صحيفة البعثمحليات

قريباً.. قسم لـ “علم المعلومات” في التعليم المفتوح.. وليس “المكتبات”

دمشق- لينا عدره

نظرة نمطية تُلازم خريجي قسم المكتبات والمعلومات، وفهم خاطئ لطبيعة اختصاصهم، يصل لدرجة استسهال عملهم، في حين أن الواقع يختلف بشكلٍّ كليٍّ، خاصةً وأن تخصّص علم المكتبات والمعلومات يتداخل مع كلّ العلوم ويرتبط بها ويخدمها، حيث نجد أن التخصّص يضمّ مقررات دراسية قريبة جداً إلى تخصّص الإدارة والهندسة المعلوماتية وعلم النفس والإعلام وغيرها من الاختصاصات، وفق ما أوضحت رئيسة قسم المكتبات والمعلومات الدكتورة لما قدورة في تصريحٍ لـ”البعث” فنّدت فيه الدور الفعلي لاختصاصي المعلومات.

وأشارت قدورة  خلال حديثها إلى أن هوية تخصّص المكتبات والمعلومات غير معروفة، فالاعتقاد السائد عند الجميع أن العمل يقتصر على المكتبات فقط، وهو فهم غير دقيق. وأضافت: عملنا يقسم  إلى شقين، الأول مكتبات بمختلف أنواعها، خاصةً وأن وجودها أساسي في كلّ وزارة ومؤسسة ثقافية، طبية، علمية، وتعليمية، ما يدفعنا -تتابع قدورة- لمناشدة وزارة التربية لتفعيل حصة المكتبة شأنها شأن المواد الدراسية الأخرى، لتشجيع الطلاب على القراءة وبناء جيل واعٍ ومثقف، فيما يمثل الشق الثاني العمل في كلّ الجهات والوزارات والهيئات والشركات الحكومية والخاصة وكذلك مراكز المعلومات الصحفية والزراعية والصناعية، خاصةً وأن مختلف تلك المؤسسات تحوي معلومات، محتوى، بيانات، وثائق، أرشيف، وبالتالي هي بحاجة إلى تنظيمٍ وإدارة لتسهيل استرجاعها، ومن هنا يأتي دور اختصاصي المكتبات والمعلومات القادر على التعامل مع المعلومات، إدارةً وتنظيماً وتشريعياً وتسعيراً وتسويقاً واستثماراً.

وبيّنت قدورة أنهم بصدد تقديم دراسة للتوصيف الوظيفي لوزارة الشؤون الاجتماعية للعمل على تغيير النظرة النمطية لقسم المكتبات وللمكتبة التي يعتقد الكثيرون أنها مجرد مخزن أو مستودع لتجميع مصادر المعلومات، وهو الأمر الذي يتمّ العمل عليه بشكلٍ متواصل لتغيير تلك النظرة عبر محاولة ربط المكتبة بالمجتمع من خلال الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي ينظمها أمين المكتبة، وخاصة في ظل الانفجار المعلوماتي الحاصل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى التأكيد على ضرورة استخدام واستثمار تقنيات التحول الرقمي في المكتبات واستغلالها لتقديم خدمات مبتكرة للمستفيدين، مؤكدةً أن مهنة اختصاصي المعلومات انتقلت من مكتبي تقليدي إلى مهندس معرفة، ومدير ومنظم للوثائق والمحتوى الرقمي.

وعن مشروع ربط الجامعة بسوق العمل، أشارت قدورة إلى أن رسائل الماجستير والدكتوراه المجازة في القسم تخدم سوق العمل في المجتمع السوري، فـخلال الأعوام الماضية بدأ سوق العمل باستقطاب خريجي قسم المكتبات والمعلومات، ومنها على سبيل المثال شركة التحويلات المالية “الهرم” التي عمل فيها الطلاب على النظم الموجودة في الشركة، إضافةً إلى استقطاب الجامعات الخاصة للخريجين المتميزين في القسم للعمل فيها، وخاصةً مع اعتمادها مكتبات رقمية ونظام التسجيل الآلي أو نظم إدارة الوثائق إدراكاً منها لأهمية هذا التخصّص.

كما أشارت قدورة إلى أن العمل جارٍ اليوم على افتتاح قسم للمكتبات والمعلومات في التعليم المفتوح مع بداية العام المقبل، إضافةً لـلسعي إلى تغيير مسمّى القسم لـ”علم المعلومات”، خاصةً وأن الحديث اليوم بمجمله يدور عن تحول العمل التقليدي إلى مكاتب بلا أوراق، وهو ما نسميه بالتحول الرقمي الذي يعدّ أبرز سمات مجتمع المعرفة الذي هو مجتمع الثورة الرقمية بامتياز، كون المعلومات والمعرفة سمة ومقياساً لمعنى الثروة وتشميلاً لكافة القطاعات.

هذا وقد تمّ افتتاح قسم المكتبات والمعلومات في جامعة دمشق سنة 1984، وقسم آخر في جامعة تشرين عام 2007،  ليتمّ تحديث الخطة الدراسية في عام 2000 وتُعَاود الوزارة تحديثها للمرة الثالثة سنة 2008 لمواكبة التطور الكبير الحاصل، واعتماد نظامين قديم وحديث مع 54 مقرراً على مدار السنوات الأربع، وتدريبٍ ميداني للطلاب على عمليات فهرسة وأرشفة الوثائق وكيفية التعامل مع البيانات ومهارات الحاسوب ونظم تخزين واسترجاع المعلومات التي تضمّ الحديث عن محركات البحث والأدلة وكل ما هو موجود على شبكة النت وتكنولوجيا المعلومات، وفق ما ذكرت قدورة، إضافةً لتشكيل لجنة لتطوير الخطة الدراسية تلائم التطور الحاصل وإعداد ندوات والاتصال المستمر والتعاون مع أقسام المكتبات والمعلومات في الدول العربية للاطلاع على آخر ما وصل إليه علم المكتبات والمعلومات وتوظيفها بشكلها الصحيح والمناسب.