أبناء الجولان والقنيطرة.. الاحتلال إلى زوال والجولان عائد لوطنه
الجولان المحتل – سانا / القنيطرة – محمد غالب حسين
حمل يوم السادس والعشرين من حزيران لعام 1974 الذي رفع فيه القائد المؤسّس حافظ الأسد علم الوطن في سماء القنيطرة المحرّرة دلالاتٍ ومعانيَ وطنية وقوميّة مهمّة في تاريخ نضال السوريين؛ من أجل تحرير الأرض المحتلة وهو تتويج لبطولات جيشنا وتضحيات شعبنا في حرب تشرين التحريرية.
وفي هذه المناسبة، أكّد أهلنا في الجولان السوري المحتل صمودهم بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته وإجراءاته القمعية والتعسفية بحقّهم وبحق أرضهم، مشدّدين على تمسّكهم بهويتهم العربية السورية وانتمائهم الراسخ والأصيل للوطن وثقتهم بعودته إلى الوطن.
وقال المقت في تصريح لقناة السورية اليوم: إن رفع العلم العربي السوري فوق سماء القنيطرة أتى تتويجاً لانتصار الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية، واليوم نجدّد في هذه المناسبة العظيمة تأكيد تمسّكنا بهويتنا العربية السورية، وتشبّثنا بأرضنا ورفضنا التفريط بها أو المساومة عليها، ومواصلتنا النضال حتى تحرير الجولان كاملاً من الاحتلال، فالجولان كان وسيبقى عربياً سورياً.
وشدّد المقت على أن أهالي الجولان بصمودهم سيفشلون جميع المخططات الاستيطانية التهويدية التي تنتهك قرارات الشرعية الدولية.
وأشار المقت إلى أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي مستمرة منذ احتلاله الجولان عام 1967، مجدّداً تأكيده مواصلة أهالي الجولان مقاومة الاحتلال والدفاع عن أرضهم، بكل ما أوتوا من قوة، وتمسّكهم بكل ذرة من ترابها.
بدوره، قال ابن الجولان فارس عويدات: تأتي الذكرى هذا العام ونحن نواجه آلة الحرب الصهيونية التي تحاول الاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضينا الزراعية لإقامة توربينات هوائية عليها بذريعة توليد الكهرباء من طاقة الرياح، في حين أن الهدف الحقيقي سلب أراضينا وتهجيرنا منها.
وأكّد عويدات أن تصدّي أبناء الجولان المحتل شيوخاً وشباباً ونساء وأطفالاً خلال الأسبوع الماضي لقوات الاحتلال في منطقة الحفاير شرق قرية مسعدة ومنعها من تجريف أراضيهم شكل انتفاضة حقيقية دفاعاً عن هذه الأرض.
من جهته، أشار مدين الدمقسي إلى أن أبناء الجولان يعيشون تفاصيل الذكرى الـ49 لتحرير القنيطرة بروح المنتصر، حيث تمدّهم بالدعم لمواصلة الصمود في مواجهة الاحتلال، وأضاف: إن رفع علم الوطن في سماء القنيطرة تأكيد أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن دحر الاحتلال من الجولان قادم، ومثلما رفع القائد المؤسّس علم سورية في سماء القنيطرة سيرفع السيد الرئيس بشار الأسد علم الوطن في سماء الجولان.
وفي القنيطرة، تمجيداً للذكرى التاسعة والأربعين لتحرير المدينة، أقامت المحافظة بالتعاون مع قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي مهرجاناً خطابياً في ساحة السادس والعشرين من حزيران في المدينة المحرّرة.
واستذكر المحافظ المهندس معتز أبو النصر جمران ذلك اليوم الوطني الجولاني الأغرّ حين قام القائد المؤسس حافظ الأسد بتقبيل علم الوطن ورفعه عالياً خفّاقاً بسماء المدينة إيذاناً بتحريرها مع عدّة قرىً ومزارع في الجولان، لافتاً إلى أن تلك اللحظة كانت وستبقى منطلقاً لتحرير جميع أراضي الجولان.
وتحدّث المحافظ عن معارك الاستنزاف التي كانت أراضي الجولان مسرحاً لأحداثها وتضحياتها بهمّة أبطال الجيش العربي السوري وأرواح الشهداء الطاهرة الزكية التي بذلت رخيصة في سبيل الوطن وعزّته وتحرير أرضه من الكيان الغاصب الإسرائيلي.
