هل التعرق يجعلك تفقد الوزن؟ وهل من الصحي التعرق أثناء الرياضة؟
“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا
إنهم يمارسون الرياضة، ويتعرقون من جميع مسام بشرتهم وهم نحيفون، ولديهم عضلات.. وليس هناك بين ذلك وبين الاعتقاد بأن التعرق يجعلك تفقد الوزن، سوى خطوة واحدة فقط، والطريقة المختصرة مغرية! لكن، ولسوء الحظ، الأمر ليس بهذه البساطة .. لماذا نتعرق؟ وما الرابط بين التعرق وفقدان الوزن؟ وما بين شدة المجهود البدني وفقدان الوزن؟ هكذا يجيب الدكتور علي إبراهيم.
هل تجعلك الحرارة تفقد من وزنك؟
عندما يرتفع مقياس الحرارة ويقفز الزئبق في الأنبوب، يرد جسمنا عن طريق التعرق، أي إخراج الماء على شكل عرق عن طريق الغدد العرقية عبر الجلد. يساعد التعرق على توليد البرودة اللازمة لإبقاء الجسم عند 37 درجة مئوية.
وعندما نزن أنفسنا قبل وبعد التعرض للحرارة الشديدة – في الساونا أو الحمام أو ببساطة بعد وقت معين في ضوء الشمس المباشر – فإننا نلاحظ منطقياً فقدان الوزن المرتبط بفقدان الماء، وبالتالي التجفاف.
وسطياً ، يفرز جسمنا لتراً واحداً من العرق يومياً. لكن هذا الرقم يمكن أن يزيد بشكل كبير لأنه، تحت تأثير الحرارة أو التدريب المكثف، يمكننا إنتاج ما يصل إلى 3 إلى 4 لترات من العرق، وبالتالي 3 إلى 4 كغم أقل على الميزان!
هل يمكن أن يؤدي التعرق إلى فقدان الوزن؟ هل تفقد الدهون بالتعرق بكثرة؟
يتسم التعرق بفقدان الماء، ولا يؤدي بأي حال من الأحوال إلى فقدان كتلة الدهون. إذا كان التعرق يجعلك تفقد الوزن على الميزان، فهذا لا يعني فقدان الوزن، لأن فقدان الوزن يتم تعريفه من خلال فقدان الدهون. بمجرد ترطيب أنفسنا بشرب الكثير من الماء، يتم استعادة الأوزان المفقودة بسرعة.
ومع ذلك، هناك شيئان يجب التمييز بينهما: من ناحية التعرق المرتبط بدرجة الحرارة المحيطة، ومن ناحية أخرى يتعلق بالتدريب المكثف. عندما تمارس الرياضة بشكل مكثف، فإن الجسم يحرق السعرات الحرارية، مما قد يساهم في إنقاص الوزن عند ممارسة الرياضة بشكل منتظم. لذلك فإن فقدان الوزن هو جزء لا يتجزأ من النشاط البدني وليس التعرق.
هل من الصحي التعرق أثناء الرياضة؟
عند ممارسة الرياضة، فإن التعرق يهدف إلى تنظيم درجة حرارة الجسم، لذلك من الضروري تجنب التعرض للشمس القوية.
بعض الرياضات يتم ممارستها طواعية في جو حار لإجبار الجسم على التعرق والتخلص من السموم.. هل هذا مقبول؟
يتكون العرق فقط من الماء وبعض الأملاح المعدنية (كلوريد الصوديوم والزنك والنحاس والحديد والأمونيا): يتم التخلص من السموم عن طريق الكلى أو الكبد، ما يسمى بالأعضاء المطفرة. تتم مناقشة التخلص من السموم عن طريق العرق وإذا كان الأمر كذلك فهو بكميات صغيرة جداً.
وتعتبر يوغا بكرام الشهيرة – أو اليوغا الساخنة – التي تُمارس في غرفة يتم تسخينها إلى 40 درجة مئوية بمعدل رطوبة 40٪ مثيرة للاهتمام لأنها تتيح عملاً أعمق للعضلات وتحسن المرونة من خلال تسهيل اتساع الحركات. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن هذه الممارسة تقلل من تصلب الشرايين ومقاومة الأنسولين وتخفض ضغط الدم وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. ولكن علينا أن نكون حذرين، ذلك أن يوغا بيكرام مخصصة للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، ومن الضروري ترطيب أنفسنا جيداً قبل الجلسة وأثناءها وبعدها.
هل يصح القول إنه كلما تعرقت أكثر فقدت من وزني أكثر؟
لسنا جميعاً متساوين عندما يتعلق الأمر بالتعرق، ومع النشاط المتساوي، قد يتعرق البعض كثيراً وبسرعة بينما يتعرق البعض الآخر قليلاً. وعلى عكس ما قد نتخيله: أولئك الذين يتعرقون أكثر ليسوا مبتدئين. مع تقدم التدريب، سوف يسخن الجسم بسرعة أكبر ويتعلم كيفية تنظيم درجة حرارته بشكل أكثر كفاءة. وترجمة ذلك: كلما تدربنا أكثر كلما تعرقنا أكثر!
لذا: كلما تعرقت أكثر أثناء ممارسة الرياضة، كلما فقدت وزني أكثر؟ “بالنسبة لنفس الشخص وبنفس درجة الحرارة المحيطة، نعم، لأن درجة التعرق تعكس شدة الجهد المبذول. لذا فإن من يقول إن الجهد المكثف يعني المزيد من السعرات الحرارية المحروقة، هو صادق في ذلك.
هل ينصح بارتداء ملابس دافئة أثناء ممارسة الرياضة؟
ارتداء الملابس الدافئة أثناء ممارسة الرياضة هو نفس الشيء بالنسبة لممارسة الرياضة في بيئة حارة: التعرق أكثر أهمية لأن الجسم يجب أن يبذل المزيد من الجهود للتهدئة. إن إنفاق السعرات الحرارية سيكون أعلى بشكل ملحوظ لأن عملية التعرق تسبب فقداناً بسيطاً للطاقة. ومع ذلك، فإن هذا الإنفاق من السعرات الحرارية ضئيل نسبياً: يحرق جسم الإنسان سعرات حرارية أكثر لمحاربة البرد مما يحرقه لمحاربة الحرارة.
لانقاص الوزن، يكون الاستحمام بالماء البارد في الصباح أكثر أهمية من ارتداء سترة أثناء الركض.
بالإضافة إلى ذلك، الجري مع سترة أو معطف واق من المطر يمنع العرق من الهروب يمكن أن يتسبب بأذية حرارية، أي زيادة مفرطة في درجة حرارة الجسم، مع عواقب وخيمة في بعض الأحيان.
ما هي فوائد التعرق؟
يتمثل الدور الرئيسي للتعرق في تبريد الجسم عندما تكون درجة حرارته مرتفعة للغاية. إذا كان يُنسب إليه أحياناً فضائل الجمال والصحة، مثل ترطيب الجلد أو التخلص من السموم والخلايا الميتة، “فهذا أمر غير متوقع تماماً”، كما يقول الدكتور إبراهيم.
أما عن إفراز الإندورفين وتأثيراته على الدورة الدموية، فهو يتأتى من ممارسة الرياضة وليس من التعرق في حد ذاته!