرين ثم غادر محترفاً منتصف الذهاب، فيما الكرامة استرجع لاعبيه عبد الله جنيات من الجيل السعودي وعمرو جنيات من المنامة البحريني.
وجبلة استرجع هدافه محمود البحر من البحرين وتعاقد مع حميد ميدو من السيب العماني، والمجد استرجع لاعبه كنان نعمة من العراق وتعاقد مع سامر خانكان قادماً من الأردن والطليعة تعاقد مع لاعبه عمار فخري من التعاون الإماراتي وعلاء حمادة من الصفاء اللبناني.
الملاحظة المهمة ان العديد من هؤلاء اللاعبين وغيرهم يعتبرون النادي المحلي محطة لهم، ودائماً يضعون شروط الاحتراف الخارجي كبند أساسي يخوله المغادرة في أي وقت يشاء، والملاحظة الأخرى أن هناك سماسرة همها تصدير اللاعبين إلى أي نادٍ ولو كان درجة ثانية أو ثالثة في العراق أو الخليج العربي، لذلك نلاحظ أن أغلب لاعبينا لا يستطيعون الحصول على فرص مهمة مع أندية كبيرة ولو كانت هذه الأندية في لبنان والأردن والعراق، لذلك صار لاعبنا سلعة بين يدي السماسرة وهذه الأندية، والمشكلة أن همّ لاعبينا بات الحصول على فرصة احترافية ولو بنادٍ ضعيف وقيمة عقد أضعف.
تسعة محترفين
الشيء الجديد في هذا الموسم أن اتحاد كرة القدم فتح باب التعاقد مع مدربين ولاعبين عرب وأجانب بعد ان كان ذلك غير مسموح في السنوات العشر الماضية بسبب الأزمة وظروفها وتم التعاقد مع مدرب واحد وتسعة لاعبين على الشكل الآتي:
المدرب الوحيد كان المدرب الصربي سنيسيا دوبرافيتش وتعاقدت معه إدارة نادي الوحدة التي كان يرأسها أنور عبد الحي، وعندما جاءت إدارة نادي الوحدة الجديدة أقالته.
أما أفضل التعاقدات مع اللاعبين كانت تعاقدات نادي أهلي حلب، حيث تعاقد مع المهاجم النيجيري أوكيكي ثم تم فسخ التعاقد معه منتصف رحلة الذهاب بعد ست مباريات والسبب خلاف مالي، أوكيكي غادر إلى العراق محترفاً، وسجل أربعة أهداف واحد من ركلة جزاء وكان وجوده ضرورياً لسد فراغ عدم وجود مهاجمين بالفريق، إدارة النادي عوضت عنه بالميركاتو الشتوي وتعاقدت مع المهاجم السنغالي بابا سالا الذي كان مقبولاً وسجل خمسة أهداف في الإياب، أيضاً تعاقدت إدارة النادي مع المدافع الغاني أدجي الذي ملأ مركزه وكان من أفضل لاعبي الدفاع بالدوري.
من جهته تشرين تعاقد مع المهاجم البرازيلي وايرلي دي اوليفيرا قادماً من الخابورة العماني، لكنه لم يثبت وجوده وتم فسخ عقده بعد خمس مراحل من الذهاب، والوثبة تعاقد مع مهاجمه السابق البرازيلي جاجا، حيث لعب في الكثير من المباريات في الشوط الثاني وكان يشغل مركز الوسط وهو أيقونة النادي ومحبوب جماهيره رغم اقترابه من عمر الأربعين ليسجل للوثبة ثلاثة أهداف في الكأس.
في الميركاتو الشتوي تعاقدت إدارة النادي مع اللاعب الأردني أمية المعايطة، ولم يظهر كثيراً في المباريات وسجل هدفاً في مباراة الفريق بالكأس مع جيش حلب بالدور الثاني.
الوحدة تعاقد مع لاعب رواندا أرنست سوغيرا وخاض مع الفريق كل المباريات الاستعدادية ومباريات الكأس السابقة ومع بداية الدوري تم فسخ عقده، وفي الميركاتو الشتوي تم التعاقد مع الغاني محمد انس الذي كان مقبولاً لكنه لا يفوق لاعبينا مستوى ومهارة، فسجل في إياب الدوري ثلاثة أهداف اثنان منها من ركلتي جزاء وسجل هدفين في الكأس بمرمى الحوارث بالدور الثاني.
