تسريب أسئلة “العلوم” يثير البلبلة و”التربية” تعاملت بتكتم!
البعث- علي حسون
أثار موضوع تسريب أسئلة امتحان العلوم لطلاب شهادة الثانوية العامة الفرع العلمي أمس، حالة من البلبلة بين الطلاب والمدرّسين، إذ تناقلت بعض صفحات التواصل صوراً لـ”واتس” مسجل عليه تاريخ التسريب “قبل موعد الامتحان بساعة ونصف”.
ومع تأكيدات التسريب والنفي حاولت “البعث” الاستيضاح من المعنيين في وزارة التربية عن حقيقة ما جرى، إلا أن وزارة التربية آثرت التعامل مع الموضوع بهدوء من دون أي ضجة وتشويش على ما تبقى من أيام للامتحانات.
لم يأت عن عبث
صمت “التربية” لم يأت عن عبث، إذ استطاع المعنيون بالتعاون مع الجهات المختصة كشف مكان التسريب، وفق ما وصلنا من مصدر خاص في “التربية”.
المصدر أكد أن التسريب لم يؤثر على سير العملية الامتحانية كونه ضُبط على جوال طالب في مركز لامتحانات تربية القنيطرة قبل أن يستفاد منه. وعلى الفور، قام المعنيون ومندوبو وزارة التربية باتخاذ الإجراءات اللازمة ومتابعة الامتحان من إثارة أي “شوشرة” وتشويش على الطلاب. كما أشار المصدر إلى أن وزارة التربية تتابع بالتعاون مع وزارة الداخلية استكمال التحقيقات لضبط المتورّطين ومحاسبتهم أصولاً.
واعتبر المصدر أن هناك من يحاول المبالغة والتشويش على سير العملية الامتحانية من خلال تضخيم وتشويه والتقليل من جهود الكوادر التربوية التي تعمل ليل نهار من أجل إنجاح العملية الامتحانية وإيصالها إلى برّ الأمان.
في اللحظات الأخيرة…
وعلمت “البعث” أن وزارة التربية كانت بصدد إصدار بيان صحفي حول ما حدث، إلا أنها قرّرت عدم الردّ في اللحظات الأخيرة لاعتبارات تصبّ في مصلحة العملية الامتحانية، وفق رأي المصدر.
واعتبر خبراء تربويون أن موضوع تسريب أسئلة الامتحان ليس بجديد، لا بالنسبة للسنوات السابقة ولا بالنسبة لامتحانات المواد الماضية، فقبل كل امتحان، بعيد منتصف الليل، تبدأ النماذج المتنوعة بالنزول على صفحات التواصل من مصادر مجهولة، ليتبيّن فيما بعد أنها خلّبيّة مما جعل الطالب لا يثق بها، داعياً جميع الطلاب إلى عدم الاكتراث للموضوع كثيراً، ولاسيما أن فكرة تسريب الأسئلة تزعزع ثقة الطلاب بالعملية الامتحانية، وهي فكرة مُنكرة ومزعجة وتُسيء للامتحان وللشهادة.
التسريب لا يفيد الطالب
وأكد تربويون أن تسريب الأسئلة لا يفيد الطالب على أرض الواقع لأنه غير واثق أنها الأسئلة بالفعل، إضافة إلى أنه خلال ساعة لن يستطيع الطالب تحصيل الكثير من معرفة الحلّ. وأجمع تربويون على ضرورة فتح تحقيق بشأن تسريب الأسئلة لأن في ذلك استهتاراً بمستقبل جيل كامل وانتهاكاً للقوانين والأعراف وتحدياً للقائمين على العملية الامتحانية، شأنه شأن أي فساد يحدث يجب القضاء عليه، منوهين بمقدرة المعنيين في وزارة التربية والجهات المختصة على ضبط الفاعلين ومحاسبتهم.
يُشار إلى أن وزارة التربية، وعلى إثر ما حدث، طلبت من وزارة الاتصالات قطع الانترنت اليوم وغداً من الساعة 5 فجراً ولغاية 8:30 صباحاً، علماً أن هذا الإجراء لم يطبق منذ بداية الامتحانات.