الإرهابيون في أوكرانيا.. تكتيك الحرب الأفغانية
تقرير إخباري
أشار الباحث والمحلل السياسي أحمد سلطان المتخصّص في الحركات المسلّحة إلى أن العديد من الإرهابيين الذين غادروا سورية للقتال في أوكرانيا العام الماضي قد أدركوا أن القتال ضد روسيا لا طائل من ورائه.
وأضاف سلطان: لقد أدرك الإرهابيون أن الوضع في أوكرانيا صعب عليهم للغاية، وأن الساحة هناك غير مناسبة لهم، وأن معركتهم ضد روسيا معركة خاسرة. وتابع القول: “إن العشرات من الإرهابيين الأجانب، وخاصة الشيشان، وعلى رأسهم عبد الحكيم الشيشاني زعيم جماعة القوقاز، غادروا إدلب شمال سورية وانتقلوا إلى الجبهات الأخرى للقتال ضد القوات الروسية في أوكرانيا”.
وبعد عدة أشهر على اختفائه، ظهر عبد الحكيم الشيشاني زعيم “جماعة القوقاز” المعروفة في أوكرانيا كجزء من “الفيلق الدولي” في كييف في مقطع فيديو نشره الحساب الرسمي على “تويتر” لمخابرات الدفاع الأوكرانية.
ووفقاً لسلطان، تمركز الشيشاني وجنوده من القوقاز على الجبهات بالقرب من مدينة باخموت شرق أوكرانيا، التي سقطت الشهر الماضي في أيدي القوات الروسية.
وتابع الباحث: إن البيانات المتوفرة تؤكّد أن هناك دولاً سهّلت عملية خروج هؤلاء المقاتلين من سورية إلى أوكرانيا، وإن عملية نقل المقاتلين الأجانب كانت مخطّطة من أجهزة المخابرات التابعة لدول متورّطة في الصراع داخل أوكرانيا. وحسب تقارير إخبارية، لعبت المخابرات الأمريكية دوراً بارزاً في تسهيل نقل المسلحين من سورية إلى أوكرانيا. ويضيف سلطان: إن عمليات نقل المسلحين كانت تتم بإشراف ورعاية قوات الاحتلال الأمريكي الموجودة على الأراضي السورية.
منذ بدء الحرب في أوكرانيا، شقّ المئات من المسلحين المتمركزين في سورية المنتمين إلى “داعش وهيئة تحرير الشام” وجماعات أخرى طريقهم إلى الدولة الواقعة في شرق أوروبا، حيث يشير نقل المقاتلين الأجانب إلى أن هناك محاولة لإعادة إنشاء سيناريو الحرب الأفغانية السوفييتية في أوكرانيا. وخلص إلى أن هناك اختلافاتٍ جوهرية بين الحالتين، لكن هذا لم يمنع بعض الدول من استخدام التكتيكات نفسها، حيث انضمّ المقاتلون الأجانب أثناء الحرب ضد السوفييت في أفغانستان إلى الجانب الأفغاني بدعم كبير من الولايات المتحدة، وأدّى الدعم الأمريكي للإرهابيين في أفغانستان طوال الثمانينيات إلى تشكيل ما يُعرف اليوم بـ”القاعدة”، وهو ما اعترفت به هيلاري كلينتون في عام 2009.
عناية ناصر