التلاميذ والحكومة..!!
غسان فطوم
لا يحتاج تلاميذ المدارس اليوم إلى دروس في الإنشاء والتعبير، فلماذا نتعبهم بالاستماع إلى المعلم، وهم بإمكانهم يومياً متابعة “درس عملي” حين يستمعون إلى خطابات المسؤولين الإنشائية وتصريحاتهم المنمّقة و”المُبهّرة” بأحلى الكلمات، وأجمل الأوصاف، وحلاوة الوعود!
نغمة الوعود هذه نتوارثها من حكومة إلى أخرى بعكس منطق التطور في الحياة العملية، فعقب كلّ تغيير أو تعديل حكومي ننتظر أن تعطي الحكومة الجديدة انطباعاً وصورة مختلفة عن سابقتها، بالقول والفعل، من خلال محاكاة هموم المواطنين وتأمين متطلبات حياتهم المعيشية، لكن للأسف دائماً تخيب الآمال، ليبقى الحوار والتواصل عقيماً بين الحكومة والمواطن، والمؤلم أكثر أن البرلمان يعطي الثقة للحكومة ويدعم بيانها ولا يحاسبها على هفواتها وتقصيرها وعدم الالتزام بوعودها!.
وما يثيرُ العجب أن الخروج مما نحن فيه ليس بالمعضلة الصعبة، لو فكّرنا وخططنا بشكل صحيح، فسورية ولّادة بالكفاءات ولديها الكثير من الخبرات، فلماذا نترك الحلول لضربات الحظ التي لم تعد تجدي نفعاً، والمؤشرات واضحة للجميع، فالأزمات تتراكم وفجوة الفقر تتسع، ومؤشر البطالة بات مقلقاً ومعدلات الهجرة خطيرة، وفوق كلّ تلك المصائب يتحفنا أحد المعنيين بين الفينة والأخرى بتصريحات تستفزّ المواطن وخاصة جمهور الشباب!
والسؤال: لماذا لا نتعلّم من التجارب الناجحة ونبني عليها؟ بعلم الإدارة والتخطيط يقال إن الحكومة التي “لا تعتمد مبدأ القياس والتقييم لا يمكن أن تتطور في أدائها”، وبالتالي يصعب عليها تحقيق ما تخطّط له في بيانها الورقي!.
بالمختصر، رغم قسوة الظروف وصعوبتها ما زال هناك ثقب أبيض يضيء في قلب العتمة، وكل ما نأمله هو أن يتحوّل “صف الحكي” إلى عمل مثمر باتخاذ قرارات تنعشُ الجيوب وتُفرح القلوب، لذا نحتاج اليوم للمسؤول القدوة بفكره المبدع وإدارته الرشيقة، وتفانيه بالعمل في إيجاد الحلول، فالمواطن تعب ولم يعد قادراً على تحمّل جرعات وأبر التخدير من ماركة الوعود المعسولة من فئة خمس نجوم وأكثر!!