من أستانة إلى دمشق.. على مرأى ومسمع واشنطن
طلال ياسر الزعبي
على مرأى ومسمع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، انعقد الاجتماع الدولي بصيغته العشرين حول سورية في أستانا والذي يرمي بالمحصّلة إلى إخراج الغرب من دائرة التأثير في قضايا المنطقة، حيث يتزامن هذا الاجتماع أيضاً مع جهد إقليمي عربي واضح لعودة سورية لممارسة دورها الطبيعي في القضايا العربية الرئيسة.
الاجتماع الدولي الـ20 بـ”صيغة أستانا” كان مثمراً حسب الأنباء الواردة من كازاخستان، وهو ما أكده ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية خلال مؤتمر صحفي أشار فيه إلى أن آراء روسيا وتركيا وإيران بشأن التسوية في سورية تتوافق إلى حدّ كبير.
حديث لافرنتييف ربما كان إشارة واضحة إلى أن الاجتماع خرج بنتائج مقبولة، حيث أكّد مواصلة العمل الدؤوب على تعزيز الاستقرار في سورية، مشيراً إلى أن عودة سورية إلى الجامعة العربية في غاية الأهمية وتساعد على تعزيز الاستقرار في المنطقة، ولم يفُتْه الإعراب عن قلق أطراف أستانا إزاء ردود الفعل الأمريكية والأوروبية على عودة سورية إلى الصف العربي، الأمر الذي يؤكّد أن التدخل الغربي كان في صلب القضايا التي ناقشها الاجتماع.
وواضح أن المدخل الأساسي للحل بالنسبة إلى جميع القضايا في المنطقة المتعلّقة بإنهاء التدخل الأمريكي والغربي مرتبط بشكل أساسي بإنهاء الوجود الأمريكي ليس في سورية فحسب وإنما على مستوى المنطقة برمّتها، حيث يعدّ هذا الأمر غاية رئيسة لجميع الأطراف، وإن كانت لا تزال هناك شكوك حول الموقف التركي من هذه المسألة بالذات.
غير أن تأكيد المبعوث الروسي أن “صيغة أستانا” ناجحة وستستمر وأكّدت حيويتها ونجاعتها، ربما يكون إشارة واضحة إلى أن هناك تفاهماً ضمنياً حول الكثير من المسائل بين أطراف الاجتماع حول إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة بشكل عام بعيداً عن التدخلات الأمريكية والغربية، وخاصة مع وجود توافق داخل الجامعة العربية، إلى حدّ ما، على هذا الأمر، بحيث يكون هناك جهد مشترك لإنجاح هذه المفاوضات بين الجامعة العربية وأطراف “صيغة أستانا”.
وأيّاً يكن من أمر البيان الختامي الذي تم نشره في نهاية الاجتماع، فإن هناك أموراً أساسية لا بدّ من الإشارة إليها، أوّلها أن الاجتماع ناقش بشكل واضح المطالب السورية فيما يخص إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية ومكافحة الإرهاب ووقف الدعم للجماعات الإرهابية وإيوائها، فضلاً عن كونه أكّد منع قيام أيّ كيانات انفصالية بالمنطقة لما يشكّله ذلك من تهديد للأمن القومي لدولها كافة، وبالتالي ربما يكون لدى الجانب التركي ما يمكن أن يقدّمه في هذا الاتجاه.
الأجواء مبشّرة حسبما رشح من تصريحات بعد الاجتماع، وربما كانت هناك إشارة واضحة إلى ذلك من خلال التأكيد أن هذا آخر الاجتماعات التي تستضيفها “أستانا”، فهل سيكون اجتماع إسدال الستار نهائياً على الأزمة في دمشق؟..