اقتصادصحيفة البعث

بين العلني والمخفي!؟ 

قسيم دحدل 

طالما تساءلنا: لماذا المزاد يكون علنياً لبيع موجودات القطاع العام، وبالمقابل لا يوجد مثله مناقصة علنية لشراء احتياجات القطاع العام  بدلاً من مناقصة بالظرف المختوم؟!

في ضوء السؤال السابق، طرح أحد الخبراء الاقتصاديين قكرة تأسيس موقع إلكتروني حكومي لإدارة توريد احتياجات القطاع العام، معتبرا أن هذا الموقع هو ضرورة للمصلحة العامة.

وحول آلية الإجراءات التي يجب تطبيقها لإنجاح العمل في الموقع، فيتم – على سبيل المثال – تنظيم المزاد العلني والمناقصة العلنية (وليس المناقصة بالظرف المختوم) على الموقع في وقت محدد ومعلن وبشكل مسبق، واستنادا لذلك يتم الدخول والاشتراك بالمزاد العلني والمناقصة العلنية للجميع ومن أي مكان بعد دفع التأمينات الأولية (بمثابة رعبون نقدي)..

أما بالنسبة لكيفية تحديد ومعرفة احتياجات الجهات العامة الحكومية، فيجب على المذكورة أن تقوم بتسجيل احتياجاتها على الموقع بعد تأمين التمويل النقدي، الأمر الذي يمكِّن الموردين من القيام بالإطلاع على احتياجات القطاع العام وتسجيل السعر مع اسم المورد بشكل علني يستطيع معه أي مورد آخر تقديم سعر أقل بشكل علني متاح الإطلاع عليه لكل من يدخل للموقع، وحتى تكتمل فعالية هذه الإجراءات لا بد من الدفع نقداً للموردين دفعة واحدة دون التأخير للحصول على أقل سعر.

ما سلف يمثل برنامجا إصلاحيا في أحد مفاصل نظام العقود، حيث أن من نتائجه توفير مليارات الليرات على الخزينة العامة التي تذهب كعمولات للجان المشتريات والمبيعات وعمولات لجان فض عروض مناقصات الظرف المختوم، وكذلك عدم حصر المناقصات والمزادات الحكومية بأعلى الأسعار، بفئة محددة من المتآمرين على نهب المال العام..

كما وأن تطبيق هذا البرنامج يتيح تشغيل فئة كبيرة من التجار والشركات التجارية (ممن تم عزلهم) بالعمل التجاري مع القطاع العام، وناهيك عن هذا تسهيل عمل الرقابة المركزية والتفتيش المالي..

إن تبني مثل هكذا طرح يجب أن يحظى بالاهتمام الذي يستحقه من قبل أصحاب القرار، طالما أن فيه من الفوائد والعوائد والوفورات، ما يكرس الشفافية في الإنفاق الحكومي ويحصن خزينتنا العامة من الاستنزاف المشبوه في عديد من المطارح، وعلى الطرف الأخر يخلق حالة من العدالة في إتاحت الفرص، أما قطاع الأعمال الخاص دون تميز، وبعيدا عن المحسوبيات والاحتكار، كما ويكرس المنافسة بأنزه مضامينها وأشكالها، حيث كل شيء سيجري فوق الطاولة.

Qassim1965@gmail.com