فاتن صبّاغ: إيجاد سوق لعرض المهن اليدوية ضروري لدعم الاستمرارية والتجديد
اللاذقية- مروان حويجة
تحوّلت حرفة الزخرفة والتزيين والأكسسوار التي تزاولها منذ عشرين عاماً إلى فنّ إبداعي تخطّى الاحترافية التي صقلتها السنوات، بما فيها من تجارب ومهارات ولمسات متجدّدة في الشكل واللون والتصميم، لتجد الفنانة الحرفية فاتن صبّاغ نفسها في رحاب عالم واسع من المشغولات اليدوية المتنوعة التي تحاكي التراث والبيئة الشعبية المحلية بكل مافيها من غنى وتنوع.
وترى صبّاع أنّ حرفة التطريز والزخرفة باتت عندها شغفاً حقيقياً، وهذا ما يجعلها تعيشها حالة إبداع متجددة لتقدّم الجديد بشكل مستمر، إضافة لكونها مصدراً لكسب الرزق والعيش، وبالتالي تحقّق من خلالها حضوراً فنيّاً وعملاً حرفيّاً بآن معاً، وتكون أكثر حرصاً وتصميماً على تطويع ما بين أناملها المبدعة بلمسات احترافية غاية في الإتقان والجمال المستمد من حرفة تراثية عريقة لطالما اشتهرت بها اللاذقية منذ القديم، هذه الحرفة التي يكاد يطويها الزمن لكنها لاتزال حاضرة عند الشغوفين بها. ولأنّها تدأب على تطوير تجربتها وإغنائها بكل ما هو جميل وجديد فإنها لاتفوّت فرصة للمشاركة في المعارض لتكون على تواصل مباشر مع الناس بشكل عام، ومع المهتمين بالتراث بشكل خاص لأنّ المعرض -بحسب رأيها- يفسح لها الترويج لأعمالها ومنتجاتها، وتسجّل حضورها المستمر في كل المهرجانات والمعارض برغم مشاغل الحياة لأنّها تجد فيها متعة كبيرة ومجالاً للإبداع والفنّ، ولأنّ هذه الحرفة تراثية بامتياز تقترن بالبيئة وتعكس غناها وتنوّع معالمها الجمالية.
وعن أعمالها تقول: تتنوّع أعمالي وهي بمجملها تخصّ المنزل الشرقي، ومن قبيل ذلك هناك: المفارش وأطقم الطاولات، ولحافات، وكماليات البيت الشرقي، بالإضافة إلى أعمال خياطة وتركيب جميع أنواع البرادي، والأقمشة المختلفة، والخرز من كل الألوان، وخيوط الحرير للتطريز، وأقمشة للزينة، وكلّ عمل له طريقة وأسلوب تصميمه وإنتاجه، وتتفاوت المدة الزمنية لتصميم الأعمال حسب الرسومات والتطريز. وتعتبر الفنانة صباغ الموهبة ضرورية لأي عمل، لأن الكثيرين قادرون على التعلّم ولكن عندما يفتقر التعلم للموهبة فلن يكون ناجحاً، ولو لم تكن موهبتي منذ الصغر لما استمرت في داخلي إلى الآن، وأنا أشعر أن شيئاً يشدّني للعمل أكثر وأكثر.
وتؤكد الفنّانة صبّاغ ضرورة الاهتمام بالترويج والدعاية لمثل هذه الأعمال والمهن اليدوية بغية تسويقها ودعم الفنّان، لأنّ لديها الكثير من الأعمال والمشغولات والمنتجات التي أنجزتها على مدى سنوات دون أن تلقى هذه المنتجات الدعم التسويقي الضروري لاستمرارية عملها، وبيّنت أنّه لا يوجد مكان لعرض منتجاتي وأعمالي وهي كثيرة مكدّسة تحتاج إلى سوق خاص بالمهن اليدوية، وبرغم هذه المعاناة فأنا أكثر حرصاً على التجديد المستمر في عملي الذي أعتبره جزءاً لا يتجزأ من روحي.