كلمة السر رائحة أجسامنا!! لماذا ينجذب البعوض لبعض الأشخاص أكثر من غيرهم..
“البعث الأسبوعية” لينا عدرا
بعض الأشخاص يكونون بمثابة المغناطيس للبعوض، فكلما خرجوا في نزهة في الطبيعة يعودون بعشرات البقع الحمراء على أجسادهم، ويعانون لأيام من آلام لدغات البعوض، فيما لا يشعر آخرون بتلك اللدغات، وبالكاد يقترب منهم البعوض أصلاً، فما السبب في ذلك؟
لماذا يعاني البعض أكثر من لدغات البعوض؟
غالبية أنواع البعوض، إضافة إلى مجموعة من المفصليات الأخرى – التي تتضمن القراد والبراغيث وبق الفراش والذباب الأسود وذباب الخيل والهاموش الواخز – تحتاج إلى البروتين في الدم كي تضع مجموعة من البيض. وتتغذى إناث البعوض فقط على الدم، أما الذكور فإنها تتغذى على رحيق النبات، الذي تحوله إلى طاقة من أجل التحليق.
ويشكل التغذي على الدماء جزءاً مهماً للغاية من أجزاء الدورة التناسلية للبعوض. وبسبب هذا، يوضع كمٌّ هائل من الضغط التطوري على كاهل الإناث من أجل تحديد مصادر الدم المحتملة، والحصول بسرعة وكفاءة على وجبة كاملة من الدم، ومغادرة الضحية التعيسة بسرعة.
وتتمتع إناث البعوض بحساسية تجاه ثاني أكسيد الكربون، وتستطيع استشعار أي مصدر له حتى ولو كان يبعد عنها أمتاراً. وتطوق الخلايا المستقبلة الموجودة في قرون الاستشعار الخاصة بالبعوض وفي سيقانها، جزيئات ثاني أكسيد الكربون، وترسل إشارات كهربائية إلى الدماغ. وكلما زاد تركيز ثاني أكيد الكربون، كلما اقتربت إناث البعوض من المضيف.
لكن هناك الكثير من مصادر ثاني أكسيد الكربون غير الحية، مثل السيارات والقوارب والطائرات والقطارات. ومن أجل التفريق بين المصادر الحية لثاني الأكسيد الكربون ومصادره غير الحية، تعتمد إناث البعوض على إشارات شم ثانوية تخرجها الكائنات الحية. وهذه الأدلة ذات الرائحة تنتجها عمليات الأيض التي على شاكلة التنفس والحركة، وتتضمن حمض اللاكتيك والأمونيا والأحماض الدهنية التي تجسد إشارات شم إضافية بالنسبة للبعوض، ما يساعد الإناث على استهداف وجبة الدم التالية بالنسبة لها.
إذ إن الأشخاص الجاذبين للبعوض، قد تكون معدلات الأيض لديهم مرتفعة جينياً، أو قد يكونون أنشط بدنياً من أشخاص آخرين لا يجذبون البعوض. وهذا يفسر جاذبية العدائين للبعوض أثناء تمارين الإطالة عند الراحة، كذلك النساء الحوامل بسبب زيادة معدلات الأيض لديهن.
السر في رائحة الجسد
ربطت دراسةٌ حديثة بين نوع محدد من رائحة الجسد ومعاناة بعض البشر الكبيرة مع لدغات البعوض، حيث اكتشف باحثون أن الأشخاص الأكثر جذباً للبعوض يفرزون كميات كبيرة من مواد كيميائية معينة على الجلد، وتؤثر تلك المواد على رائحتهم.
وأوضحت الدراسة إنه “إذا كانت لديك معدلات مرتفعة من هذه المواد على جلدك، فستكون أكثر شخصٍ يلدغه البعوض في النزهات البرية”.
أصحاب البشرة الدهنية
وعثر الباحثون على عاملٍ مشترك بين الأشخاص المفضلين للبعوض، وهو امتلاكهم معدلات مرتفعة من بعض الأحماض على جلدهم، حيث تعتبر “الجزيئات الدهنية” جزءاً من طبقة الترطيب الطبيعية للبشرة، ويُفرزها البشر بكميات مختلفة. وتتناول البكتيريا النافعة التي تعيش على الجلد تلك الأحماض، لتُنتج جزءاً من روائح جلدنا.
ما هي فصائل الدم الأكثر تعرضاً للدغات البعوض؟
قديماً عندما كان بعضنا يشكو من انجذاب البعوض إليه كان أجدادنا يخبروننا مازحين أنَّ السبب هو أن البعوض ينجذب للبشرة إذا كانت أكثر حلاوة! فهل يفضل البعوض فصيلة دم دون أخرى؟ كما اتضح فإن الجواب هو نعم.
إذ وصل العلماء لأول مرة إلى هذا الاكتشاف في عام 1972. ويتعرض الأشخاص أصحاب فصيلة الدم O للدغ البعوض مرتين أكثر من أصحاب فصيلة الدم A أو B.
ويفسّر علماء الحشرات ذلك بأن بعض الناس ينتجون مواد كيميائية معينة في بشرتهم أكثر من غيرهم، وبعض هذه المواد الكيميائية مثل حمض اللبنيك تجذب البعوض.
العامل النفسي يلعب دوراً أيضاً
وهناك مكون نفسي مرتبط بنشاط البعوض. فبعض الناس لا يلاحظون بكل بساطة وجود البعوض حولهم. وفي المقابل، يمكن لبعوضة واحدة تطير حول شخص ما أن تستثير ردة فعل قوية منه، ولعلنا شاهدنا شخصاً ما يجن جنونه بينما يحاول تعقب أزيز بعوضة واحدة كي يحاول التخلص منها.
وفي المقابل، لا يُبدي أشخاص آخرون أي انزعاج من وجود البعوض، ولا يلاحظون من الأساس البعوض الذي ينجذب إليهم، حتى عندما يتغذى على دمائهم. ويتخصص بعض البعوض في التغذي على مناطق محددة من الجسم يصعب رؤيتها أو ضربها لقتل البعوض.
وسواء كنت من الأشخاص الذين يكونون بمثابة مغناطيس بالنسبة للبعوض، فتأكد من أن لدغاتها سوف تُشعرك بالحكة في كل الأحوال.
كيفية علاج لدغات البعوض
أول شيء عليك القيام به هو غسل المنطقة المصابة بالماء والصابون. بعد ذلك ضع كمادة باردة مثل قطعة قماش مبللة، أو كيس ثلج على المنطقة لمدة 10 دقائق على الأقل، خاصةً إذا كانت متورمة.
ضع كريماً مضاداً للحكة أو الهيدروكورتيزون لتقليل الحكة والاحمرار والتهيج.
وينصح بالاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى المستشفى إذا تعرضت للدغ حول الفم أو العينين، أو بدأت الأعراض في التفاقم أو لم تختفِ في غضون أسبوعين، أو بدأت تعاني من رد فعل تحسسي، أو صعوبة في التنفس أو البلع.