11 شهيداً ومئات الجرحى حصيلة العدوان المستمر على جنين ومخيمها.. والمقاومة تردّ في “تل أبيب”
الأرض المحتلة – تقارير
استُشهد فلسطيني اليوم برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد تنفيذه عملية بطولية في “تل أبيب”، أسفرت عن إصابة 10 مستوطنين إسرائيليين، وذلك رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، وأحدثها عدوانه على مدينة جنين ومخيّمها بالضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن عبد الوهاب خلايلة 20 عاماً دَهس بسيارته تجمّعاً للمستوطنين في “تل أبيب” وأطلق النار عليهم، ما أدّى إلى إصابة 10 مستوطنين بجروح بينهم 4 بحالات خطرة، قبل استشهاده برصاص مستوطن.
في الأثناء، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيّمها لليوم الثاني إلى 11 شهيداً و100 جريح، إضافةً إلى تهجير الآلاف قسرياً من منازلهم، بينما تواصل المقاومة الفلسطينية التصدّي لاعتداء الاحتلال، وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أنه باستشهاد شاب من قرية فحمة، متأثراً بجروحه التي أُصيب بها في الرأس يرتفع عدد شهداء العدوان على جنين ومخيّمها إلى 11 شهيداً، وأكثر من 100 إصابة، بينها إصابات حرجة.
كذلك أطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين الموجودين في ساحة مشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، بينهم صحفيون.
وكان الاحتلال أجبر الليلة الماضية 500 عائلة على إخلاء منازلها في مخيم جنين، ولجأ عدد منها إلى مشافي المدينة للاحتماء فيها من تداعيات العدوان الذي يشنّه الاحتلال على المخيم.
إلى ذلك، قصف طيران الاحتلال منزلاً ومناطق عدّة في مدينة جنين، ما أدّى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين وسط استهداف قوات الاحتلال فرق وسيارات الإسعاف في المخيم لإعاقة وصولها للجرحى.
ويستمرّ حصار الاحتلال للمخيم وسط انقطاع التيار الكهربائي والمياه عنه، نتيجة التخريب الكبير المتعمّد للبنية التحتية بفعل تجريف الشوارع واقتلاع أعمدة الكهرباء والتشويش على خطوط الاتصالات، كما يستمر قصف طيران الاحتلال الحربي لمنازل الفلسطينيين في المخيم بالتزامن مع الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية لقواته إلى مداخل المخيم مدعومة بجرافات عسكرية للتوغّل في الشوارع والأزقّة.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصدّيها لقوات الاحتلال التي تحاول التوغّل في المخيم وسط تنفيذ كمائن وتفجير عبوات ناسفة في آلياته العسكرية على أكثر من محور، ما أدّى منذ يوم أمس إلى إصابة ومقتل عدد من قواته.
وقالت كتيبة جنين التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في بيان: “في اليوم الثاني للمعركة نخوض اشتباكاتٍ متفرّقة على محاور وأطراف المخيم، وأفشلنا عدداً من محاولات التوغّل رغم القصف الجوي المستمر على بعض المناطق”.
وأضافت الكتيبة: “تمكّن مقاومونا الأبطال من إسقاط طائرة مسيّرة لقوات الاحتلال في سماء المخيم، والسيطرة عليها وهي الرابعة خلال المعركة، كما تمكّنوا من تفجير عبوات ناسفة في آليات الاحتلال على دوار زايد، وحقّقوا إصاباتٍ مباشرة في صفوف العدو واستهدفوا قوات الاحتلال المتوغّلة بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة”.
ونصرةً لمدينة جنين ومخيمها عمّ الإضراب الشامل صباح اليوم الضفة الغربية المحتلة وسط دعوة القوى الوطنية الفلسطينية إلى الخروج بمظاهرات غضب في جميع مدن وبلدات الضفة تنديداً بالعدوان.
من جانبهم، شارك مئات الفلسطينيين في وقفات احتجاجية بالضفة تنديداً بالمجزرة في جنين ومخيمها، ورفع المشاركون في الوقفات التي نظمتها القوى الوطنية الفلسطينية في مدن رام الله والخليل وبيت لحم وقلقيلية والقدس المحتلة الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات تندّد بجرائم الاحتلال الذي يواصل دون هوادة ارتكاب الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني في جنين وكل مدن الضفة، وتؤكد مواصلة المقاومة حتى دحره ونيل الحرية.
وقال منسق فصائل العمل الوطني في طولكرم فيصل سلامة: إن صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وأحدثها المجزرة التي ارتكبها في مدينة جنين ومخيمها، مشدداً على أن الفلسطينيين سيواصلون الصمود والدفاع عن أرضهم مهما بلغت التضحيات.
جاء ذلك في وقت اعتدت فيه قوات الاحتلال على الفلسطينيين بإطلاق الرصاص عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، ما أسفر عن إصابة اثنين منهم بجروح.
من جهةٍ أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال قرية حوسان غرب المدينة وقامت بتفتيش المنازل والعبث بمحتوياتها، واعتقلت ثلاثة شبان فلسطينيين.
