أخبارصحيفة البعث

اعتقال أكثر من 70 مشاركاً بمظاهرات فرنسا.. وقاتل نائل يُكافأ بمليون يورو

باريس – وكالات   
أفادت وسائل إعلام فرنسية بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت أكثر من 70 شخصاً الليلة الماضية على خلفية أعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل الشاب نائل المنحدر من أصول جزائرية على يد شرطي، وأشارت قناة “BFMTV” إلى أن 24 شخصاً تم اعتقالهم في منطقة باريس وحدها.

وفي سياق الممارسات العنصرية وتفشّيها في المجتمع الفرنسي وبعد ساعاتٍ قليلة من إقدام الشرطي الفرنسي “فلوريون أم” على قتل الشاب نائل المرزوقي عمداً ومن مسافة 30 سنتمتراً، أطلق “جان مسيّحة” الناطق السابق باسم المرشح الرئاسي المتطرّف الشعبوي إريك زمور، حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع تبرّعات لدعم الشرطي القاتل، والمفاجأة أنّ الفرنسيين فتحوا حساباتهم بكرمٍ غير مسبوق، فتجاوز عدد المتبرّعين الـ35 ألفاً والحصيلة المؤقتة (حتى ظهر أمس) تجاوزت المليون يورو.

ووفق مصادر مطّلعة يرى القسم الأكبر من الفرنسيين أنّ الشرطي “قام بواجبه”، حيث يكفي أن تتابع وتسمع وجهة نظر هؤلاء لما يجري في الضواحي وللأسباب التي دفعت أبناء هذه الأحياء الفقيرة للاحتجاج والقيام بأعمالِ الشغب طوال 6 أيام لتستنتج هذه الحقيقة، علماً أنّه في فرنسا آلاف مخالفات أوامر التوقّف سنوياً، ففي عام 2021 بلغ عددهم 27700 شخص وفي عام 2022 نحو 30 ألفاً، قتلت الشرطة منهم 13 شخصاً معظمهم من أصولٍ عربية أو إفريقية.

الحكومة الفرنسية والرئيس إيمانويل ماكرون، يقومان بدورٍ محوري في حماية العنصرية ولاسيما في مؤسسات الشرطة المتهمة من الأمم المتحدة بعنصريتها الموصوفة.

ماكرون ووزير داخليته جيرالد دارمان، يرفضان أيّ إشارة إلى عنصرية الشرطة أو عنفها، فالرئيس الفرنسي تخلّى عن وزير داخليته السابق، كريستوف كاستانير لمجرّد دعوة هذا الأخير إلى إصلاح الشرطة الفرنسية على ضوء العنف المفرط الذي استخدم في مواجهة أصحاب السترات الصفر عامي 2018 و2019، ثم جاء بدارمان، الذي هنّأ ضباط الشرطة وعناصرها على “تفانيهم في حماية الجمهورية” بعد مهاجمتهم متظاهرين بيئيين احتجوا على بناء حوض مياه ضخم وملئه من المياه الجوفية في آذار الماضي، وقد أدّى عنف الشرطة في تلك الحادثة إلى سقوط عدد كبير من الإصابات بينهم اثنان كانا في حالةِ الخطر، كما منع عناصر الشرطة سيارات الإسعاف من الوصول إليهما لنقلهما إلى المستشفى.

وفي شأنٍ متصل، أعلنت إحدى النقابات الطبية الفرنسية أن أكثر من 50% من أطباء المستشفيات في فرنسا أضربوا عن العمل، كجزء من المطالبات بزيادة الأجور.

ووفقاً للنقابة، لبّى الأطباء الدعوات للإضراب عن العمل، وذلك للضغط على ماكرون لبحث مطالب الأطباء وزيادة أجورهم.

ومن جانبه قال رئيس نقابة “أكسيون براكتيسيان أوبيتال” المنظمة للإضراب، جان فرانسوا سيبيان: “لدينا مشاركة واسعة في الإضراب تتراوح ما بين 50% -100% من الأطباء”.

وأشار الطبيب إلى أن 30% من الوظائف الشاغرة في المستشفيات الفرنسية، يتم شغلها حالياً في ظل تدهور ذلك القطاع، بعمال مؤقتين ومتدربين في القطاع الصحي إلى جانب الأطباء الأجانب، بينما أوضح طبيب آخر أن الإضراب يعود إلى “فقدان القوة الشرائية لأكثر من 20% خلال عشرين عاماً في سياق سجل طبي منهار”.