نادي الحرية بعد إنجاز الصعود.. أزمة خفية وانتقادات تطال الإدارة
حلب- محمود جنيد
لم يرتقِ الاحتفال الذي نظمته إدارة نادي الحرية بمناسبة صعود فريق النادي الأول لكرة القدم إلى الدرجة الممتازة تحت مسمّى حفل استقبال، إلى مستوى الحدث، وبدا متواضعاً بشكل عام والبعض اعتبره مخجلاً وغير لائق تماماً بنادٍ بحجم ومكانة نادي الحرية، والتبرير غير الرسمي كان ضغط النفقات وفراغ خزينة النادي!.
وجاءت عودة فريق الحرية إلى دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم، لتجب ما خفي في كواليس الموسم الشاق، وتخفف نسبياً من ردود الأفعال المتأهبة على الإدارة في حال الفشل بمهمة الصعود التي اعتبرها البعض أهون وأقل صعوبة من المواسم السابقة.
وبطبيعة الحال فهناك عمل أُنجز وجهود كبيرة بُذلت لبلوغ هدف الصعود إلى مصاف الكبار في دوري الأضواء كما يوصف، لكن ذلك لم يمنع من وقوع شيء من المحظور عبر منصات التواصل الاجتماعي وسواها من فضاءات الحديث وجلساته على النطاق الضيق والواسع.
فئة اتهمت البعض من المنتمين للنادي والمحسوبين عليه، بأنهم كان ينتظرون سقوط الفريق وفشله بالتأهل للدرجة الممتازة، وأكثر من ذلك محاولة التأثير على لاعبين مؤثرين ودعم المنافسين لتحقيق ذلك المأرب، ومن بعده الشماتة بالإدارة والفريق وكادره، رغم العمل المثمر الذي كان نتاجه التأهل والجهود المبذولة من قبل الجميع في النادي.
بينما الفريق الآخر اعتبر الصعود الصعب من بوابة التل، وهو الفريق المغمور إزاء الحرية العريق وصاحب الصولات والجولات، أمر طبيعي لا يمكن تصنيفه ضمن الإنجازات، بل مجرد خروج من الحفرة التي هوى إليها وفي موسم سهل نسبياً، وهناك من وصم الإدارة بالفاشلة وطالب بإقالتها لأنها لم تقدّم أي فائدة للنادي على الصعد كافة، ولم تكن لديها أي رؤية أو خطط أو خطوات حقيقية لإنعاش النادي والنهوض به مادياً برفع قيمة الاستثمارات أو توفير بيئة مواتية أو مشاريع واعدة، وعلى العكس من ذلك تمّ هدم قواعد النادي لكرة القدم التي سحبت الأكاديميات الخاصة المزروعة داخله بمقابل استثماري غير ملبٍّ، البساط واللاعبين من تحتها لمصلحة تلك الأكاديميات، ومدربي القواعد الذين استقالوا مع مشرفهم، والخلافات كانت قائمة بين الإدارة بسبب غياب الشفافية وتفرّد رئيس النادي بالقرار وإخفاء أمور تتعلق بواردات مالية، فضلاً عن الانغماس في فضيحة بيع المباريات في الدوري والكأس!.
الفريق الثالث طالب بالهدوء والتفكير بالكيفية التي يمكن من خلالها تأمين الدعم والريوع المالية لتغطية مصاريف التعاقدات لمصلحة الفريق الأول لتثبيت الأقدام في الممتاز، وتجنّب السقوط مجدداً إلى الدرجة الأولى.
وأمام كل ماسبق ذكره يبدو أن نادي الحرية مقدم على فترة عصيبة، وقد تشهد تغييرات إدارية متوقعة، وسط اتهامات موجهة لتنفيذية حلب بالضعف والدور السلبي لجهة خياراتها الخاطئة بالتعيين والمتابعة والمعالجة، بصرف النظر عن هدف الشاب محمد مصطفى الذي ضمن صعود الفريق إلى الممتاز، وبالتالي أنقذها والإدارة من الحرج الكبير، فهل تنجح المساعي بتطويق بوادر الأزمة، وضبط بوصلة نادي الحرية نحو الوجهة الصحيحة؟.