مجلة البعث الأسبوعية

في أيام الامتحانات.. القلق والتوتر يزيدان من تشتت الطلاب.. والمنبهات تهدد الصحة النفسية

البعث الأسبوعية _ بشير فرزان

يحصد ألاف الطلاب في موسم الامتحانات نتاج تعبهم وجهدهم وسهرهم الليالي وهم يحضرون ويدرسون في سبيل النجاح والتفوق فلا أحد يشك أن للامتحان رهبة مهما كان الممتحن قادرومتمكن من المادة وطبعاً حالات الإغماءوغيرها من الحالات التي تستدعي الإسعاف أثناء الامتحان تؤكد أهمية التعامل الصحيح مع الفترة الامتحانية حيث يزيد الأهل والمجتمع من حدة التوتر من حيث لا يدرون وفي المقابل للأكاديميين و التربويين والنفسيين رأي أخر

زرع الثقة

قد يظن بعض الأهالي أنهم يساعدون أبناءهم في كثرة تحذيراتهم وإلحاحهم على دراسة هذه المادة أو تلك أو كثرة ساعات الجلوس خلف الكتاب حسب رأي الدكتور مهند خطار “أختصاص التربية الذي طالب بزرع الثقة فيهم وتركهم يتحملون المسؤولية وفق تعبيره.. لأن كثرة التدخلات تزيد من خوفهم وقلقهم في هذه الأيام بالذات ومن المهم المساعدة في التخفيف من شدة القلق ألامتحاني الذي بدأ يظهر عليهم ويشتد كلما اقترب الامتحان أكثر..

نصائح ثمينة للأهل

مما لا شك فيه والكلام ما يزال لخطار أن كل الآباء والأمهات يحلمون بأن يصبح أبناؤهم متفوقين وناجحين ومتميزين في حياتهم العلمية والعملية ، ومن هنا تكثر الأوامر والمراقبة الصارمة وقوائم الممنوعات أثناء فترة الامتحانات ، ليحظى الطلاب بالنجاح والتفوق لكن ذلك قد يعود بنتائج عكسية ، كما أن التوتر والقلق والأجواء الصارمة من الأمور التي تشتت ذهن الطالب وتفقده التركيز .ومن الخطأ وضع المنزل في حالة طوارئ أثناء امتحانات الأبناء ، كما أن المبالغة في التعليمات والتحذيرات الموجهة للطلاب وإلغاء جميع أنواع الترفيه وحرمانهم من الخروج من المنزل ومشاهدة التلفاز فضلا عن الحديث باستمرارعن الامتحانات وكيفية الاستعداد لها كل هذه الأمور تعيق النجاح وتأتي بنتائج عكسية ،ويرى الدكتور خطار أن الحياة الأسرية التي تسير بشكل عادي ويسودها الهدوء والثقة المتبادلة هي التي تحقق الاتزان النفسي ، وتزيد من قوة تركيز الطلبة وقدرتهم على تحصيل أكبر قدر من المعلومات في أقصر وقت وأقل جهد .فأسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم خلال فترة الامتحانات يلعب دوراً كبيراً في تحقيق النجاح والتفوق .

 

دعم نفسي

ويجب أن يتركز دورهم على بث الثقة والتفاؤل والابتعاد عن إشاعة مظاهر الخوف والقلق واستخدام ألفاظ الفشل والرسوب التي تزعزع ثقتهم بأنفسهم . والمطلوب

تقديم الدعم النفسي لهم وجعلهم يثقون بأنفسهم وأن قدراتهم الذهنية كبيرة وأنهم قادرون على تحقيق النجاح . وتوفير المكان الهادئ  لهم بعيداً عن مصادر الضوضاء والصخب . وحث خطار الأهل على تقديم الغذاء الصحي المتوازن والإكثار من العصائر الطازجة بدلاً من المشروبات المنبهة كما حث

الأبناء على ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة لأنها تجدد النشاط والحيوية وتحسن الدورة الدموية ومن المفيد أن نشجع أبنائنا على الاهتمام بمظهرهم أثناء الامتحانات فهذا يؤدي إلى الراحة النفسية والتحصيل الجيد ، فإهمال المظهر قد يؤدي غلى الإحساس بالاكتئاب ويخلق نتائج عكسية فثقة الطالب بنفسه واستعداده الجيد للامتحان يبعدان عنه الضغوط النفسية ويحذر خطار، الإطراء والوعود  بتقديم “الهدايا المبالغ فيها أو الكميات الكبيرة من النقود” كمكافأة على العلامات الجيدة لأن من شأن ذلك أن يزيد من الضغط،إضافة إلى أن هذا السلوك يسلط الضوء على ما يمكن أن يخلفه ذلك من أثرٍ على الأشقاء الآخرين ،الذين قد ينتابهم شعور بالغيرة في وقت الامتحانات جراء افتقارهم للاهتمام.كونهم في امتحانات انتقالية.

 تحذير

والأهم وفق تحذيرات دكاترة الصحة النفسية الابتعاد عن المنبهات والعقاقير قبل وأثناء الامتحانات التي باتت منتشرة بين الطلاب هذه الأيام اعتقادا منهم أنها تساعدهم على السهر الطويل لكن ذلك يؤدي إلى الإرهاق والتعب وعدم القدرة على التركيز المستمر وقد يؤدي الاستمرار في تناولها والإكثار منها إلى النزيف أو فقدان الوعي أو مضاعفات أخطر بكثير مما يتوقع الطلبة.. والمطلوب من االطلبة تنظيم الوقت لأنه يساعد على الانجاز بشكل أفضل وإعطاء فترات راحة بين الحين والآخر إضافة إلى تناول الطعام في فترات محددة وعدم الإكثار منه في وجبات متباعدة والأهم من ذلك هو ان ينام الطالب ساعات كافية ليلة الامتحان وألا يجبر نفسه على دراسة فقرات جديدة قد تؤثر في الفقرات المدروسة والمثبتة مسبقا والابتعاد عن الملخصات والتوقعات

اعتراف

لا نستطيع أن نزيد شيئا بعد أن أدلى أهل ألكار والاختصاص بدلوهم ولكن الثابت أن المسؤولية جماعية وأي خلل بحلقة الأبناء أو الآباء أو في القاعة الامتحانية سوف يعرضهم للتوتر والقلق والمحصلة قد تكون كارثية فتعامل مع الطالب المراهق وفي وقت الامتحان أشبه بالتعامل مع” مفخخة” منزوع بسمار الأمان منها فالخطأ الأول هو الأخير وبالعكس.