واستعرض المحافظ النهضة الكبرى التي شهدتها المحافظة بعد تحرير مدينة القنيطرة بفضل الدعم الكبير من القائد المؤسس الذي وجّه بإعادة إعمار القرى المحرّرة وبناء مدينة البعث وتقديم أفضل الخدمات للمحافظة ومنح مشاريعها الأولوية والأفضلية والسرعة الكليّة للتنفيذ، ليستمرّ الدعم والاهتمام بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، ولا سيّما أن المحافظة شهدت إحداث خمس كليات جامعية، وزيادة مساحات استصلاح الأراضي مجاناً، كما تمّ بناء سد المنطرة، إضافةً إلى الخدمات الناجزة المُقدّمة لأبناء القنيطرة في محافظات دمشق ودرعا وحمص وريف دمشق، ناهيك عن الاهتمام المباشر بالأهل الأباة المناضلين في قرى مجدل شمس ومسعدة وعين قنية والغجر وبقعاثا، الذين رفضوا الاحتلال الإسرائيلي وما صدر عنه من قرارات باطلة وإجراءات عدوانية معلنين الانتماء الأصيل الراسخ للوطن الأم سورية، والتمسّك بالهوية العربية السورية رمز كرامتهم وشرفهم، والولاء لقائد الوطن.
واختتم المحافظ بالقول: “نحن على ثقة مطلقة أن الاحتلال لزوال وسيعود الجولان لوطنه وشعبه وأهله، وسيأتي قريباً اليوم الذي سنرفع فيه علم الوطن في سماء الجولان بعد تحريره كاملاً”.
بدوره قال الشيخ محمود الطويل من بلدة حضر: “نجتمع على أرض طاهرة مباركة جبلت بدماء الشهداء الأبرار الذين ضحّوا بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة في سبيل أن تبقى راية الوطن شامخة خفاقة، فكانت هذه الأرض على مرّ الزمان مطمعاً للغزاة والمستعمرين وفي كل مراحل الاحتلال كان أهل هذه الأرض يهبّون للدفاع عنها وحمايتها وطرد غزاتها”.
وتحدّث رئيس منفّذية محافظة القنيطرة للحزب القومي السوري محمود البكار عن أهمية تحرير مدينة القنيطرة، الذي كان تتويجاً لتضحيات وبطولات شهدائنا الأبرار، مشيراً إلى صمود أبناء القنيطرة بوجه العدو الإسرائيلي بكل قوة وعزيمة وثبات.
وأشاد رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام في القنيطرة فراس موسى ببطولات حرب تشرين التحريرية، وشجاعة الجيش العربي السوري وصمود أبناء محافظة القنيطرة التي دحرت جيش الاحتلال الإسرائيلي وهزمته شرّ هزيمة.
ولفت مدير فرع التأمينات الاجتماعية محمد عويد محمد إلى أن “اليوم هو ذكرى للفرح الجولاني وعودة عروس الجولان من الغربة والأسر الكريه، والتأكيد أن الجولان هو الأغلى والأبهى والأسمى، الذي تعمّدت أرضه بالدم الطهور لشهداء الوطن.
المواطن علي الراضي أكّد أننا “نفخر بالأهل الأباة في قرى مجدل شمس ومسعدة والغجر وعين قنية وبقعاثا الذين رفضوا الاحتلال الإسرائيلي وما صدر عنه من قرارات، معلنين على الدوام الانتماء الراسخ الثابث للوطن الأم سورية والتمسّك بالهوية العربية السورية والاعتزاز بها والولاء لقائد الوطن الرئيس الأسد والثقة الأكيدة التي لا يخامرها شكّ بتحرير الجولان”.
وشدّد رئيس لجنة دعم الأسرى المحرّرين والمعتقلين في سجون الاحتلال الأسير المحرّر علي اليونس على أن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً وسيعود محرّراً إلى السيادة الوطنية.
ولفت عصام الشعلان مختار الجولان إلى معاني ودلالاتٍ تحرير مدينة القنيطرة ورفع علمنا الوطني على ثراها باعتبارها معركة من حربنا الطويلة مع العدو الصهيوني.
إلى ذلك، قام أمين فرع القنيطرة لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق الدكتور خالد أباظة ومحافظ القنيطرة بتدشين وإزاحة الستارة عن النصب التذكاري بعد تأهيل ساحة التحرير في مدينة القنيطرة المحرّرة.
وفي نهاية الحفل تمّ رفع برقية عهد ولاء للرئيس الأسد باسم جماهير محافظة القنيطرة.
حضر المهرجان الرفاق أعضاء قيادة فرع الحزب وقائد شرطة المحافظة ورئيس مجلس المحافظة وأعضاء مجلس الشعب وفعاليات حزبية وإدارية وشعبية وجبهوية.