الكرامة تعاقد مع البرازيلي جواو سافيو سانتوس، وتم فسخ عقده بعد ست مباريات من الذهاب، وسجل هدف الفوز على المجد.
بالمحصلة العامة لم تكن التجربة ناجحة بالمطلق وهي بحاجة إلى دراسة معمقة من الأندية قبل اتخاذ أي قرار بمثل هذه التعاقدات، فالسماسرة سواء الموجودين في الأندية أو في خارجها همهم البيع وتوقيع العقود أكثر من أن يكون همهم مستوى اللاعب ومصلحة الفريق.
الميركاتو الشتوي
أيضاً الجديد في الموسم الحالي أن اتحاد كرة القدم فتح نافذة التنقلات الشتوية على مصراعيها دون أي قيد أو شرط باستثناء براءة ذمة اللاعب من النادي الذي كان فيه، والغاية من ذلك فتح آفاق جديدة للأندية لملء شواغرها وتعزيز مواقعها وتعويض النقص حال الإصابة والسفر.
الحقيقة أن هذه التنقلات لم تأت بجديد ولم تكن الإضافات مفيدة بدليل أن كل التعاقدات الجديدة لم تغير من الأمر في شيء، فبقي المتأخرون على حالهم ولم تنقذهم التعاقدات من النتائج المتراجعة والمستوى المتدني، وبدل أن يعزز الميركاتو موقف المنافسين وجدنا أن الأندية المنافسة ولنقل ثلاثة منها على الأقل تراجعوا خطوات واسعة نحو الوراء.
وحركة الميركاتو الشتوي شملت أكثر من أربعين لاعباً على الشكل التالي:الفتوة عاد إليه ثائر كروما وتعاقد مع مصطفى جنيد من حطين، وغادره مالك جنعير إلى الوصل الإماراتي ومحمد ميدو وولات عمي إلى حطين، وأهلي حلب تعاقد مع السنغالي بابا سالا واسترجع إبراهيم الزين من الكرامة، وغادر أوكيكي إلى العراق ومحمد ريحانية إلى حتا الإماراتي ومحمد كامل كواية إلى المنامة البحريني، فيما تشرين تعاقد مع يوسف الحسين ومحمود صادق محمد من الجزيرة واحمد المنجد من معان الأردني وباهوز محمد وزيد غرير من زاخو العراقي، وفسخ عقد محمد حمدكو وأحمد العمير وياسر شاهين.
وحطين تعاقد مع خالد حجي عثمان من قلوة السعودي وعماد الحموي من الكرامة ومحمد ميدو وولات عمي من الفتوة وريفا عبر الرحمن من الجهاد وغادره إلى الفتوة مصطفى جنيد وإلى الكرامة علي غصن، وتعاقد الوثبة مع الأردني أمية المعايطة ومع مدافع المجد السابق حسن بوظان ولم يغادره أحد.
الوحدة تعاقد مع الغاني محمد أنس ومع إياد عويد من المجد وياسر شاهين من تشرين ومحمد داوود من النواعير وحسام الدين العمر لاعب الأهلي السابق، كما استعاد فريق الجيش لاعبه محمد البري من زاخو العراقي وعبد الهادي شلحة من الكرخ العراقي وتعاقد مع الحارس إبراهيم عالمة وأخر فريق لعب له العالمة جبلة، وغادره شادي الحموي إلى الكرامة وحيدر محمد إلى جبلة وجميل عبد الله إلى المجد.
الكرامة تعاقد مع شادي الحموي من الجيش وعلي غصن من حطين ومحمد حمدكو من تشرين وانس العاجي لاعب الوحدة السابق، وغادره إبراهيم الزين إلى أهلي حلب وعماد الحموي إلى حطين، فريق الطليعة لم يغادره أي لاعب وتعاقد مع علاء حماة من الصفاء اللبناني وعمار فخري من التعاون الإماراتي، وفريق جبلة لم يغادره أحد واستعاد لاعبه حيدر محمد من الجيش، فيما فريق المجد غادره إياد العويد إلى الوحدة وتعاقد مع سامر خانكان قادماً من الأردن وعبيدة السقي من الدرجة الأولى ومحمد مارديني حارس اهلي حلب سابقاً وجميل العبد الله من الجيش وأسعد الخضر من نادي الساحل.