وكالة المخابرات المركزية وراء “الثورات الملوّنة”
تقرير إخباري
أصدر المركز الوطني للاستجابة لحالات الطوارئ لفيروسات الكمبيوتر قبل يومين تقريراً يقول: إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانت تجري وتنظّم سراً التطور السلمي، وثورة الألوان حول العالم لفترة طويلة، وما زال يواصل القيام بأنشطة التجسّس.
ووفقاً للإحصاءات، تدخّلت وكالة المخابرات المركزية، وحاولت الإطاحة بما لا يقل عن 50 حكومة شرعية، وتسبّبت أيضاً في اضطرابات في العديد من البلدان الأخرى على مرّ السنين، على الرغم من أنها اعترفت بسبع حكومات فقط. ومن الأمثلة على هذه التدخلات، تفكّك المعسكر الاشتراكي في الثمانينيات، والثورة المخملية، وثورة الورود، والثورة البرتقالية، وثورة التوليب، وثورة الثلج في مختلف البلدان، والثورة الخضراء، وما يسمّى “الربيع العربي”، كما يكشف تحليل هذه الأحداث أن التنظيم الناجح لمثل هذه الثورات الملوّنة يعتمد على استخدام تقنيات الاتصالات والقيادة، التي تعدّ فيها الولايات المتحدة قوة رائدة.
لقد قادت الولايات المتحدة عملية الترويج للإنترنت إلى السوق الدولية في الثمانينيات، ما سهّل التقدم التكنولوجي لوكالات الاستخبارات الأمريكية لتنفيذ ثورات ملوّنة في الخارج، كما لعب الإنترنت أيضاً دوراً رئيسياً في ثورة الربيع العربي مع تدخّل بعض شركات الإنترنت المتعدّدة الجنسيات، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها في شكل معلومات مضللة، ودعم الإجراءات المناهضة للحكومة، وغيرها من الأساليب.
وبدورها، قدّمت هذه الشركات أيضاً خدمات اتصالات شبكية مشفرة، مثل “تي أو أر”، للسماح للمتظاهرين من مختلف البلدان بتجنّب الرقابة والمراقبة، وأنشأ “تويتر”، و”غوغل” تقنية لمساعدة الأفراد المناهضين للحكومة في دول مثل مصر وتونس على التواصل مع العالم الخارجي، وطوّرت مؤسسة “راند” نظام التدافع، وهو نظام يسمح للمتظاهرين بالاتصال بالإنترنت، ما أدّى إلى تحسين القيادة في الموقع للمظاهرات، كما تم تطوير “أر أو تي أي” ، وهو برنامج يدعم النطاق العريض اللاسلكي المستقل، وشبكات اللاسلكي المضادة للتشويش، لتجنّب الرقابة والمراقبة.
كذلك استثمرت وزارة الخارجية الأمريكية أكثر من 30 مليون دولار في البحث والتطوير لأنظمة مكافحة الرقابة، ولذلك أجرت وكالة المخابرات المركزية عدة ثورات ملونة في جميع أنحاء العالم بمساعدة هذه الأدوات والتقنيات.
عائدة أسعد