مجلة البعث الأسبوعية

فشل منتخبي الأولمبي والشباب يدق ناقوس الخطر وإشارات استفهام حول مدربي الفئات العمرية

البعث الأسبوعية – عماد درويش

جاءت النتائج التي حققتها مُنتخباتنا الوطنيةُ لكرة القدم في المراحل العمرية المُختلفة خاصة الأولمبي والشباب، لتفتح باب التساؤلات على مصراعيه، على اعتبار أن المُنتخبات الصغيرة هي مُستقبل الكرة السورية في المُستقبل، وهي الرافد الأساسي للاعبي المُنتخب الأول.

بعض الخبراء والمُدربين أكدوا أن هناك تراجع في مستوى منتخباتنا الوطنية خلال السنوات الماضية، وأن ما حدث يؤكد أن كرتنا ما زالت تعاني لتحقيق نتائج تلبي الطموح، فالنتائج المخيبة ليست مُجرد أمر عرضي كون المُنتخبات لم تعد قادرةٌ على العودة من جديد لطريق الانتصارات، فالمنتخب الأولمبي لم يُقدّم المردود المناسب في كافة مشاركاته السابقة، وكذلك الحال بالنسبة لمنتخب الشباب الذي خيب الآمال في النهائيات الآسيوية، ولم يكن حال منتخب الناشئين أفضل من سابقيه ولم يحقق المطلوب منه في بطولة العرب.

ناقوس خطر

هذه النتائج السلبية اعتبرها البعض ناقوس خطر في ظل وجود تراجع ملحوظ في أداء منتخباتنا الوطنية في الفترة الأخيرة على مستوى الفئات العمرية الصغيرة، إلا أن البعض الآخر أكد أن وجود العديد من العناصر الجيدة تحت 23 عاماً مع المنتخب الأول يدل على أن الأمل موجود شريطة تجاوز بعض السلبيات، وأن مرحلة التكوين وهي مرحلة منتخبات الفئات العمرية، كل النتائج بها واردة، والأهم هو العمل الجاد من أجل رفع مستوى اللاعبين، وإفراز لاعبين مميزين قادرين على رفد المنتخب الأول في المستقبل.

الآراء حول الاستعانة بالمدرب الوطني بعد إقالة المدرب الهولندي مارك فوته من تدريب المنتخب الأولمبي كانت متباينة فمنهم من يحمل الأندية مسؤولية عدم الاهتمام بالمدرب الوطني واللجوء له فقط من باب تسيير الأمور حتى يتم التعاقد مع مدرب آخر، ومنهم من جعل اتحاد الكرة كبش الفداء بعدم ضغطه على الأندية لعدم إتاحة الفرصة للمدرب الوطني لاستلام تدريب منتخباتنا الوطنية بهذه الفئات، والبعض ذهب للإعلام عبر تعظيم المدرب “الخواجة” الوافد وعدم الوقوف مع المدرب الوطني ودعمه بحجج واهية، مع العلم أن هناك مدربين وطنيين أفضل من المدربين الأجانب، وأخرهم المدرب المصري تامر حسن الذي اختاره اتحاد كرة القدم لتدريب المنتخب الأولمبي.

رابطة للمدربين‏

لا شك أن عدم الاستعانة بالمدرب الوطني هو خطأ جسيم من اتحاد كرة القدم، وقبل ذلك لا بد من الذكر أن المدرب الوطني يحتاج في المقام الأول إلى ثقة مجالس إدارات الأندية، ودعم لجنة المدربين باتحاد الكرة، التي تنحصر مهمتها في دعم المدربين الوطنيين بمختلف مهامهم وتنوع مواقعهم، وهي معنية بشكل مباشر بالمبادرة لدعوة جميع المدربين الوطنيين إلى عقد ورشة عمل موسعة للتباحث ومناقشة كل ما يهمهم، وطرح مشروع تأسيس رابطة للمدربين الوطنيين تكون فاعلة على أرض الواقع، ومرتبطة بالاتحاد لتسهم في تحقيق فرص تدريب لمدربينا الوطنيين في منتخباتنا الوطنية، ويجب أن توضع معايير فنية ومالية لتضنيف المدربين الوطنيين طبقاً لرخصهم التدريبية ليأخذوا حقوقهم بالتدريب.‌‌‏

وأغلب المدربين أكدوا على أن النتائج التي حققتها منتخباتنا الوطنية لا تتوازى مع إمكانات اللاعبين في المنتخبات، وعلى اتحاد الكرة إيجاد الحلول لتطوير هذه الفئات العمرية من خلال اختيار المدربين المناسبين ووضع البرامج الإعدادية اللازمة، كما أرجع بعض الخبراء أن الأندية هي السبب في تراجع مستوى المنتخبات، فالأندية هي التي تُقدّم اللاعبين للمنتخبات، وبالتالي لا بد من الاهتمام بقاعدة الناشئين في الأندية، من خلال عمل جاد، والبداية تكون بحسن اختيار المدربين الذين يعملون مع هؤلاء اللاعبين وأيضاً بالمشرفين على قطاع الفئات العمرية الصغيرة، لأن هؤلاء هم من يعدّون اللاعبين.

مشكلة قديمة

التراجع الواضح والمتواصل في كافة نتائج منتخباتنا الوطنية لكرة القدم يجعل البحث عن الأسباب ضرورة حتمية، وهذا يحتاج لتكاتف جميع الجهود، فالتراجع الفعلي بدأ عقب نهاية بطولة أمم آسيا للشباب عام 1994 التي تُوِّج منتخبنا بلقبها، لكن بعد هذا التتويج التاريخي بدأت عملية التراجع بشكل تدريجي حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن، وكان على جميع الاتحادات التي تعاقبت على كرة القدم أن ينتبهوا إلى هذا التراجع بشكل مبكر حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه.

المدرب الخبير أحمد الشعار أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن النتائج التي تحققت (في كافة المنتخبات) لم يكن أحد يتوقعها، علماً أن اتحاد الكرة لم يقصر في تحسين الظروف، بل سعى لتذليل الصعوبات والعقبات إن وجدت، وساهم بتأمين الكثير من المعسكرات الخارجية والمحلية والمباريات الودية بغية تشكيل منتخبات قادرة على تحقيق نتائج جيدة، مضيفاً: رغم ما تقدم إلا أن كافة القرارات التي تم اتخاذها في تشكيل منتخباتنا الوطنية كانت ارتجالية وخاطئة، ولم يكن المدربون على مستوى المسؤولية خاصة الأجانب، والمدرب الهولندي فوته كان غير كفؤ وهناك مدربين وطنيين أفضل منه بمراحل، وبسببه تقدمت باستقالتي من لجنة المدربين، حيث كنت معارضاً للتعاقد معه، مع العلم أننا نمتلك لاعبين جيدين وموهوبين.

وكشف الشعار عن وجود استغراب من قرار اتحاد الكرة بعد إنهاء عقد فوته بتكليف المصري تامر حسن لتدريب منتخبنا الأولمبي الذي سيشارك بالدورة العربية في الجزائر، وهو مدرب ليس له “سي في” يؤهله لقيادة المنتخب الذي بات حقل تجارب، متسائلاً عن هوية من قام بدعوة لاعبي منتخبنا الأولمبي فالمصري حسن لم يكن قد وصل إلى سورية بعد عندما صدرت القائمة المستدعاة.

وشدد الشعار على أن اختيار الكوادر الفنية بهذه الطريقة لن يطور كرتنا التي تعاني بالأساس من عدم توفر أدنى الشروط لها من ملاعب ومال وغيرها من أمور فنية وإدارية.