“الغجر” على صفيح ساخن
تقرير إخباري
بعد لملمة الخيبة في جنين، تحرّك جيش الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء سياج شائك، وجدار إسمنتي حول كامل القسم الشمالي من بلدة الغجر التي تقع شرقي نهر الوزاني على خطّ قمم يمتدّ جنوباً حتى جسر الروماني، وهي نقطة الالتقاء الحدودية الثلاثية بين لبنان وسورية وفلسطين المحتلة.
وبهذا الإجراء تكون قوات الاحتلال قد فصلت بلدة الغجر عن محيطها الطبيعي التاريخي داخل الأراضي اللبنانية، وفرضت سلطتها بشكل كامل على البلدة، وأخضعتها لإدارتها، وبمعنى آخر احتلال كامل بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع فيها.
هذا الواقع، يتطلّب التحرّك لمنع تثبيت هذا الاحتلال، وإلغاء الإجراءات العدوانية التي أقدم عليها، لأن ما كان كلاماً قبل شهرين أصبح حقيقة بضمّ الجزء الشمالي من الغجر وتكريس احتلال أراضٍ لبنانية بشكل نهائي.
هذا الاحتلال في وضح النار يحمّل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كامل المسؤولية، وخاصةً أن الرجل قدّم تقريراً إلى مجلس الأمن حول تطبيق القرار 1701، عن الفترة الممتدة من 21 حزيران إلى 2 تشرين الثاني 2022، عبّر فيه عن “ارتياح اليونيفيل” للأجواء في منطقة جنوب الليطاني، أما مسألة احتلال “إسرائيل” لبلدة الغجر، فبدت منسيّة وعاديّة بالنسبة لتقرير الأمين العام، الذي اعترف بقيام “إسرائيل” بأشغال في البلدة، واكتفى بدعوة “إسرائيل” للانسحاب من دون القيام بإجراءات على الأرض كما يفعل في الجانب اللبناني.
وبذلك يكون الأمين العام للأمم المتّحدة ذاته شريكاً في هذا الاحتلال، إذ إنه وفي الوقت الذي يقوم به الكيان الإسرائيلي بتجهيز بنية عسكرية احتلالية في شمال الغجر، لا تزال اليونيفيل تمنع الجيش اللبناني من الوصول إلى تخوم البلدة، بحجّة عدم وقوع احتكاك مع الجيش الإسرائيلي. لكن بفرض الأمر الواقع هذا من الكيان الصهيوني فإن الاحتكاك واقع، وقد يتطوّر إلى عمل عسكري مقاوم قد يقلب معادلة المنطقة بالمجمل.