سياسياً، دعا مندوب السلطة الفلسطينية الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته بوقف العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها والعمل بشكل فوري على تنفيذ قراراته ذات الصلة.
وطالب منصور في رسائل بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر “بريطانيا” ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ببذل مساعيهم للمساعدة في تخفيف حدّة الوضع الخطير والعمل بشكل عاجل على تعبئة قدرات الأمم المتحدة لضمان حماية الشعب الفلسطيني.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية في بيان: “في ظلّ المشاهد والصور التي تتناقلها وسائل الإعلام من جنين ومخيّمها بشأن الدمار والتهجير والتخريب والقتل ومنع الطواقم الطبية من القيام بعملها واستهداف الصحفيين لمنعهم من نقل حقيقة ما يجري، تطل علينا بعض الدول التي اعتادت الوقوف في الجانب الخطأ من التاريخ، ودأبت على توفير الحماية للاحتلال من المحاسبة والعقوبات الدولية تحت شعار (دعم أمن إسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها)، وهو ما يستغله الاحتلال كغطاء لإطلاق آلته العسكرية وعصابات مستوطنيه، لاستباحة الضفة في وقت لا نسمع فيه مثل تلك المواقف الداعمة للحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال أولاً، ودعم أمنه ثانياً، والدفاع عن أرضه ومنازله وممتلكاته ومقدساته ثالثاً”.
وأعربت الوزارة عن استهجانها الشديد لهذا الموقف الذي يصدر عن دول تدّعي تمسّكها بحقوق الإنسان، مطالبةً إياها بمراجعة مواقفها بما يتسق مع القانون الدولي والقيم التي تتفاخر بها.
من جانبه، أكّد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أن العدوان على جنين ومخيمها جريمة مروعة بحق الإنسانية، ودليل على همجية ووحشية الاحتلال، مشيراً إلى أنه من المؤسف أن العالم يتفرّج دون أن يحرّك ساكناً.
وأوضح المطران حنا أن مخيم جنين سيبقى رمزاً للصمود والتشبث بالأرض والهوية، لافتاً إلى أن الاحتلال الغاشم جعل من هذا المخيم مختبراً لكل أسلحته الفتاكة من قذائف وصواريخ وطائرات بجميع أشكالها ومسمياتها، في محاولة فاشلة لكسر إرادة المقاومة.
وشدّد المطران حنا على أن الفلسطينيين مهما ضحوا لن يستسلموا، وأن دماء الشهداء في المخيم وكل أنحاء فلسطين لن تذهب هدراً وستؤدّي حتماً إلى دحر الاحتلال لينعم الشعب الفلسطيني بالحرية ويستعيد كامل حقوقه الوطنية.
من جانبها، أكّدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن العدوان الإسرائيلي، جريمة حرب ترتكب بحق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم أجمع، مطالبةً المجتمع الدولي بالتوقّف عن إصدار البيانات وتحمّل مسؤولياته لوقف العدوان.
بدورها وجّهت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية نداءً إلى المجتمع الدولي، مطالبةً إياه بالعمل على وقف الهجوم، وإيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية.
في الأثناء، ناشدت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين كنائس العالم وجميع المدافعين عن الحق والعدالة والمؤسسات الحقوقية، إعلان مواقفهم الرافضة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وإرهابه المتواصل والضغط على حكومات دولهم، لوقف استباحة دم الفلسطينيين.
وبيّنت اللجنة أن “إسرائيل” تمارس جريمة حرب على مرأى ومسمع من دول العالم، ومجلس الأمن الدولي دون تحريك ساكن لوقفها، ومعاقبة المجرمين القتلة، بل إن بعض الدول تبرّر جرائم الاحتلال.
عربياً، أكّد المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي أن العراق حكومةً وشعباً يندّد باستمرار بجرائم الاحتلال، مضيفاً: إن استمرار الاحتلال بهذا السلوك العدواني بلا رادع وبتغافل القوى العظمى وحيادها عن التزاماتها، هو فعل يقود إلى زعزعة الاستقرار والأمن في عموم المنطقة، داعياً المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية إلى العمل على وقف هذا العدوان، ومشدّداً على موقف بلاده الثابت من حقوق الشعب الفلسطيني.
دولياً، جدّدت البعثة الإيرانية الدائمة لدى منظمة الأمم المتحدة دعم بلادها الصريح للشعب الفلسطيني ومقاومته، وقالت البعثة: إن الكيان الإسرائيلي يخضع فقط لمنطق القوة وليس التفاوض والتسوية للحصول على الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، مشدّدةً على أن إيران تدعم أي طلب للمساعدة من الشعب الفلسطيني ومقاومته.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية البوليفية عن إدانتها وقلقها الشديدين إزاء العدوان، وقالت في بيان: إن هذه المأساة هي نتيجة عدوان مبرمج ومستمر من قوات الاحتلال على مدى 75 عاماً لانتهاك حقوق الإنسان، مطالبةً الاحتلال بوقف ممارساته العدوانية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، والالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، وداعيةً المجتمع الدولي إلى العمل بشكل جاد للتوصل إلى تسوية لقضية الشعب الفلسطيني.